نهاية عام بداية حقبة


بقلم ابو أيوب.
من منكم من لا زال يتذكر يوم أمر دونالد ترامب ، الرئيس الامريكي السابق و المثير للجدل باغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني ، و صديقه العراقي المهندس زعيم الحشد الشعبي بالعراق ؟. و بعد مرور اكثر من سنة على تنفيذ العملية على مشارف مطار بغداد ، خرج الأشقر الفظ بتصريح لموقع فوكس اشار فيه الى ان النثن- ياهو رئيس وزراء اسرائيل السابق ملمحا الى انه هو من اوعز له و ورطه في عملية الاغتيال ، و لعلي به اليوم ندم على فعلته و هو يتحسر اليوم على تداعياتها على صورة أمريكا و موقعها في بعدهما الاستراتيجي.
أمريكا وقتذاك لم تكن تتوقع ردا ايرانيا على عملية اغتيال أحد جينرالتها و قادتها العسكريين الكبار ، بل ذهب الحد بكل من ترامب و النثن-ياهو على تحذير ايران بزلزال عاصف و ضربة قاصمة ان هي اقدمت على الرد. في المقابل لملمت ايران جراحها و ودعت الشهيدين في حفل عزاء مهيب ان كنتم تذكرون ، و ما لم ينتبه له احد ، بمجرد دفن الجثمانين ، انطلقت الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى ( 1000 كلم و ما فوق بقليل) ، مستهدفة قاعدة عين الأسد الامريكية شمال بغداد مستغلة عنصر المفاجئة.
يومها بلع الأشقر و ربيبه ريقهما و اكتفيا بالتهديد و الشجب و الوعيد كعادة الجبناء ، مصرحين بأن العملية لم تخلف ضحايا و خسائر بشرية تذكر ، و كعادتهما سارعا الى التقليل من اهمية الحدث متوعدين برد قاس ان حاولت ايران التصعيد ، و في نفس الوقت تسترت امريكا و عتمت على خسائرها ، بالرغم من أنها منيت بخسائر جسيمة لم تفصح عنها و ذات بعد كاسر لهيبتها ملطخ لصورتها ، كيف ذلك ؟.
* أكثر من نصف جنودها نقلوا للعلاج بألمانيا على اثر اصابتهم بارتجاجات دماغية بفعل عمليات القصف .
* صورة امريكا اهتزت و تلطخت عندما عجزت عن الرد على الرد الايراني الذي لم تكن تتوقعه من ايران الضعيفة و المحاصرة .
* مركز ادارة العمليات العسكرية دمر عن آخره فضلا عن مواقع أخرى بحسب قناة السي ان ان الامريكية نفسها التي زارت القاعدة بعد الاستهداف.
* الأشد وقعا استراتيجيا ، اخطار ايران لأمريكا بتوقيت الاستهداف عبر وزارة الدفاع العراقية ( معلومة اعترف بها الامريكيون انفسهم ) ، و هي رسالة واضحة الى كون ايران صانعة السجاد تجيد الحياكة ، و هي نفسها مخترعة الشطرنج و فلسفة الشيخ مات ، لا تعير اهتماما الى الزاوية التكتيكية للصراع ( خسائر بشرية تطال بضعة جنود و انتهى الأمر ) بقدر ما تهتم بالجانب الاستراتيجي البعيد المدى في علاقاتها المتشنجة مع امريكا( استهداف الهيبة و تلطيخ الصورة ).
* رسالة ردعية الى الربيب الذي ملأ الدنيا وعيدا و توعدا باستهداف النووي الايراني و ارجاع ايران الى العصر الطباشيري ، رسالة فحواها أن بنك الاهداف يشمل كامل جغرافية الربيب و على رأسها مفاعل ديمونا ( النووي مقابل النووي) ، فضلا عن اهداف أخرى من بينها المركب الصناعي للأمونياك مثالا لا حصرا .
* رسالة الى المنبطحين العرب ، الغانعون المستقوون من العربان بأمريكا الحامية الضامنة لكراسيهم ( السعودية مثال).
* رسالة الى الغرب عموما بدءا بانجلترا و فرنسا صاحبتا العضوية الدائمة بمجلس الامن الدولي و على رأسهما امريكا .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *