ما بين الريانين
بقلم ابو ايوب
مقال الامس بالجديدة توداي اشار الى عنواين من قبيل ما بين المعبرين او ما بين المضيقين ضمن عناوين اخرى نشرت على الجديدة نيوز ، و هي مقالات تطرقت في مجملها الى مكامن ضعف الدول العربية و بالاخص الدول الغنية المسيطرة على صناعة القرار العربي و ارتهانها و ارتباطها بالخارج ، بالتالي تفقد سيادة قرارها السياسي السيادي عبر فرض املاءات …و حتمية التاريخ تقول بالصحوة و هذا زمانها .
اصل الحكاية او الرابط المشترك للريانين ، الاول امريكي خلده فيلم تحت عنوان ( أنقدوا الجندي رايان ) ، فيلم تطرق لعملية انقاد عسكرية و تحرير سجين امريكي من الاسر في ظرف سويعات Save RAYAN….., و بالرجوع الى الفيلم يتضح المعنى و المغزى اكثر فاكثر ، حيث تكللت العملية بنجاح رغم الخسائر المترتبة ، و قد يكون في هذا نوع ما من التاثير او التخذير .
اما الجزء الثاني من الحكاية ، حكاية رايان المغربي ذو الخمس سنوات الذي هوى في بئر عمقها 32 متر بحسب المصرح به رسميا ، حدث هذا منذ اسبوع تقريبا و من ضمنه مدة 20 ساعة على اخطار السلطات بالحادث لكنها لم تحضر في الوقت المناسب ، بالتالي التحليل وفق المنطق و العقلانية يستوجب ما صاحب الحدث المأساوي من تطورات على ارض الواقع و كما سوقت في مختلف المنابر و المواقع …..لكنها تبقى في النهاية وصمة عار على الجبين شئنا ام أبينا .
وصمة عار تنضاف لمن تهاوى من قصر قاصرين في حياة التشرد و عالم المخدرات و السيليسيون في شوارع و ازقة و دروب…. ، وصمة عار وثقها فيديو من طحن طحنا في طاحونة جمع الازبال بالحسيمة ، وصمة عار خلدها فيديو قاصر جرادة ….وصمة عار خلدتها صورة العالم لسنة 2021 لقاصر يتشبث بقارورة بلاستيكية كحبل نجاه وسط مياه الابيض المتوسط .
وصمة عار سبقتها بسنوات لقاصرين اعتصبوا جنسيا و المغتصب حر طليق باسبانيا ، وصمة عار طبعت بنكهة مراكشية و ما اكثر النكهات الحمراء في قضية الكويتي و ما تلاها من اطلاق سراح و ما صاحبها من رنين و حكايات يندى لها الجبين ، وصمة عار ما حدث بالأمس للقصر القاصرين بطنجة من استغلال جنسي على ايدي اجنبيين ، وتكثر الحكايات …..و لن تنتهي بحكاية نسوة و اكياس طحين بالصويرة ، و سوف لن تنتهي المأساة بعاملات الفراولة و لا بعمال معمل طنجة على اثر الفياضانات ….و زيد و زيد حتى لسيدي بوزيد ، او لنكتفي بسير و سير حتى لبوسبير و حكاية مغربيات في السجون السعودية ، اليست وصمات عار على جبين دولة أمه لها تاريخ عريق ؟ .
هنا اود الاستدلال بتصريح للناطق الرسمي باسم الحكومة عن سؤال تطرق لقضية رايان المغربي فجاء الجواب بما معناه ، قضية الطفل القاصر رايان تم استغلالها اعلاميا …..و ان المملكة المغربية الشريفة لها تاريخ حضاري يعود ل 12 قرنا ….!؟. لذا اتسائل عن محل القاصر رايان المتوفى من الاعراب و علاقة هذا بالماضي التليد ؟ بالتالي و بحسب المنطق يصبح الناطق ناهقا لعدم المامه ب….و المنطق هذا يقتضي التمحيص و التدقيق في جزئيات المعلومة :
* طفل قاصر عمره 5 سنوات سقط في هوة عمقها 32 مترا ، و المؤكد الاكيد في مثل هكذا حالة ان يصاب بكسور و رضوض !
* بحسب المصرح بها و ما تدوول من اخبار ، افادت باصابة الطفل بكسور من بينها كسور طالت عموده الفقري .
* صاحبتها اخبار متداولة تفيد بتوصل الطفل بامدادات غذائية في انتظار استكمال عملية الحفر لانقاد حياته .
* تلتها اخبار تطرقت للحظات المتبقية لانجاح المهمة و الانقاد ، اخبار تخللتها انباء عن تخصيص مروحية عسكرية و سيارة اسعاف و ما صاحبهما من بهرجة و من …….تناولتها مختلف القنوات الاعلامية المحلية و الدولية ( الجزيرة. فرانس 24 مثال ) .
* هنا يطرح السؤال ، كيف لطفل اصيب بكسور في عموده الفقري ( حالة شلل تامة من منظور طبي علمي ) ان يتناول الغذاء بدون مساعدة ؟ كما لا تفوتني الفرصة للاشارة للاخراج الرديئ ، سواء عبر القنوات الاعلامية او عبر قنوات الفضاء الازرق ، و الذي صاحب تطورات القضية و كيف تعاملت معها السلطات الرسمية القيمة على تدبيرها ! وصمت عار بكل ما تحمل الكلمة من معاني ، اليس كذلك ؟
و رغم كل هذا علينا ان نفتخر بمغربيتنا و بحسنا الوطني في الوقت الذي غاب فيه الحس الوطني هذا عمن يديرون شؤوننا المحلية و لا اقصد احدا ، انها وصمت عار على جبين انسانية الانسان الغافل المتهور المستهتر بمصير شعب و امة تنشد الاقتداء و الاحتداء ….فعن اي تجربة او نموذج نتحدث ؟ طاب المساء .