مشاركة البوليساريو في القمة الاوروافريقية …ما هي دلالاتها و مقاصدها ؟


بقلم أبو ايوب .
علاقات المغرب اليوم مع الاتحاد الاوروبي على المحك بعد ان وجهت دعوة المشاركة لجبهة البوليساريو . و غدا تلتئم القمة الاقتصادية السادسة بين المنظمتين القاريتين التي تعقد بين الرؤساء الاوروبيين و نظرائهم الافارقة لمدة يومين (17/18/2022) ، و من المرجح ان يقود وزير الخارجية الوفد المغربي ، حيث تعقد اوروبا آمالا كبيرة على انجاحها من اجل ايجاد موطئ قدم و تعزيز حضورها بالقارة السمراء ، في ظل الهجمة الشرسة على ثروات القارة و تنامي النفود الروسي الصيني ….
كما علينا ان نستحضر القمة التحضيرية لوزراء الخارجية الاوروبيون و الافارقة التي انعقدت سنة 2019 ، قمة شارك فيها ما يسمى بوزير خارجية الجبهة جنبا الى جنب وزير الخارجية المغربي ، مشاركة تعتبر في حد ذاتها اعتراف ضمني مغربي بحسب القانون الدولي ، و مشاركة الخصم اليوم قد تعتبر منعطفا خطيرا ذو بعد استراتيجي له تأثير كبير على السياسة الخارجية للمملكة ، لا سيما من حيث التوقيت ، اي بمعنى في الوقت الذي يعمل فيه المغرب جاهدا على طرد الخصم من الاتحاد الافريقي ، يتمدد الخصم و يحقق انجازات على الصعيد الاوروبي ( غزوات البرلمانات الاوروبية مثال).
و تجدر الاشارة كذلك الى ما ارخته القمة الاقتصادية الخامسة للاتحادين التي عقدت سنة 2017 بابيدجان عاصمة ساحل العاج. قمة شارك فيها العاهل المغربي شخصيا كما حضرها ابراهيم غالي جنبا الى جنب باقي الرؤساء الاوروبيون و الافارقة ، قلت ما أرخت له القمة كان عبارة عن صورة جماعية وثقت الحدث الذي صدم المغاربة جميعا ، و للتقليل من هول الصدمة و الحد من تأثيراتها على المكانة المرموقة التي تحظى بها المملكة على الصعيد الافريقي و الدولي ، انبرى ثلة من السياسيين و المحللين و اساتذة القانون ….الذين اجمعوا على أن الخصم المشارك كان ضيفا غير مرئي ( تصريح وزير الخارجية المغربية مثال) .
لذا اتسائل عما يمكن للمملكة المغربية فعله للحد من الاضرار الجانبية ؟ أما القول بالغير مرئي او الوصف بالمتسلل كما حصل اثناء قمم تيكاد بين اليابان و افريقيا ( قمتي زيمبابوي/ طوكيو) ، بالتالي القول بهكذا اوصاف و نعوث لن يجدي نفعا خاصة في هذا التوقيت بالذات ، في الوقت الذي يراكم فيه الخصم انجازات نجتر نحن اليوم ما دأبنا على ترديده من قبل الواهمون/ المرتزقة/ الارهابيون/ مجرموا الحرب/ الانفصاليون/ المغرر بهم…..، فهل تغاضت اوروبا عن كل هذا و سمحت لنفسها بخرق القانون و المواثيق الدولية من خلال توجيه دعوة المشاركة لكامل الاوصاف هذا؟ ، اتمنى من كل قلبي ان يكون الحدث مجرد حلم او كابوس عابر .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *