العم سام في حيص بيص من امره ، و القربان هذه المرة اليونان بعد اوكرانيا من زاوية تمدد المحور و الحلفاء على حساب تبدد الحلف و الادوات، كيف ذلك ؟

بقلم ابو ايوب


من منكم يتذكر قصة حاملة النفط الايرانية العملاقة التي احتجزتها سلطات جبل طارق بامر قضائي امريكي ايام عهدة الاشقر او المهرج ترامب ؟ و ماذا كانت النتيجة ؟. الحرس الثوري الايراني يقوم باحتجاز ناقلة نفط بريطانية بالرغم من خفرها و مرافقتها للبوارج الامريكية و البريطانية ، لتقطرها من بعد نحو ميناء بندر عباس ، و قد اشترطت ايران وقتذاك السماح لحاملة النفط الايرانية بمواصلة سيرها نحو سوريا ، و هذا ما استجابت له سلطات جبل طارق على مضض.
بمجرد السماح لحاملة النفط هذه بالابحار مجددا نحو وجهتها ، حتى غيرت اسمها الى أدريان داريا مع رفع العلم الايراني عليها بعدما كان العلم البانامي مكانه ، ادريان داريا بالفارسية يعني مياه البحر الحمراء ، و لكم معشر المتتبعات و المتتبعين حرية ابداء الراي و التفسير و التبرير ( الخبر مقدس و التعليق حر) ، في المقابل لم تفرج ايران عن الناقلة البريطانية الا بعد تجرجير و مراوغة و مساومة تارة باسم القانون و اخرى بمسوغات قضائية ، الهدف منها الاذلال و التبخيس و الحط من كرامة امبراطورية كانت لا تغيب عنها الشمس .
اليوم تتكرر النسخة الثانية من حكاية أدريان داريا رغم وجود الفارق ، اي قبلا لم تصادر الشحنة و تم الاكتفاء بالاحتجاز ، اما اليوم فالامر يختلف ، احتجاز و قرصنة سفينة شحن نفط ايرانية باليونان و مصادرة حمولتها مع التواطؤ في نقلها الى امريكا ، واو واو واو ، امريكا تأكل الثوم بفم اليونان و ما ارداك بقيمة اليونان قياسا بقيمة الامبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس التي اذعنت و خرت صاغرة؟
الحرس الثوري اليوم يحتجز سفينتي نقل نفط يونانيتين كرد فعل على ما قامت به السلطات اليونانية ، و بتقديري ما هذه سوى البداية ، كيف ذلك ؟ . التحذير الايراني الرسمي بامكانية استهذاف 17 ناقلة نفط يونانية تجوب الخليج الفارسي ، في حالة اذا لم تقدم اليونان على الاعتذار و التعويض مع الوعد بعدم تكرار التجربة ، رسالة تحذيرية للاصيل الذي يختفي وراء الستار و ليس للوكيل الذي يتم التلاعب به و استغلاله كما حصل مع بريطانيا الامبراطورية .
احصاء 17 سفينة يونانية تعمل بمياه الخليج الفارسي بحسب التسمية الاممية ، يعطي الانطباع بان ايران تراقب و تتبع الوضع عن كثب ، و هذا دليل واضح على دورها المحوري بالخليج و الشرق الاوسط ، و لا غرابة ان استدللنا بالمفاوضات الايرانية السعودية او عبر مخرجات المفاوضات النووية بين ايران و الغرب ضمن مجموعة خمسة زائد واحد ، او ما يجري على الساحة السورية.الفلسطينية.العراقية بما يشمل الازمة اليمنية …، للدلالة على دورها المحوري شئنا ام ابينا كعالم عربي .
اليوم حصل ما لم يخطر على بال من هم اقل و ادنى …..شأنا من امبراطورية لا زالت تلهث وراء السراب ، نفوذها اليوم على الصعيد الدولي لا يتعدى الا بقليل لغة شيكسبير ، و قوة الامم ليست لغتها بقدر ما ان الامر راجع للقوة الاقتصادية مرفوقة بالقوة العسكرية ، و هذا بالضبط ما تعاني منه بريطانيا عسكريا و اقتصاديا بعد ازمة البريكست و ارتهانها للعم سام، بالتالي اليوم تنكشف التضحية باليونان كما تمت التضحية من قبل بصورة بريطانيا من خلال ما سردناه من حقيقة ، و كما يتم الآن من تقديم اوكرانيا كقربان حفاظا على سمعة العم السام ، عم سام يتخبط في ازمة اجتماعية تنذر بتفكك او انعزالية امريكا بعدما تأكد ونيها في مواجهة تمدد المحور و الحلفاء على حساب مصالحها ، و هي اليوم تلفظ انفاسها الاخيرة كدولة عظمى استفردت بمصير العالم .
تمدد المحور و الحلفاء اصبح اليوم حقيقة ، و ما اللجوء الثنائي الروسي الصيني لحق النقض بمجلس الامن الدولي بخصوص التجارب الصاروخية الاستفزازية الاخيرة للغرب بمناسبة مغادرة بايدن لليابان الا خير دليل على نهاية سطوة اليانكي ، دون نسيان ما تزامن مع الزيارة البايدنية لليابان من طلعات جوية للقاذفات الاستراتيجية الروسية الصينية بالبحر الهادي لمدة 13 ساعة متواصلة. عنوان الزمن الحديث انعزالية امريكية و بروز عالم متعدد الاقطاب تقوده الصين ، و هذا ما لمح له كتاب صدر ثمانينيات القرن الماضي تحت عنوان ( عندما تستيقظ الصين ترتعد فرائص العالم ) ، و هذا حاصل تحصيل اليوم .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *