ربط مصير العمليات العسكرية الروسية باوكرانيا و سوريا ( تداعيات و خلاصات ….).

بقلم ابو ايوب


خدمة مجانية قدمتها امريكا لروسيا من حيث لا تدري ، هدية اثمرت بربط العمليات العسكرية الروسية باوكرانيا و سوريا التي ما فتأت تحقق انجاحات تلو الاخرى ، نجاحات ضمنت مصالح روسيا على اكثر من صعيد ، بالاخص في مجال الطاقة و الموارد الغذائية ….، بالتالي أصبح الرد الروسي بمثابة ابتزاز و استفزاز ثلاثي الاضلاع للمنظومة الغربية( الاقتصاد/ القوة العسكرية و ما تمثله من مهابة/ المال عبر استهداف الدولار) ، بعدما استفز الغرب روسيا في محاولة منه لتوريطها في حرب استنزاف طويلة باوكرانيا مع فرض عقوبات اقتصادية و ديبلوماسية .
اليوم انقلبت المعادلة و تغيرت موازين القوى بما ليس في مصلحة الغرب و حلف الاطلسي ، بحسب تقارير امريكية للمخابرات و تصريحات كبار القادة العسكرين بالبنتاغون ، اجمعت على تسجيل ارتفاع غير مسبوق في وتيرة العمليات العسكرية الروسية ضد قوات التحالف الدولي بسوريا ، اخطرها استهداف قاعدة الثنف الامريكية بالعراق ، هذا ما نشرته صحيفة الوول ستريت جورنال الامريكية .
استهداف حمال رسالة جيوستراتيجية من الزاوية العسكرية و الاقتصادية ، فضلا عما يمثله من ثقل و اهمية كبيرة من زاوية موقع القاعدة جغرافيا ، القاعدة الامريكية تقع بالجنوب الشرقي لسوريا على بعد كيلومترات من الحدود مع الاردن و العراق ، الهدف الرئيسي من اختيار الموقع هذا ، مراقبة الانشطة الايرانية عبر الطريق الرابط بين ايران و العراق المتوجه نحو العاصمة السورية دمشق ، اي الشريان الحيوي الذي تمر عبره الامدادات الايرانية المتنوعة من اسلحة ……نحو العراق و سوريا . بالتالي لم يكن الاختيار الامريكي عبثيا او مجرد صدفة ، بقدر ما كان العين الامريكية للمراقبة و جمع المعلومات خدمة للاهداف العسكرية الاسرائيلية بسوريا ، و هنا تكمن رمزية القاعدة العسكرية بالثنف على الاراضي السورية نظرا لما تؤمنه من خدمات و توفره من معلومات استخباراتية .
فهل تقوى امريكا و من وراءها اوروبا و انجلترا على ردة فعل لتغيير موازين القوى ضد روسيا؟ بتقديري الامر جد مستبعد في الظروف الحالية ، بل اجزم باستحالة الحدوث و ذلك لعدة اعتبارات ، احصرها فيما وقع منذ يومين بدولة مالي ، حيث النفوذ الروسي بمنطقة الساحل و الصحراء و شمال افريقيا في ازدياد مضطرد.
الامم المتحدة عبر امينها العام طلبت من امريكا تأمين عودة ست طائرات هيليكوبتر i8 اوكرانية كانت تعمل ضمن القوات الاممية العاملة بمالي بعد انقضاء فترة انتذابها ، فجاء الرد الامريكي سلبيا لتحاشي التورط المباشر في الازمة الاوكرانية ، عقبه وجدت المنظمة الدولية نفسها في حيرة من امرها ، فهي المسؤولة عن امن القبعاث الزرق العاملين بالبعثاث الاممية ، لكنها في المقابل ليس بمقدورها من جهة في ظل الازمة الحالية باوكرانيا فعل شيئ ، و من جهة ثانية التفافا و تحاشيا لاتهامها من طرف روسيا بالتورط المباشر في ازمة اوكرانيا ، وحدها انجلترا ابدت رغبتها في تأمين عودة الحوامات الاوكرانية لبلدها .
هنا ظهر مستجد جديد ، صدور تهديدات روسية باستهداف تلك الطائرات دون الاعلان عن الاسلوب و الخطة ، و لعلي بها كانت ترمز الى امكانية استهدافها بدولة مالي من خلال عناصر فاغنر المتواجدة هناك ، و لكي لا تتحمل الامم المتحدة تبعات ماساة الاستهداف ، فتحت قنوات اتصال مع الجزائر من موقع قربها و تميز علاقاتها بروسيا ، لكنها رفضت متذرعة بالحياد او لربما احتراسا من توريطها مع حليفها الروسي تفاديا لاي اختراق غربي ، بعدها حصل توافق و اتفاق سمح لانجلترا بانجاز المهمة وفق الشروط الروسية التي نصت بضمانات اممية و كل من امريكا و انجلترا على عدم السماح للجيش الاوكراني باستعمالها في العمليات العسكرية .
قلت سابقا بان لكل شيئ اذا ما تم نقصان ….اقتباسا من قول قريض الشاعر ، و اليوم يتأكد بالملموس بداية تهاوي امبراطورية امبريالية سادت لعقود ، لا سيما بعدما ثبث استيلاء الشواد و المثليين و تجار المخذرات و عصابات المافيا ….على مقاليد السلطة هناك ، و لمن اراد الدليل ، فما عليه الا بانتظار و ترقب مقال نتعرض فيه للجوانب المخفية لمن يحكم اليوم امريكا و اذنابها ، فلا تنبهروا بالمظاهر الخادعة الخداعة ….ضاربا لكم موعدا بعد وقت وجيز مع حقيقة الذين سطوا على زمام السلطة بامريكا .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *