المتنورون الرعاديد…

بقلم: د. ادريس الكنبوري

يعتقد بعض الشباب أن أدعياء التنوير والإصلاح الديني في العالم العربي؛ المنتشرين في جميع القنوات واليوتيوب؛ هم أشخاص شجعان لأنهم يهاجمون الإسلام علانية؛ ويخوضون في القرآن؛ ويدعون إلى “تنقية” التراث.
ولكن الحقيقة التي علينا معرفتها أن هؤلاء الأشخاص من كبار الجبناء الرعاديد؛ إنهم يطعنون في الإسلام لكنهم لا يستطيعون فعل ذلك مع اليهودية والمسيحية. ليس لهم موقف من قضية فلسطين والتطرف اليهودي؛ ليس لهم موقف من اليمين المسيحي المتطرف؛ ليس لهم موقف من الإبادة الجماعية لمسلمي الصين؛ ليس لهم موقف مما يتعرض المسلمون في الغرب؛ ليس لهم موقف حتى من الاستبداد السياسي في الداخل. عملهم الرئيسي الطعن في الإسلام؛ ومشكلاتهم الكبرى في القرن الحادي والعشرين مع البخاري ومسلم وأبي هريرة وعثمان؛ لا مع بايدن وبيلين وماكرون. فقد قدموا مئات الفيديوهات للطعن في الإسلام؛ لكنهم لن يستطيعوا تسجيل ثلاث فيديوهات عن التوراة والإنجيل. مشكلتهم اليوم غزوة خيبر لا غزوات أمريكا؛ ومعركة بدر لا معركة فرنسا في إفريقيا؛ والشعوبية لا الفرانكوفونية؛ واحتلال العرب لمصر لا احتلال اليهود لفلسطين؛ وسيد قطب لا سلمان رشدي.
المسلمون في موقع ضعف؛ وأتباع التوراة والإنجيل في موقع قوة؛ والشجاعة أن تواجه أصحاب القوة وأن تفتح معهم معركة فكرية؛ أما الضرب في الضعيف واعتبار ذلك شجاعة فهذه قمة الجبن والخسة والحقارة.
هؤلاء يكرهون الإسلام كما تكرهه الكنيسة؛ ويحاربون المسلمين كما تحاربهم أوروبا؛ ويحرفون القرآن كما يحرفه رجال الدين المسيحي. تابعوا جيدا القنوات النصرانية وسوف تجدون تطابقا تاما بين الإثنين في الموقف من القرآن والنبوة؛ ما يقوله القمص القبطي زكريا بطرس هو نفسه ما يقوله هؤلاء في القرآن والنبي؛ ولذلك يرحب بهم الغرب وتدعمهم الكنيسة وتنهال عليهم الأموال من كل جانب.
على الشباب أن يكون يقظا وأن لا يترك أمثال هؤلاء العملاء يتلاعبون بعقله؛ فهم جماعة من الجبناء الجهلاء الذين يخاطبون صغار العقول ويضحكون عليهم ويزورون لهم الحقائق ويمنعونهم من رؤية واقعهم وفهمه وتفسيره.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *