هذيان نظام و طغيان كيان ( U.S.A HAS NO HISTORY EXCEPT THE BLOODY HIST…..).

بقلم ابو ايوب :

وجهة نظر متنوعدة النكهات متعددة الابعاد
امبراطورية مورغان أو كما يطلق عليها البعض دولة العام سام شرعت في الهذيان ، و هذا ما يعتبر دليل الخرف و عنوان الاصابة بالزهايمر او الباركينسون السياسي ، تضارب التصريحات و اختلاف المقاربات بين الادارة الديموقراطية و المؤسسات التشريعية ، و أخص بالذكر مجلس الشيوخ حيث يسيطر الجمهوريون ، تضارب يفضح انقسام امريكا على نفسها بما يشبه حالة انفصام سكيزوفريني لمجتمع متعدد الجنسيات …كيف ذلك؟
* رغم علم امبراطورية مورغان بعقم سياسة فرض العقوبات على كل من يخالفها الرأي ، او يعادي سياساتها و يناهض اسلوبها في ادارة ازمات العالم ، و رغم الفشل الذريع الناجم عن العقوبات التي فرضتها على ايران و كوبا و فينيزويلا مثال ، و بعدما كانت تمني النفس باسقاط هذه الانظمة او على اقل تقدير اركاعها و اخضاعها لمشيئتها ، الذي حصل عكس ما اشتهاه العم سام ، حيث تطورت هذه الدول بخاصة ايران في شتى المجالات معتمدة على امكانياتها الذاتية ، بالتالي اكتسبت مناعة أكبر ضد العقوبات و الاملاءات الامريكية ( ايران غزت الفضاء / رائدة في الاعلاميات/ صناعة السلاح بكل انواعه/ الصيدلة/ الطاقة النووية لاغراض سلمية…….مثال).
* التهديد الامريكي بفرض عقوبات على السعودية ( ولي العهد ) ، جاء بنتيجة عكسية من خلال ارتماء السعودية في الحضن المناوئ للسياسات الامريكية ، تقاربها مع الصين و روسيا و تبنيها لاستعمال العملات الوطنية في التبادلات التجارية ، اشهار امتناعها هي و الامارات عن الرفع من انتاج الغاز و النفط و اغراق الاسواق ، من اجل هبوط الاسعار و ما يشكله هذا من خسائر مالية لروسيا في عز الحرب الاوكرانية ، كل هذا مهد لبداية الانسلاخ من التبعية العمياء لكل ما هو امريكي غربي .
موقف السعودية هذا قد يجر عليها غضب و حنق امبراطورية مورغان ، و باعتقادي ان الاخير و كما جرت به العادة هو اليوم يخطط و يمهد لانقلاب بالسعودية لازاحة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة ، ما يعزز الطرح سوابق امريكا في قلب انظمة الحكم عبر العالم او تغيير القيادات بما يتوافق مع سياساتها ، و هنا أود التذكير بما حصل للملك فيصل بداية السبعينيات عندما اعلن عن نيته حظر تصدير النفط دعما للدول العربية المنخرطة في حرب اكتوبر 1973.
لكنني في المقابل استبعد نجاح المخطط الامريكي و ذلك لعدة اعتبارات اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
– المتغيرات الجيوستراتيجية التي شهدها العالم ما بعد كورونا و تداعياتها على مجمل الاقتصادات العالمية.
– تلاشي القبضة الامريكية في حديقتها الخلفية ، وهذا التراخي عم دول الامريكيتين الجنوبية و اللاثينية ( كولومبيا بعد فوز اليسار مثال) .
– الاصرار و التمسك الايراني بالحق في ولوج نادي الدول النووية ، و احقيتها الغير قابلة للتصرف باستعمال الطاقة النووية في الاغراض السلمية ، فضلا عن رفضها القاطع لأي محاولة مهما كانت و من اية جهة كانت الخوض في برنامجها التسلحي او التدخل في علاقاتها مع حلفائها و في سياساتها بالمنطقة ، و ها نحن اليوم شهود عيان على انضمامها لمجموعة البريكس ….واو….اكتمالا للبهجة و الفرجة مقابل البهرجة الامريكية .
أمريكا الغبية و التي لا تريد التعلم من دروس الماضي ، أمريكا الدونكيشوتية في صراعها الأبدي مع طواحين الهواء ، تريد اليوم احياء نفس النهج الذي فشل في عدة مناطق بالعالم ، لكن هذه المرة تنشد التجربة في مواجهة خصم عنيد له ثقل افريقي و عربي و علاقات متميزة مع مختلف الفاعلين الدوليين و له علاقات متميزة معها نفسها ، ثقل وازن في كافة المجالات ( عسكرية كقوة ضاربة بالمتوسط و افريقيا/ سياسية كدولة فاعلة متفاعلة مع مختلف القضايا و الازمات السياسية) ، و بخاصة مجال الطاقة و الشراكات الاقتصادية و شراسة المواقف السياسية …كيف ذلك ؟
* السيناتور الجمهوري ماركو روبيو ذو الاصول الكوبية يراسل كاتب الدولة في الخارجية الامريكية انتوني بلينكن ، يدعوه الى فرض عقوبات على الجزائر من بوابة ميزانية تسلحها ، بالمناسبة السيناتور هذا عضو نشيط باللوبي اليهودي و مجمع ايباك بامريكا ، و قد برر دعوته هذا بكون التسلح الجزائري يساهم في المجهود الحربي لروسيا في حربها مع اوكرانيا ، و قد ضرب مثلا باتفاق التسلح عن سنة 2021 الذي فاق 7 مليار دولار ، متجاهلا عن غباء و عدم دراية بأن الحرب الاوكرانية لم تشتعل الا منذ حوالي اربعة اشهر او أكثر بقليل ، بينما الاتفاقية مع روسيا ابرمت منذ اكثر من سنة .
* رسالته هذه تلقفها انتوني بلينكن و سارع الى ارسال السفيرة الامريكية للقاء قائد هيأة اركان الجيش الجزائري ، و لعلي بكاتب الدولة في الخارجية الامريكية لم يهضم بعد الاهانة التي تعرض لها في زيارته الاخيرة للجزائر ، بحيث لم يجد في استقباله على ارضية المطار اي مسؤول جزائري ، و هو الذي تعود على استقبالات حارة اينما حل و ارتحل.
* دعوة ماركو روبيو توسع فيها اللوبي اليهودي و البسها لبوس ما فرض على العراق أيام غزوه للكويت ( النفط مقابل الغذاء) ، و هي اشارة و تلميح الى امكانية اعادة نفس السيناريو في حالة الجزائر ، رغم وجود الفارق في الاشكاليتين. بالتالي هي دعوة مبطنة يراد من وراءها ثني الجزائر عن مواقفها التاريخية او على الاقل تليينها ، سواء ما تعلق منها بعلاقاتها الجد متميزة مع روسيا و الصين ، او ما يخص قضية فلسطين أو موقفها الرافض لاسرائيل ععضو مراقب بالاتحاد الافريقي .
* دعوته هذه يمكن تفسيرها كذلك على انها مجرد زوبعة في فنجان او صيحة يائس في وادي دون رجوع الصدى ، من جهة ، الغرض الاساس منها التشويش على قمة القادة العرب التي ستعقد بالجزائر ، و من جهة ثانية محاولة ميؤوس منها لافشال اجتماع جميع الفصائل الفلسطينية بالجزائر شهر اكتوبر القادم ، اجتماع لاصلاح ذات البين و رأب الخلافات و اتخاذ موقف موحد تمهيدا لانجاح القمة العربية شهر نوفمبر . بتقديري فيما يخص رسالة ماركو روبيو هذا و أكاد أجزم ، أنها لن تلقى اي نجاح يذكر و لو بعد حين و ذلك لعدة اعتبارات اذكر منها على سبيل المثال :
– ما تطرقت له في مقالات عدة حيث قلت بان التسلح الجزائري ليس موجها البثة نحو المغرب ، بقدر ما هو موجه للخاصرة الرخوة لحلف الاطلسي جنوب غرب المتوسط .
– تسليح روسيا لحليفها التقليدي الجزائر هو توطئة لجعل الابيض المتوسط بحيرة روسية صينية بامتياز تأمينا للمشروع الصيني طريق الحرير
– تسليح الجزائر هو تقوية لدورها العربي و الافريقي و الدولي في مواجهة المشروع الأمريكي بالأخص ، و ما التودد الامريكي للجزائر في اكثر من مناسبة و في بعض الاحيان على حساب مصالح حلفائها الا خير دليل ( المغرب مثال ).
* دعوة السيناتور ماركو روبيو مآلها الفشل و لا تساوي الحبر الذي خطت به ، رجاءا سجلوا هذا عني و تذكروه في القادم من الايام ، دعوة لا أفق لها بكل تأكيد و هذا ما اكدته عدة أوساط امريكية من داخل صناع القرار أنفسهم ( المجمع العسكري و الذي يضم 20 عسكريا من كبار القادة الذين يحددون مرامي و اهداف السياسات الخارجية لامريكا ، اي بمعنى انه المؤتمن على مصير امريكا ، و هو بالمناسبة من ارغم ترامب على مغادرة المسرح السياسي و امر باغلاق صفحاتها على الفضاء الازرق ).
* و حتى لو افترضنا جدلا توجه امريكا الى فرض عقوبات على الجزائر ….، فمصير العقوبات في حال فرضها لن يختلف عن مصير شبيهاتها التي فرضت على روسيا و ايران و فينزويلا و الصين و كوبا …..فرب ضارة نافعة ، و ذلك لعدة اسباب أوجزها اختصارا في كون ، أن كل ما تحتاجه الجزائر من غير المتوفر لديها توفره لها الصين و روسيا و تركيا ، و آخر الاسباب هي ثالث مورد للغاز نحو اوروبا و ثاني بلد زراعي بين الدول العربية بعد مصر ، و المحتلة لتصنيف جيد من حيث جودة الغذاء بحسب تقرير منظمة الفاو ( HUNGER MAP) عن سنة 2021 , فضلا عن المرتبة 91 عالميا بحسب تقرير الامم المتحدة الاخير للتنمية البشرية ، فيما انضمامها لمجموعة دول البريكس سيشكل الضربة القاصمة لحلم السيناتور ماركو روبيو .
و الى مقال نتناول فيه جديد الساحة الدولية ….استودعكم في حفظ من لا تضيع ودائعه .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *