عبد الرحيم مفكير: اختراق وسائل التكنولوجيا الحياة العامة للناس تفرض على جمعيات آباء وأولياء التلاميذ تحديات جديدة
منقول عن موقع الإصلاح
قال عبد الرحيم مفكير مدير المرصد المغربي للأبحاث والدراسات التربوية إن أدوار جمعية الآباء وأولياء التلاميذ تنوعت وتطور مردود عملها مما ساهم في تجويد المنظومة التربوية بالمغرب. ومنذ إقرار وظائفها بميثاق التربية والتكوين واعتبارها شريكا عضويا مدعما في سيرورة اتخاذ القرارات التربوية؛ انتقلت الجمعية من مؤسسة استشارية إلى قوة اقتراحية، ساهمت بشكل قوي وفعلي في ضمان السير العادي للمؤسسة التعليمية والإصلاح التربوي.
وأوضح مفكير في تصريح خص به موقع “الإصلاح” أن القوانين حددت أدوار الجمعية واتخذت الوزارة الوصية خلال السنوات الأخيرة شعارات تبرز أهمية الفاعل المدني، ومن بينها ” الأسرة والمدرسة معا من أجل بناء الجودة” مما كرس منح صلاحيات قوية ومكن من منح مسؤوليات مهمة. منبها إلى أن تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ليونيو 2019 م رقم 16/2019 رغم أنه أكد على أن جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ شريك أساسي في تحقيق مدرسة الإنصاف والجودة إلا أنه وقف على العديد من الاختلالات والتحديات والإكراهات من بينها تعميم غير مكتمل على كافة مؤسسات التعليم المدرسي، انخراط محدود وغير متكافئ للأسر، صعوبات في التنظيم والتدبير، وعلاقات ضعيفة مع الفاعلين والشركاء…
وتساءل الباحث المغربي عن الأدوار التي تفرضها المرحلة في سياق التحديات المعاصرة التي لم تعد معها الأسرة مركز التربية والتهذيب في ظل اختراق وسائل التواصل الاجتماعي الحياة العامة للناس. مشيرا إلى أن العديد من الدراسات والأبحاث بينت التأثير السلبي للثورة الرقمية على الأفراد لا سيما وسط المتمدرسين، ولم تستعمل الاستعمال الآمن، مما ساهم في ضعف المستوى وانشغال بناتنا وأبنائنا بمحتوى فارغ وفاسد نتائجه جلية وواضحة لكل متابع للشأن التعليمي. وعوضت هذه الوسائط الكتاب والبحث الرصين والمتابعة الدقيقة للتعلمات الأساس وتطور مستوى التلاميذ الذين أصبحوا يعانون من عسر القراءة وإدراك المضامين وغيرها.
وذهب مفكير إلى أن مواجهة هذه التحديات تتطلب وعيا من طرف أولياء الأمور وواضعي الخطط لتوظيفها إيجابيا وإعادة الاعتبار لقدسية المؤسسة التعليمية، والاهتمام بالأبناء ومواكبتهم، وأن تصبح جمعية الآباء فاعلا حقيقيا، وأن يكون حضورها يوميا بهذه المؤسسات التعليمية للمساهمة في الحياة المدرسية والمشاركة في المجالس التربوية والاقسام، وكذلك على المستوى الجهوي في ظل المركزية واللاتمركز، والعمل على توفير الحقيبة التربوية، وتنشيط الأندية التربوية داخل المؤسسات لا سيما الأندية البيئية والحقوقية، ونادي الاستماع، والكتاب والقراءة، وتنظيم الرحلات والخرجات المدرسية.
ومن الحلول المقترحة أيضا حسب مفكير، المساهمة في مشاريع الاصلاح واعتماد المقاربه التشاركية والتنسيق مع السلطات المحلية لمواجهة لوبيات الفساد الذين يبيعون الأقراص المهلوسه والمخدرات بمحيط المؤسسات التعليمية، والعمل على مأسسة الحياة المدرسية، وتحديد طبيعة العلاقة مع المتدخلين، والمساهمة في انفتاح المدرسة على محيطها بإشراك الفاعلين الاقتصاديين، وتحديد العلاقة المتدخلين وبين المجالس المحلية، وجلب الاستثمارات لتعبئة المؤسسة التعليمية، والرفع من جودة التعليم.
وشدد مدير المرصد المغربي للأبحاث والدراسات التربوية على أهميه التواصل بين المؤسسة التعليمية والأسرة، ودعم التلاميذ الذين يعانون من الهشاشه والفقر وصعوبات في التمدرس ومراعاة ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وإطلاع الآباء على نتائج أبنائهم وتشجيع المتعثرين والبحث عن دروس للدعم مجانية لفائدتهم، والتدريس ببيداغوجيا اللاعب في الابتدائي، وتنويع بيداغوجيا التدريس… ورفع الحواجز بين البيت والمدرسة.
ودعا مفكير في هذا السياق إلى دمقرطة هذه الجمعيات وتكوين أعضائها وتأهيلهم للقيام بأدوارهم المدنية من أجل المساهمة في تنشئه الأجيال الصاعدة تنشئة كاملة، والرفع من مستواهم وتحسيسهم بأدوارهم التربوية، وترسيخ قيم التعاون والتكامل، والمساهمة في الاصلاحات، وخلق جمالية المؤسسة ومواكبة التلاميذ، ومحاربة ظاهرة الغش، والتغيب، ومحاربه الهدر المدرسي، والمساهمة في مختلف الأنشطة التربوية والثقافية والفنية، والتظاهرات الرياضية،
كما دعا أيضا إلى تتبع عطاءات التلاميذ من خلال نتائج المراقبة المستمرة واعتبار الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى وإبراز دورها في دعم المؤسسة التعليمية والقيام بحملات تحسيسية، والعمل على تسجيل تمدرس الفتيات لا سيما بالعالم القروي، والارتقاء بجودة الخدمات التربوية، وتكريس روح المواطنة والتسامح ومبادئ التضامن و التٱزر، والأخلاق الفاضلة ومبادئ حقوق الانسان. مبينا في نهاية حديثه غلى أن الإكراهات متعددة ولكن بالإرادة وتضافر جهود جميع الآباء والأمهات يمكن تجاوز الصعوبات.