الجانب المظلم للعبة الأكثر شعبية …تسييس الرياضة و ترييض السياسة

بقلم ابو ايوب
في خرجته الاخيرة لوسائل الاعلام ، أكد السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم ، و الوزير المنتذب السابق المكلف بالميزانية في وزارة المالية ، الرئيس الحالي للمجلس الاعلى للرياضة والعضو بالكاف ، قلت أكد على ضرورة فتح الاجواء الجزائرية لطائرة الخطوط الجوية الملكية التي تقل الفريق المغربي المشارك في مباريات كأس الشان بقسطنطينة ، و في حال تعذر الأمر ، من المحتمل ألا يشارك الفريق المغربي في المقابلات….
و تجدر الاشارة الى أن هذا العرس الكروي يحتضنه ملعب تم تدشينه بالأمس القريب يحمل اسم نيلسون مانديلا ، الزعيم الافريقي و الرئيس السابق لجمهورية جنوب افريقيا ، الحائز على جائزة نوبل للسلام احتفاءا بنضاله ضد نظام الميز العنصري( لابرتايد) ، رمزية الاسم و دلالات المكان هي في حقيقة الأمر مزيج من عبق التاريخ و دهاء السياسة و نبل رسالة الرياضة و دغدغة للعواطف ..كيف ذلك ؟
التاريخ المشترك و المتميز الجنوب افريقي الجزائري لا يخفى على احد ، من منطلق تجربتيهما الداميتين مع الاستعمار الغربي ، و ما زيارة نيلسون مانديلا الاولى للجزائر ما بعد الافراج عنه و انهيار نظام لابارتايد ، الا خير دليل على تجدر علاقات بعضهما البعض ، ما يؤكد الطرح اطلاق مانديلا اسم ( مكة الثوار) على الجزائر ، و ما يعززه اكثر رمزية الزعيم الافريقي في الوجدان الافروعربي ، و ما تمثله من ثقل وازن في دغدغة العواطف الافريقية و العربية ( مصر مثال) ، بهدف ضمان تأييد افريقي و دعم عربي لصالح الجزائر في استضافة الكأس الافريقية 2025 .
اما ما يتعلق بدهاء السياسة و علاقتها بالرياضة ، و على الرغم من ان الجميع يرفض تسييس الرياضة و ترييض السياسة ، الا ان كلتى اللعبتين ترفضان الطلاق …طلاق بالثلاث ، اي بمعنى ان رسالة السيد فوزي لقجع التي حملت اكثر من شرط للبلد المنظم ، هي رسالة سياسية من وجهة نظر الجزائر ، و ان الطلب المغربي من المستحيل التجاوب معه بالايجاب…كونه يرمي الى افراغ القرار السيادي الجزائري من محتواه ….قرار اغلاق المجال الجوي امام الطائرات المدنية و العسكرية المغربية او المسجلة بالمغرب و قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجارين .
بالتالي علينا التساؤل عن القيمة المضافة لرسالة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم ( طلب فتح الاجواء امام طائرة الفريق) ! هل تمت دراستها بتعمق من جميع الزوايا ؟ ثم ماذا لو خيبت الجزائر الآمال لا سيما و انها اعتبرت رسالة السيد لقجع مجرد محاولة تشويش على الحدث ؟ و على ضوء الخيبة هل سيشارك الفريق المغربي ام سيذعن السيد لقجع للرفض الجزائري من خلفية ان هناك سابقة الالعاب المتوسطية بوهران؟ و ما هو موقف الكاف من هذه المعادلة ؟ هل ستدعم مطالب الجانب المغربي رغم ان الأمر يتعلق بقرار سيادي سياسي جزائري؟ ام ستلتزم الصمت و النأي بالنفس تجنبا لتسييس الرياضة ؟ ثم ماذا بشأن المترتبات من عقوبات جراء عدم المشاركة ؟
بتقديري ، يبقى الأكيد عدم تدخل الكاف في هذا البوليميك المغربي الجزائري ، و ان حسم الأمر متروك للطرف المغربي وحده ، ان اراد المشاركة فما عليه سوى كراء طائرة غير مغربية لعبور الاجواء من وجهة نظر البلد المحتضن للعرس الكروي ، و ان فضل عدم المشاركة فالامر يخصه و عليه تحمل تبعات قراره…..فيما يبقى المؤكد و اجزم بهذا …ان الجزائر ليست بوارد التفكير في اعادة علاقاتها الديبلوماسية مع المغرب …لا اليوم و لا غدا كما جاءت على لسان اكثر من مسؤول و من اعلى هرم السلطة …و لا هي بوارد فتح مجالها الجوي …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *