قمة النقب 2 بين التهويد و سؤال الهوية

بقلم ابو ايوب


من المرتقب ان يستضيف المغرب شهر مارس المقبل قمة النقب 2 على اراضيه ، قمة تجمع بين الدول العربية المطبعة مع دويلة الكيان العبري بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية عرابة الاتفاقية الابراهيمية ، للاشارة ، الهدف من نسختي قمة النقب 1 و 2 ، كان و لا زال في ظاهره هو تهويد شعوب الدول العربية التي طبعت مع الكيان العبري ، بينما الجانب الخفي تحويل البوصلة نحو الجمهورية الاسلامية الايرانية ، و جعلها العدو اللدود للعرب سنة و شيعة .
تارة بتهمة محاولة تشييع الشعوب العربية السنية ، و تارة أخرى بتهمة اذكاء النعرات و نشر التفرقة للسيطرة على مقدراتها ، و سلخها عن بعضها البعض عقائديا قصد تدجينها و تهجينها . سياسة صرف الانظار و تحويل بوصلة الشعوب العربية ليست وليدة اليوم ، بل تمتد جدورها الى ما قبل (استقلال) الدول العربية نفسها ، امتداد يعود الى فترة الاكتشافات النفطية و الغازية و ما يحويه باطن الأرض من ثروات معدنية ، بالتالي هي سياسة غربية استعمارية ترمي الى خلق دول وظيفية غير قابلة للحياة من دون دعم و حماية غربية.
بالعودة الى موضوع قمة النقب 2 و ما يتولد عنها من نتائج …، الواضح الذي لا لبس و لا غبار عليه أنها لن تخدم مصلحة الاطراف العربية المشاركة ، و السبب بين جلي ، لقد عودنا الكيان العبري على الأخذ دون العطاء ، فاتفاقية كامب ديفيد مع مصر مثلا أسفرت عن استعادة سيناء مع ابقائها منزوعة السلاح ، أي محظور دخول الجيش المصري و بسط سيادة الدولة كاملة عليها، كذلك الشأن بالنسبة لاتفاقية وادي عربة للسلام بين الاردن و الكيان ، اتفاقية رهنت الأمن المائي للاردن لمشيئة الكيان بعدما كان يورد الماء ، اصبح يستورد احتياجاته من دويلة الكيان الذي ارتبط معها باتفاقية كبلت يديه و افقدته استقلالية قراره السياسي السيادي .
اما بالنسبة للمغرب الذي تميز بارتباطات متميزة مع الكيان العبري ، سواء من خلال الروابط التاريخية ما بعد سقوط الأندلس و هجرة اليهود جنوبا ، او الانسانية من حيث تعداد اليهود المغاربة الذين استوطنوا فلسطين ، الملاحظ ان دويلة الكيان لم تقم ادنى اعتبار لهذه الارتباطات القوية ، بحيث انها و لحدود الساعة لا زالت متمسكة بموقفها من قضية الصحراء ، موقف لا يعترف بسيادة المغرب على الجغرافيا الصحراوية ، فضلا عن رفضها المطلق فتح قنصلية لها بالداخلة او العيون رغم الالحاح المغربي .
صحيح انها ابرمت عدة معاهدات امنية و استخباراتية و اتفاقيات عسكرية و شراكات في المجال الفلاحي و الثقافي و الطاقي و القضائي ….لكنها في مجملها لم ترق الى شراكة جيوستراتيجية من قبيل ، معاهدة الدفاع المشترك و نقل التيكنولوجية العسكرية كما روج لها في مختلف منابر الاعلام الرغبوي ، لكن حقيقة الأمر أن هذه الشراكة يلفها الكثير من الغموض و الضبابية و عدم الوضوح ، بالتالي السؤال يفرض نفسه حول مدى استعداد الكيان العبري حضور قمة النقب 2 في حال تشبت المغرب استضافتها بمدينة الداخلة او العيون مثلا؟ و هل تجاري الولايات المتحدة الأمريكية هذا المجرى كذلك و هي التي لم تفتتح بعد قنصلية لها بالداخلة كما وعدت ؟ و هل رئيس وزراء حكومة الكيان بنيامين نتنياهو بوارد تصحيح خريطة المغرب المبثورة من الصحراء التي تزين مكتبه الرئاسي ؟ أم أن حال الخريطة المبثورة يبقى كما هو و ان قمة النقب 2 سوف تعقد خارج جغرافية الصحراء ، شأنها شأن مناورات الاسد الافريقي التي أجريت خارج الاراضي المتنازع عليها ؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *