الموسيقى …تاريخ الشعوب المنغوم
بقلم : رشيد_غلام
تشكل الثقافة ركيزة لكل حضارة ومعلما لها . ويشكل الفن وجها كاشفا لهاته الحضارة و معيارا صادقا لعمقها وغناءثقافتها . وتشكل الموسيقى والغناء التعبير الابرز عن الرقي الحضاري والغناء الثقافي لاي امة او وطن .
الموسيقى هي تاريخ الشعوب الملحن المنغوم وهي أثرهم في الحياة وتعبيرهم عن كل تفاصيل حيواتهم . فيها تنطوي كل تجاربهم وأحوالهم ، فرحهم وحزنهم وفقدهم و وجدهم . لأن الموسيقى هي الفن الأوحد الذي يمكنه مرافقة الناس في كل مكان وأيزمان وعلى أي حال ، وأحيانا لا تكلفهم الا مد أصواتهم والترنم بحناجرهم، وهي وحدها القادرة على عكس مواجيدهم وترجمتها جمالا الى غيرهم.
وحدها الموسيقى التي لاحدود لتعبيراتها ولا نهاية لتراكيب نغمها ولا حصر لحسنها . ولذلك قال الشاعر الكبير چوته : كل الفنون تتمنىلو كانت موسيقى .
اتخذ الانسان الغناء والفن عموما ؛ ليعبر به عن مواجيده وينقل به أفكاره والمعاني التي تختلجه ، وجعله إبتداءً وسيلة للتعبد ثم للتعبير عن الفرح والحزن و الفقد والوجد ، و وسيلة للتعارف وحشد الهمم في الحرب، و وسيلة للترفيه و التربية أيضا .
وحمّل الانسانُ الغناء والموسيقى تساؤلاته الوجودية وقضاياه الفكرية الكبرى و حاجاته الاجتماعية و نزعاته السياسة والوطنية أيضا . فكان بذلك الغناء تعبيرا جماليا حاملا للفكرة ، متأثرا بمحتواها موصلا أمينا لمعناها .
وهكذا فعلا اتخذ الانسان الموسيقى والغناء وسيلة للتربية و التوعية و الترويح وللعبادة ايضا . واستعمل الانسان للتعبير عن سعادته فرحا و للتعبير عن حزنه شجنا . حتى عكست الموسيقى ألام الشعوب وآمالها ، ونسجت بالنغم احزانها و أفراحها، و أرّخت بالالحان لحقبها؛ في ازدهارها وانحطاطها ، وصورت بالانغام نكباتها وانتصاراتها .
وكان بذلك الفن عموما والموسيقى خصوصا ليس فقط وسيلة للتسلية والترفيه ؛ بل مرآة لثقافة وقيم الشعوب وسفيرا للحضارة . ورسالة للقيم وصانعا للثقافة .
••••