عراة حفاة و مأساة
بقلم ابو ايوب
مأساة السودان ليست وليدة اليوم و جدورها ترجع الى سنوات عديدة خلت ، يومها استضافت السودان قمة عربية اطلق عليها قمة اللائات الثلاث و بعد سنوات كانت استضافتها لزعيم القاعدة أسامة بن لادن ، و لأن السودان كانت تعتبر سلة العالم العربي و ضامنة أمنه الغذائي ( اراضي خصبة شاسعة تروى بمياه النيل/ ثروة حيوانية جد معتبرة/ مناجم ذهب كثيرة….) ، فتحت شهية الغرب على فصل فصائلها فكانت البداية بحروب اهلية من نتائجها الأولى فصل الجنوب عن الشمال ، و اقليم دارفور مرشح اليوم للفصل على غرار جنوب السودان ، فيما تشرئب اعناق المتحاربين اليوم بالعاصمة الخرطوم و تنفتح على اسرائيل ، هذه الأخيرة دعت كل من حميدتي زعيم قوات التدخل السريع و البرهان قائد الجيش السوداني لطاولة حوار و مفاوضات باسرائيل !!! .
على وقع الطارئات من احداث و مستجدات الواقع اليومي بالعاصمة السودانية الخرطوم ، و على الرغم من خطورة الاوضاع و الانفلات الامني ….هناك ستة عشر الف أمريكي متواجدون في السودان ….السودان و ليس فرنسا او كندا او استراليا ….السودان المحاصر الممزق بحروب داخلية حبكت خيوطها في مخابر غربية بايعاز عربي تحت عناوين دينية و عرقية ….السودان الذي لا يملك اليوم انتاجا صناعيا او تجاريا يذكر ….السودان الممنوع عليه التواصل مع العالم الخارجية دون تصريح و موافقة غربية …و مع كل مآسي السودان الداخلية و احزانه و تشضي مجتمعه ، هناك ستة عشر الف امريكي في السودان ؟؟؟؟
هذا العدد من الامريكيين المتواجدين في السودان ليسوا من اهل البلد الذين يحملون الجنسية الامريكية ، بل أمريكيون دخلوا السودان تحت عناوين كثيرة يعلم الله حقيقة تواجدهم بالبلد ….لهؤلاء قامت كتابة الدولة الامريكية في الدفاع ( وزارة) بارسال حاملة طائرات مدججة بالعتاد الحربي ، و قوات المارينز لمراقبة الوضع عن كثب و حمايتهم و اجلائهم اذا دعت الضرورة لذلك ، لكن الهدف المتستر عليه فرض طوق حصار على مصر لمزيد من تكبيلها و اضعافها .
التحكم في مصر و السيطرة التامة عليها حلم يراود امريكا و اسرائيل منذ خمسينيات القرن الماضي ، و قد استطاعا بالفعل قص بعض من اجنحتها باتفاقية كامب دايفيد ، لكن الشعب المصري بقي عصيا عن الاختراق و صمد في وجه كل المحاولات و لا زال صامدا اليوم ، بالتالي يعتبر التحكم هذا بمثابة تعويض لهما عن خسارتهما القديمة يوم فقدتا ايران الشاهنشاهية ، و اليوم يفقدان السعودية و سوريا و العراق بعد عودة العلاقات السعودية الايرانية الى سابق عهدها ، محاصرة مصر هو اجهاض لاي محاولة لانظمامها الى هذا المحور الجديد الآخذ في التشكل رغم انف الغرب عموما ، اي بمعنى ، هي محاولة أمريكية اسرائيلية يائسة لمنع اكبر تكتل بشري بمنطقة الشرق الاوسط و الخليج ، من تشكيل قوة اقتصادية عسكرية بشرية ضامنة لأمن و استقرار المنطقة ، قوة تتأهب لاعادة التموقع و التموضع تحت عباءة مجموعة دول البريكس التي ترحب بانظمام السعودية و الجزائر و ايران و مصر لعضويتها .