ابو نضال
زودني احد الزملاء برابط “فايسبوكي “كي اطلع على سؤال كتابي موجه الى وزير الصحة و الحماية الاجتماعية من طرف البرلماني يوسف بايزيد النائب عن إقليم الجديدة باسم حزب التقدم و الاشتراكية . و بإطلالة متمعنة على السؤال و الذي يوجز الاختلالات الحاصلة بمستشفى محمد الخامس بالجديدة فيما يلي:
- .خصاص مهول في الموارد البشرية بعد مغادرة أغلب الأطباء الاختصاصيين العاملين سابقا في هذا المستشفى ( طب الأطفال ، الطب النفسي ، طب وجراحة العظام ، طب وجراحة الدماغ ، و أطباء الأشعة … ) .
- تمكين الطبيبة الوحيدة المختصة في الأشعة ، من عطلتها السنوية لمدة شهر ، دون تعيين من يعوضها خلال فترة عطلتها ، بحكم كونها الوحيدة في هذا الاختصاص العاملة في هذا المستشفى ، بل في إقليم الجديدة برمته .
- احتقان كبير في هذه المؤسسة الاستشفائية ، بسبب التضييق على العاملين فيها بسبب نشاطهم النقابي .
.خلق مناصب مسؤولية المستشفى الإقليمي دون الأخذ بالاعتبار القانون الداخلي للمستشفيات . - .تدخل عدد من المقربين من المديرة في كل صغيرة و كبيرة تهم شؤون تسيير المستشفى ، مما أدى إلى تدني خدماته لفائدة العموم ، و تنامي مظاهر الزبونية و المحسوبية .
- عدم توصل الشركات المناولة بمستحقاتهم المالية عن خمس الأشهر الأخيرة .
يتضح بما لا يدع مجالا للشك ان مكونات السؤال هي نفس النقط التي تداولتها مجموعة من المنابر الاعلامية . و بيانات بعض النقابات العاملة بمستشفى محمد الخامس بالجديدة . و هي أسباب الاحتقان بين مديرة المستشفى و نقابة الجامعة الوطنية للصحة(UGTM). و هي نفس النقط التي تضمنها سؤال برلماني الاتحاد الاشتراكي سابقا . علما ان ((UGTM)) هي منظمة موازية لحزب الاستقلال حسب أنظمة الحزب العتيد . و المنطق يقول بان استجواب وزير الصحة يجب ان يتقدم به احد نواب حزب الاستقلال بالمنطقة او بالجهة .
للإشارة فحالة الاحتقان داخل المستشفى تطورت و وصلت الى القضاء بدعوى التشهير . و هي في نفس الاسباب التي تضمنها سؤال النائب البرلماني يوسف بايزيد . فهل نعتبر السؤال كذلك تشهيرا ؟ ماذا سيكون رد المديرة على السؤال ؟ ماذا سيكون رد فعل الناطق الرسمي باسم المديرة اتجاه سؤال برلماني حزب التقدم و الاشتراكية ؟هل سيسفه ما جاء فيه كما وقع سابقا في الأسئلة البرلمانية السابقة ؟ و ماذا سيكون رد مسؤولي حزب الاستقلال من الحرب الموجهة ضد نقابة (UGTM) من طرف احدى المنابر الالكترونية بسبب احتجاجها على الفساد بالمستشفى الذي يتداوله الجميع ؟ ام ان حزب الاستقلال لا يرغب في مساءلة وزير الصحة بدعوى التضامن الحكومي ؟.
و كما يعلم المتتبع فمضمون سؤال فريق الاتحاد العام للشغالين بمجلس المستشارين هو ما تضمنته أسئلة حزبي المعارضة ( الاتحاد الاشتراكي و التقدم و الاشتراكية) كل بصيغته. و العامل المشترك في الأسئلة كلها هو وجود فساد بالمستشفى . لكن الوزارة لم تتعامل مع متابعة أسئلة البرلمانيين بمحمل الجد . لتبقى دار لقمان على حالها .و الدليل ان كل يوم تظهر بالمستشفى بؤرا جديدة تفضحها وسائل التواصل الاجتماعي.
الهدف من طرح أسئلة نواب الامة هو تقويم وضع غير عادي . و اصلاح ما يمكن إصلاحه . و ليس كلاما داخل القبة ينشر بالجريدة الرسمية او يبث مباشرة عبر شاشة التلفزة . للدليل على مراقبة البرلمان لعمل الحكومة.
الخلاصة هي ان الوزارة مطالبة بالتفاعل مع أسئلة البرلمان لتحقيق الغاية الدستورية التي من اجلها تطرح الأسئلة بشقيها الكتابي و الشفهي.