الدعم مسمار جديد في نعش المنظومة التربوية

محمد فصيح
مفتش تربوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الخوض في القرارات الأخيرة عبر مجموعة من المذكرات الأخيرة، لا بد من الوقوف قليلا عند كلمة الدعم، هذه المرحلة المهمة في عملية التدريس (سأتحدث بلغة بسيطة)، مرحلة تأتي بعد مرحلة تقويم أي مرحلة تصنيف المتعلمين انطلاقا من تقييم محدد، هذه المرحلة التقويمية تنتج ثلاث مجموعات : مجموعة تحتاج لإغناء أي الخروج عن الأنشطة المألوفة ثم مجموعة للتثبيت أي تحتاج فقط لإعادة وتكرار وتعدد الأنشطة لتثبيت عملية الاكتساب، ومجموعة ثالثة تحتاج للمعالجة أي تغيير الوصفة بمعنى أن يغير الأستاذ طريقة التعامل مع المتعلمين السابقة، كل ما قام به الأستاذ فيما قبل يجب أن يغير لأنه لا ينفع مع هذه المجموعة.
عن أي دعم نتحدث إذن خارج القائم بالتقويم والعارف بخبايا كل عنصر من المجموعة؟ وعن أي دعم نتحدث إذا تم إبعاد المجموعتين الأولى والثانية؟
بعد هذه المقدمة، أعود لما بعد المذكرات خصوصا الداخلية والتي تعطي مؤشرات حقيقية للعبث التدبيري للمؤسسات التربوية خاصة والمنظومة التربوية عامة وسأسرد بعض ما قرأت من قرارات داخلية وهي اجتهادات في فهم المذكرات الأعلى لموضوع الدعم :
1- تفييض أستاذ للقيام بعملية الدعم، وما أدرى هذا الأستاذ بطريقة تقديمه لدروس الأستاذ الآخر حتى يعالج، وبذلك يعيد ما قام به ويبقى المتعلم على شاكلته ولا نتيجة في الأفق.
2- استقبال ملفات كل من أراد الدعم من أصحاب الإجازات والقيام بالقرعة….. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
3- فتح الباب للجمعيات في إطار شراكات للقيام بالدعم، ألا تقوم هذه الجمعيات أصلا بالدعم؟، والدعم الذي تقوم به أصلا هو “من الأستاذ إلى الأستاذ” بمعنى أن الأستاذ يبحث في التمارين وينجزها مع المتعلمين.
4- ساعات إضافية للأساتذة : كيف ذلك والأستاذ غير محفز وغير مشجع لإكمال حتى ساعاته الحقيقة وما بالك بالإضافية.
5- التداول بين الأساتذة في عملية الدعم …
الظاهر والله أعلم أن الكل مجند لإنتاج توثيق هذه العملية والتي رصدت لها ميزانية مهمة، والهدف الأساس من هذه العملية هو أننا قمنا بالعملية بنجاح وهذه هي الإحصائيات ستأتيني بعد نهاية العملية ستؤكد أن “العام زين وأكثر من رائع”.
الكل يتحدث عن دور المؤطر التربوي وينناشد للتدخل لتوقيف هذه المهازل؟ المؤطر له سلطة الإخبار فقط وما يلي الإخبار لا علاقة للمؤطر في ذلك، مادامت الإدارة التي تسن مثل هذه القرارات هي التي تستقبل إخبارات المؤطرين عن نتائج هذه القرارات فأكيد مآلات هذه الإخبارات معروف(الإقبار في رفوف الإدارة)، لذلك ما فتئت هيئة التأطير والمراقبة تنادي بأن تكون عن منآى عن الإدارة حتى تكون لإخباراتها ومكانتها أهمية، فلا حول لنا ولا قوة في ذلك إلا أن نخبر بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولعل الصورة التي تقاسمتها مع الموضوع تحمل التناقض الذي يعتري المنظومة، سوداوية المشهد وبيضاوية الأمل الذي نرجوه ونتمناه إن شاء الله.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *