ملاعب القرب قيمة مضافة وطاقة جديدة للناشئين

المصطفى دلدو 

تسمو الأهداف الملكية السامية للتنمية البشرية إلى التنصيص على خلق فضاءات رياضية، وملاعب للقرب بالعديد من الأحياء الهامشية بالحواضر، كما يجب امتدادها حتى العالم القروي وكذا المناطق النائية.. وذلك من أجل النبش عن المواهب، وإشباع رغبات فئة الأطفال، ووضعهم بالطريق الصحيح، على اعتبار أنها انطلاقة جيدة، مرورا بالرياضات الأكثر شعبية..
وبما أن الرياضة حق من حقوق الإنسان الأساسية، فإنها تعتبر مدرسة لترسيخ قيم العيش المشترك والتضامن وتحقيق الاندماج الإيجابي داخل المجتمع.. ومن غير ريب، فإن استنبات ملاعب القرب بمختلف الجماعات الترابية وطنيا قد يساهم في تكوين ناشئة سليمة ببيئة سليمة، وفق المقولة الشهيرة: “العقل السليم في الجسم السليم.”
وطبقا للرؤية الاستراتيجية، التي يحث عليها جلالة الملك، والعناية السامية التي ما فتئ جلالته يحيط بها الرياضة والشباب، ويروم تنمية الملكات الرياضية لدى الأطفال والشباب، ومحاربة الانحراف والإدماج السوسيو- رياضي للساكنة المستهدفة من خلال ولوج أوسع للتجهيزات والخدمات الأساسية.
لذلك تعتبر ملاعب القرب لبنة أساسية لترسيخ سياسة القرب في المجال الرياضي، بالإضافة إلى كونها أرضية للتنقيب عن المواهب، دون الابتعاد عن تكافؤ الفرص ما بين جميع أبنائنا، كي نجني ثمار جيدة لأبطال الغد..
ومما لا شك فيه، فإن مثل هذه المرافق العمومية ستلعب أدورا هاما في تقوية وتأهيل الدور الثقافي والتربوي والاجتماعي للرياضة بشكل عام، باعتمادها كقاطرة أساسية داعمة للتنمية الاقتصادية..
ورغم من المجهودات المبذولة في هذا الإطار من طرف كل الجهات المعنية، لا زالت مناطق كثيرة بعالمنا القروي تفتقر إلى خلق نوادي، وجمعيات، مؤهلة لهذا الغرض..
وتعزيزا لسياسة القرب الاجتماعي التي تبنتها الدولة، فقد تم إطلاق برنامج وطني لبناء وتجهيز ملاعب القرب في المجالين الحضري والقروي بمختلف جهات المملكة، خصص منها 814 ملعب قرب في إطار برنامج موجه أساسا للعالم القروي.. ضمن شراكات متعددة بين وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الداخلية أساسا عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة الاقتصاد والمالية، والجماعات الترابية، وفق ما ينتظر من ملاعب القرب ودورها الهام في إبراز مواهب الشباب وصقلها، وتشجيعها على ممارسة الرياضة، باعتبارها مدرسة للتربية على القيم الإنسانية النبيلة وتحقيق الاندماج الإيجابي داخل المجتمع.
وفي هذا الإطار جاء الإعلان عن بناء وتجهيز ملعبا للقرب متعدد الرياضات بالجماعة الترابية الغربية، على مساحة تناهز968 م2، مستخرجة من الملك الخاص الجماعي ذو الرسم العقاري 9354/ز..وذلك من أجل الوصول إلى الاستثمار في الطاقات الناشئة والشابة.. وإثر ذلك استبشر شباب الجماعة الترابية الغربية، المصنفة بالعالم القروي، والتابعة لإقليم سيدي بنور المحدث مؤخرا، خيرا بالإعلان عن هذا الملعب الذي سيشكل متنفسا، لا محال..
وفي إطار شراكتها مع الجماعة الترابية الغربية، أخذت جمعية النصر الرياضية بالغربية على عاتقها تحمل تدبير وتسيير ملعب القرب، طبقا لبنود تضمنها عقد الشراكة.. مما سيفتح مجالا لتسريب وإيصال كرة القدم كرياضة شعبية ومحبوبة للجميع إلى أبعد نقطة نائية..
وفي السياق ذاته أقبلت جمعية النصر الرياضية بالغربية، يوم السبت الأخير 13 أبريل 2024، ابتداء من الرابعة بعد الزوال، على تنظيم نهائي الدوري الرمضاني الذي انطلاق منذ 27 مارس الماضي 2024، تحت شعار: «الماء عصب الحياة وروح الطبيعة، فلنحافظ عليه.» بين فريق المساعدة وفريق شباب الحوارجة، وانتهى لفائدة هذا الأخير بنتيجة 0-2، بعد مباراة الترتيب التي اعتبرت مقابلة رفع الستار بين فريقي دوار أولاد بوعشة ودوار الكدية.. وتميز هذا النشاط الرياضي بحضور قائد قيادة الغربية السيد توفيق الحاكمي، والنائب الخامس السيد أحمد لحبيري نيابة عن رئيس الجماعة الترابية الغربية الذي تعذر عليه الحضور، ومدير المصالح الجماعية السيد عبد الله المتوكل، ونائب رئيس جمعية النصر الرياضية بالغربية السيد بوشعيب لخويل، وممثلي المنابر الإعلامية المحلية، إلى جانب جمهور كثيف متشوق لمعرفة أسرار هذه المنشأة الرياضة.. كما تشرف السيد القائد بإعطاء الإشارة الرمزية لانطلاق هذا الحفل الرياضي، مباشرة بعد التحية والسماع للنشيد الوطني..

وفي تصريحه لجريدة الجديدة اليوم وجه مدير المصالح الجماعية، السيد عبد الله المتوكل رسالة مهمة لآباء وأولياء الأمور، تضمنت الحذر من انجرافات أبنائهم نحو ميولات قد تعصف بهم لمستقبل غامض.. كما حملت بين طياتها إشارات قوية حول الأشياء القبيحة، التي غالبا ما تزيغ فلذات أكبادهم عن السبيل المؤدي إلى التكوين الصحيح، والحالة هذه قد تفشل قدراتهم الإبداعية و الرياضية.. لذلك يؤكد السيد عبد الله على اعتماد التواصل المفتوح، والحوار الايجابي الداعم لأبنائهم من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة، من خلال أهمية الرياضة ودورها في تعزيز صحة الفرد النفسية والبدنية. والأكيد أن مثل هذه المشاريع وغيرها من الفضاءات الرياضية، التي ستعرف انتشار ببوادي وقرى المملكة، ستشكل فرصا واعدة لصقل المواهب الصاعدة واكتشاف طاقات رياضية، ثم تساءل: ألا تعتبر هذه الملاعب بوابة للشباب.. لذلك وجب ولوجها بكل تبات، وتثمينها، وتعزيز الثقة في ذوات الناشئة، وبث أشعة الأمل في مستقبلهم بما يجعلهم قادرين على منح نفس جديد لبلدهم..
فيما أكد في حديث للجريدة الإلكترونية الجديدة اليوم، عضو المكتب المسير لجمعية النصر الرياضية بالغربية، السيد بوشعيب المكاوي.على أهمية الدور التربوي، الذي ستلعبه هذه المنشأة في تأطير الشباب وتثمين طاقاتهم وترسيخ قيم المواطنة للجميع والترفيه عنهم، وتنمية قدراتهم بعيدا عن مسالك الانحراف الجارفة.. ثم أشار إلى أن هؤلاء الشباب لم يكلفهم هذا الملعب شيئا، بل، سيستفيدون بالمجان، وعليهم أن يظهروا فخرهم واعتزازهم بهذه المنشاة الرياضية الحديثة العهد، واستغلالها على الوجه الأصح من خلال أنشطة مبرمجة ومؤطرة من طرف جمعية النصر..
وتوج هذا النشاط الكروي بتوزيع الجوائز والشواهد التقديرية على الفائزين والمستحقين.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *