عود و العود أحمد …

بقلم ابو ايوب


بعد الغياب عدلنا لكم معشر المتتبعات و المتتبعين لموقعنا المتميز ، و هو تميز المشاركات و المشاركين في اغناء ما يجمعنا جميعا كل بحسب تموقعه الجغرافي ، انطلاقا من حسنا و ما يفرضه علينا انتمائنا الوطني، و رغم اختلاف الرؤى و المواضيع المتداولة للنقاش و أخص بالذكر الجوانب التاريخية و السياسية لفهم الواقع ( تاريخيا. سياسيا) ، اود بعد استشارتكم التطرق لما يعتري العلاقات الجزائرية المغربية من انسداد الافق على ضوء اليد الملكية الممدودة ، يد كما قلت سابقا في عدة مقالات نشرت على موقع الجديدة نيوز منذ حوالي اربع سنوات خلت ، لصاحبه القابع خلف القضبان ذ .و الاعلامي المتميز ( ذ. ع. س. حكار ) ، و هو بالمناسبة تميز كتميز المتتبعات و المتتبعين لما حل مكان موقع القابع وراء الاسوار ، و قد قلت سابقا بأنها ستبقى ممدودة مبسوطة لأجل غير مسمى ، ما قلته سابقا تجسد اليوم على ارض الواقع ، و رغم التكرار يبقى الحال على ما هو عليه ( NO EVENT ) كما نطقوا بها و غردوا .
مناسبة الكلام اليوم ، تحليل موضوعي غير مستند على العاطفة و حب الانتماء ثلاثي الابعاد ، حيث يمتزج عبق التاريخ و نبق الاقتصاد و نزق السياسة في بعدهما الجيوستراتيجي ، من منظور محور و حلفاء يتمدد على حساب حلف و ادوات او دول وظيفية يتبدد ، و لمن يشاكس و يعاند أو من و يريد الدليل و البرهان ، أرجوه التفحص و التصفح لما انا على وشك سرده من حقائق و احداث حمالة رسائل لمن لا زال يتشبت بالسراب .
* 15 يونيو من سنة 1972 وثقت لابرام اتفاقية جزائرية مغربية لاستغلال منجم حديد غارة الجبيلات ، اتفاقية نصت على احداث بنى-تحتية لنقل الحديد الى ميناء اكادير قصد التصدير ، كما نصت ايضا على تقاسم الاعباء و العائدات مناصفة ، و كان من المبرمج اوقتذاك حداث 15000 منصب شغل …….اتفاقية نشرت بالجريدة الرسمية للجارة الشرقية و اخطرت بها الأمم المتحدة حينها .
* 22 يونيو من سنة 1992 نشرت الاتفاقية الجزائرية المغربية للاستغلال المشترك لحديد غارة الجبيلات بالجريدة الرسمية للمملكة المغربية ، اي بعد مرور 20 سنة و نيف من ايام ، لكنها في المقابل لم تعرض على انظار الامم المتحدة لتكتسب قانونيتها وفق القوانين الدولية الجاري بها العمل ، فحبذا لو استثمر المغرب في البنى- تحتية منذاك لكان الوضع احسن اليوم و لانتفع الجميع .
* يوم 30 يوليوز من سنة 2022 و بمناسبة الخطاب الملكي لعيد العرش ، ثلاث شركات صينية بصحبة توفيق حكار رئيس شركة سوناطراك يعلنون عن بدء العمل في منجم حديد غارة الجبيلات ، و قد قدر الاحتياطي الخام باكثر من 2,5, مليار طن ، و بلغة العد و الحساب حوالي 10 ملايير دولار تدر على خزينة الدولة في افق ثلاث سنوات ، لتنضاف الى مداخيل الغاز و النفط …..
* حديد غارة الجبيلات بالاضافة الى الاكتشافات الغازية/النفطية بمنطقة بشار قرب الحدود مع المغرب ، و مشروع الطاقات المتجددة مع كل من الصين .ايطاليا.المانيا ، من شأنه التوطئة للتوغل الصيني نحو افريقيا عبر مشروع طريق الحرير ، و هذا ما يحيلنا قطعا الى مشروعين صينيين في غاية الأهمية ( بنى-تحتية سككية غرب الجزائر قرب الحدود مع المغرب لنقل الحديد المعالج و ليس الخام نحو مينائي وهران و ميناء الحمدانية طور التبلور و التجسيد/ الطريق السيار العابر للصحراء نحو العمق الافريقي)
* دائما و من زاوية تمدد المحور و الحلفاء على حساب الحلف و الادوات ، وأد الحلم المغربي من خلال نعي مشروع الانبوب النيجيري المغربي لنقل الغاز نحو اوروبا ، مشروع راهنت عليه كثيرا المملكة المغربية بل اعتبرته مشروعا جيوستراتيجيا لاعادة التموضع و التموقع ضمن الخريطة العالمية للطاقة ، و اليوم يبدو الامر و كأنه حلم مستعصي التحقيق و لو بعد حين .
* زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكي عن الحزب الديموقراطي ، حزب الرئيس جو بايدن لتايوان و ما تولد عنها من انسحاب عسكري امريكي من بحر الصين الجنوبي نحو الفلبين ، و ما تبعه من اطلاق صواريخ فينقونغ صينية باليستيكية قادرة على حمل رؤوس نووية عابرة للقارات ، سقطت بالمنطقة الاقتصادية لبحر اليابان ، و ما تبعه من حصار لتايوان و اجراء اكبر مناورات عسكرية بحرية. جوية … في تاريخ الصين…مجمل ادلة على خذلان أمريكا لتايوان ، كما خذلت سابقا ماركوس الفلبين و من قبل سوموزا نيكاراغوا و شاه ايران و سادات مصر …
* الصين اليوم تستعرض عضلاتها ، اسوة باستعراض عضلات روسيا في العمليات العسكرية ضد اوكرانيا ، و هما معا ينسقان المواقف ماليا .طاقيا. اقتصاديا ….و عينهما على مصر. السعودية.ايران.الجزائر. مصر للانظمام لمجموعة البريكس ، و لم لا لمعاهدة شنغهاي الرامية الى الحد من هيمنة الدولار. بالتالي تكتمل ثلاثية الاضلاع عسكريا. طاقويا. سياسيا ….بنكهة تاريخية حيث لم يسبق اي أثر استعماري روسي صيني للقارة السوداء .
* دخول اسرائيل العلني اليوم على خط الجغرافيا السياسية الاوروبية بما يشمل منطقة شمال غرب افريقيا ، و اخص بالذكر المغرب و ما تولد عن العلاقات الثنائية في ظل التطبيع من توافق و تنسيق و انسجام ، مؤشر على تهالك المنظومة الاطلسية و قرب افول نجمها و ما هي الا مسألة وقت ( انسحاب الاسطول البحري الامريكي نحو الفلبين مثال) ، بالتالي مقولة تمسك غريق بغريق فغرقا تصلح كعنوان الزمن العربي الثالث ، اولهم كان مصريا بامياز و ثانيهم كان سعوديا بتميز ، اما ثالثهم فابشركم انه سوري.جزائري.مصري و القمة العربية على الابواب ، فالخزي و الخذلان و العار لمن طبع ، و الشرف و الكرامة و العزة و الانفة و الكبرياء لمن رفض التطبيع ، و لكن معشر المتتبعات و لكم معشر المتتبعين في مواقف الجمعية المغربية لحقوق الانسان و النهج الديموقراطي العمالي بعدما غير اسمه خير مثال .
حتى هنا استودعكم في حفظ من لا تضيع ودائعه و على اثر الفرص الضائعة، فرص اضعناها كمغاربة من حيث لا ندري و نحن اليوم نبكي على اطلالها ….قفا نبكي من ذكرى حبيب و منزل ….. بسقط اللؤى بين الدخول و حومل ، و الى لقاء اخر ما دام هناك رمق من حياة ، فالرجاء كل الرجاء الانسلاخ من العاطفة تمكنا من العقلانية و الموضوعية .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *