عبد السلام حكار، القلم الحر، الذي يستحيل ترويضه !

عمود “القلم الجامح”

العدد: 01/2023 بتاريخ 12 غشت 2023

 

تحت عنوان: عبد السلام حكار، القلم الحر، الذي يستحيل ترويضه !

 

      منذ الساعة الثامنة صباحا، من يومه السبت 12 غشت 2023، احتشدت العشرات من المناضلات والمناضلين، ممثلين لهيئات حقوقية وأخرى إعلامية.. أمام الباب الرئيس للسجن المحلي الجديدة 2، المتواجد بالطريق المؤدية إلى الجماعة الترابية أولاد حمدان.. وذلك احتفاء بمعانقة الحرية الجسدية للقلم الحر الجامح، والصوت الصادق الصادح، الأستاذ الكبير سيدي عبد السلام حكار، مدير الجريدة الإلكترونية المتميزة “الجديدة نيوز”؛

      وأنا أوظف جملة “الحرية الجسدية، أعي تمام الوعي ما أقول؛ ذلك أن فكره وعقله وأحاسيسها النبيلة.. من المستحيل أن تسيجها القضبان مها صلبت، أو تمنعها الجران مهما علت، من أن تحلق في الفضاء ملامسة الحرية..

      وبالتالي ففي نظري المتواضع، فإن السجناء الحقيقيون هم من جهزوا له فخاخ الغدر الجبانة، ونصبوا له شباك الخيانة الدنيئة..

      لحظات لا توصف، تلك التي عانقت فيها أعيننا جميعا، “القلم الذي يصعب ترويضه/سيدي عبد السلام، وهو يتخطى باب السجن، لتتلقاه الأذرع والأحضان.. ودموع الفرح.. شاكرة أنعم الله وفضله، على أن حيينا حتى عشنا هذه اللحظة التاريخية العظيمة..

      سنتان مرتا بحسرتهما، وبآلامهما، وبجراحهما، وبانتظارهما، وبأمانيهما، وبتطلعاتهما.. وبأكف مرفوعة إلى الملك الحق، عارضة مظلمتها، في سكون الليل وعمقه.. وفي واضحة النهار ووضوحه.. في كل صلاة وعقب كل صلاة، مؤمنة بقضائه وقدره، خيره وشره، متأكدة بأن “العدل” سبحانه وتعالى، يمهل ولا يهمل؛ وأن الحق لا بد أن يحصحص مهما طال الزمن؛

      سنتان مضتا.. آخذة معهما أرواح البعض، ومقوية عزائم البعض الآخر..

      سنتان مضتا مسرعة سرعة البرق، في عين الظالم.. وبطيئة بطء الحلزون في عين المظلوم..

      سنتان لم تزدا هذا القلم الحر الجامح، إلا جموعا وشموخا..

      .. وبعد أن ارتمى الجميع تباعا في حضنه، مهنئين ومباركين للحرية عودة صاحب “دردشات قبل الإفطار”، إلى عالم الحلم بمغرب أفضل.. ! وهو الذي ظل وسيظل فكره حرا طليقا، مهما حاولوا سجن الجسد وتقييده؛ أقول بعد ذلك، بادر إلى ارتجال كلمة مؤثرة، شكر في مستهلها، كل من سانده وتضامن معه من بعيد أو من قريب، طيلة “محنة السنتين”، قبل أن يعلنها كلمة مدوية، بأنه لن يتوانى أبد في قول كلمة حق؛ ليلتفت خلفه إلى بناية السجن، طارحا بكل جرأة وبكل وطنية ـ تحيلنا جميعا عن المعنى الحقيقي “للجدية” التي أفرد لها ملكنا المفدى، جزءا مهما من خطاب العرش الأخير ـ المعاناة اليومية التي يعيشها موظفو المؤسسات السجنية، ونزلاؤها على حد سواء.. واعدا الحضور بأن مواضيع في غاية الإثارة والأهمية، سيتناولها في قادم الأيام..

      سنتان مضتا.. حُرِمت خلالها الساحة الصحفية والنضالية الإقليمية والوطنية، تلك الجرأة.. وتلك الجدية.. وتلك الغيرة الوطنية الصادقة؛ كما حرمنا نحن، تلك النافذة الشامخة، التي كنا نطل من خلالها على قرائنا الأوفياء..

      واليوم، وبعودة هذا المناضل الشهم، وبعودة “الجديدة نيوز”، الجريدة الإلكترونية المتميزة والصادقة، نحس أن الروح هي الأخرى، قد عادت لنا من جديد..

      وها نحن اليوم، من داخل المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، الذي تجمعه اتفاقية شراكة متميزة مع جريدة الجديدة نيوو، نجدد العهد والوعد له ولكم جميعا، على أن نظل على درب النضال سائرين وبثبات قوي، وعزيمة أقوى، إلى جانب كل القوى الحي، وإلى جانب كل شريفات وشرفاء الوطن، حتى نطهر هذا الأخير تطهيرا كليا، من شوائب الفساد وبراثين المفسدين..

      فتحية حقوقية كونية عالية وخاصة، لوالدي القلم الجريء، سيدي عبد السلام حكار، الحاجة للا مليكة، والحاج سيدي أحمد، ولكل أفراد عائلته وأسرته كل باسمه وصفته، ولكل النشطاء الحقوقيين الصادقين، ولكل المنابر الإعلامية الحرة، ولكل هيئات المجتمع المدني الحرة..

      والخزي والعار، لكل المفسدين أينما كانوا وأينما وجدوا.. وليعلموا جميعا أن جريدة الجديرة نيوز، ستظل دوما وأبدا قلما حرا، وأنه من سابع المستحيلات، أن تحلموا.. أجل أن تحلموا، ولو مجرد حلم بئيس ومنحط مثلكم  بأن تتمكنوا في يوم من الأيام من ترويضه !

د. محمد أنين: رئيس المنتدى الوطني لحقوق الإنسان

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *