أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ يحتجون أمام الثانوية التأهيلية ابن عربي بالجماعة الترابية الغربية

المصطفى دلدو رغم ميزانيتها الضخمة، التي رصدتها للنظام الأساسي الجديد الخاص بقطاع التربية الوطنية لأربع سنوات مقبلة، والمقدرة بحوالي مبلغ 20 مليار درهم، فإن وزارة المعنية لم تفلح في كبح احتجاجات رجال ونساء التعليم .
ومن جهتها أعلنت تنسيقيات ونقابات تعليمية عن خطوات احتجاجية غير مسبوقة، ردا على النظام الأساسي الجديد، الذي قيل عنه بأنه غير منصف، وأن المبالغ المرصدة له لا أثر لها على الشغيلة.
لذلك، أصبحت تعيش المدرسة العمومية في هذه الأيام، بجهات وأقاليم المملكة المغربية، موجة من الوقفات الاحتجاجية من جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، رافعين شعار: “لا للهدر المدرسي”، نظرا الشلل الشبه التام بسبب الإضرابات المسترسلة من طرف هيئة التدريس..

وتعتبر جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، فاعلا أساسيا في المنظومة التربوية من خلال مد جسور التواصل بين المؤسسات التعليمية والأسر والأطر التربوية، والإسهام في التدبير الجماعي للشأن التعليمي عبر إجراءات تقنية وأنشطة تأطيرية، وفق نصوص قانونية مؤطرة لعملها..

وعلى غرار ذلك خاض العشرات من أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالثانوية التأهيلية ابن عربي ، التابعة للمديرية الإقليمية سيدي بنور، بالجماعة الترابية الغربية، دائرة الزمامرة، صبيحة يومه الخميس 23 نونبر 2023، ابتداء من العاشرة صباحا، لحدود الساعة الحادية عشر والدقيقة الأربعين، وقفة احتجاجية تضامنية، رأفا بالتلميذ، الذي لا زال بعيدا عن العصامية والتكوين الذاتي، والمتعطش إلى المعرفة..

وعبر الواقفون عن رفضهم لواقع الحال، وأدانوا أوضاع التعليم عموما، وهدر الزمن المدرسي على وجه الخصوص، داعين الجهات المسؤولة على القطاع إلى التدخل الفوري والعاجل، من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمة.. والوصول إلى حل توافقي مع الجهات الداعية للإضراب، مراعاة للمصلحة الفضلى للتلاميذ، وعدم حرمانهم من حقهم في التعلم، ورد الاعتبار لهذا المرفق العمومي، حتى يبتعد عن خبر كان.. إذ لا يعقل أن يحرم التلاميذ من الدراسة بسبب الإضرابات، التي طالت وقاربت الـ30 يوما، ومع ذلك لم تتخذ الوزارة أي إجراء، ولم تعمل على تنوير الرأي العام حتى..

ومن خلال تصريحاتهم لـ”الجديدة اليوم”، أبدى بعض المشاركين في الوقفة الاحتجاجية غضبهم الشديد، مما آلت إليه الأوضاع، مشيرين إلى أن ظروفهم الحالية مرتبطة بالفلاحة.. والفلاحة تراجعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بسبب غياب أمطار الخير، مما أثر على الوضع المعيشي، والزج به إلى التقهقر، وبالتالي أصبح تغيير المسار، والتوجه إلى المدارس الخصوصية صعبا، كما فعلت بعض الأقليات الميسورة..

وفي الإطار ذاته، أعلن المحتجون عن استعدادهم لخوض كل أشكال الاحتجاجات، إلى حين عودة فلذات أكبادهم لحجراتهم الدراسية.. منددين بأساليب المماطلة والتسويف اتجاه مطالب المحتجين من طرف الجهات المعنية.. ومرددين شعارات ترفض هدر الزمن المدرسي من بينها: «حجرات للتدريس أم علب للتكديس» و «وليك الله يا تعليم.. وليك الله يا منظومة.. تناوبوا عليك الوزارة وردوا التعليم تجارة» و«اليوم وزير وغذا وزير.. وكل واحد كيتغنى بالتغيير!!»

ومن خلال تصريحاته للجريدة الإلكترونية “الجديدة اليوم” أشار رئيس جمعية أمهات وآباء التلميذات والتلاميذ، السيد العربي عمران، إلى كل مقومات الفشل سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع..
وأضاف: أن الهدر المدرسي يشكل معضلة كبرى، لأنه يحول دون تطور أداء المنظومة التربوية، خصوصا في العالم القروي المتأثر حاليا بعدم التساقطات المطرية، وتدفق كل السلبيات عليه.. وأصبح الهدر المدرسي مرتبطا بالإضرابات المتتالية، إلى جانب الوضع الاجتماعي الهش للأسرة، يزج بالتلميذ إلى شباك رغبة التخلي من المدرسة.. وبالتالي يزيغ نحو الانقطاع عنها.. لذلك، فنحن مع تحسين وضع الأستاذ، إيمانا منا بموقعه الاعتباري داخل المجتمع، كما أنه يعتبر منبع المعلومة، وكلما كان مرتاحا كلما كان عطاؤه أكبر..

كما أكد رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ من خلال متابعته للأزمة الحالية، التي تعانيها المدرسة العمومية، جراء توالي إضرابات واحتجاجات أسرة التعليم.. على أن الجمعية تندد بالهدر المدرسي وضياع زمن التعلمات.. مطالبة بالتدخل الفوري لإخماد فتيل الأزمة!)) لإبعاد التلاميذ شبح (السنة البيضاء) لا قدر الله .. مع تسريع فتح قنوات الحوار مع ممثلي الأساتذة، لتجاوز هذا الاحتقان والتعامل بمسؤولية إزاء الضرر، الذي قد لحق ويلحق أبناءنا أثناء تواجدهم خارج أسوار المؤسسة التعليمية.. ومن هذا المنبر نعلن تضامنها مع الأساتذة..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *