على غرار كل أحياء مدينة الجديدة التي تعاني من تخريب شامل لشوارعها وطرقها وأزقتها ومختلف دروبها، يوجد حي كاليفورنيا في وضعية كارثية بكل المقاييس،
فبعد انتهاء ما سميت أشغال الصيانة وتعبيد بعض الطرق داخل هذا الحي حديث النشأة، وكذلك بعض الطرق والشوارع المؤدية إليه، والتي استبشر سكان الحي خيرا عند بدايتها، حتى ظهر أن تلك الأشغال تمت دون دراسات هندسية وطوبوغرافية وتقنية لازمة، إذ سرعان ما بدأت تلك الإصلاحات الترقيعية تظهر على حقيقتها المزيفة، حيث بدأت تنتشر الحفر في كل مكان لتشكل خطرا حقيقيا على السكان والمارة وخاصة الذين يكونون على متن عربات ودراجات، ومما زاد من تفاقم الخطر المحدق بالسكان والمارين على السواء هو الارتفاع الملحوظ وغير المعقول لثقب المراقبة وتلف غطاءات البالوعات وتحفر جنباتها، التي أصبحت هاجسا حقيقيا لأصحاب العربات والدراجات بصفة خاصة.
إن هذا الوضع المتردي لواحد من الأحياء الجديدة بالمدينة، دفع ساكنة الحي إلى التعامل بشكل حضاري مع الموضوع، فراسلوا السيد عامل عمالة الجديدة والسيد رئيس المجلس البلدي من أجل التدخل، كل حسب اختصاصه، لإيجاد حلول فورية للمشكل، وعززوا مراسلاتهم بعرائض موقعة من طرف العديد منهم، غير ألا أحدا اهتم بمعاناتهم أو استمع إلى نداءاتهم، وهكذا ظل الحال على ما هو عليه إلى يومنا هذا، بل إن الأمور تفاقمت أكثر، فتوسعت الحفر من جميع جوانبها وكبر عقرها، مما عمق من استياء وغضب السكان الذين أصبحوا يفكرون في طرق أبواب السلطات المركزية لعل وعسى أن تأتي الحلول على أياديها.
لقد أصبح من غير المقبول سكوت المسؤولين بإقليم الجديدة ووقوفهم متفرجين على الخراب الذي أصبحت توجد عليه أحياء وشوارع وطرق مدينة الجديدة، ومنها حي كاليفورنيا موضوع هذا المقال، سواء تعلق الأمر بالأزبال التي أصبحت منتشرة في كل مكان أو على مستوى الروائح الكريهة المنبعثة في جميع المناطق بالمدينة بما في ذلك في وسط المدينة، أو بالحفر التي غزت جميع الشوارع والطرقات، أو بالأشواك والنباتات الطفيلية المنتشرة على جنبات الطرقات والشوارع وفي الأماكن والساحات الفارغة وغيرها من المظاهر التي تشوه المدينة.
لقد آن الأوان لسكان مدينة الجديدة عامة وسكان حي كاليفورنيا خصوصا، للانتظام في أشكال نضالية موحدة وتصعيدية للاحتجاج على الخراب الشامل الذي تعاني منه مدينة الجديدة، فالاحتجاج النضالي الميداني الموحد هو السبيل الوحيد المتبقي أمامنا للدفاع عن مدينتنا وإنقاذها من الهاوية التي تسير نحوها بسبب الإهمال والتهميش اللذين ينهجهما المسؤولون عن تدبير الشأن العام لهذه المدينة التي أصبحت منبوذة.
بقلم وحرقة عبد السلام العسال