بقلم :مفكير عبد الرحيم
تعد ظاهرة الإشاعة من الظواهر الخطيرة التي تظهر في المجتمعات، وهو موضوع هام، فلا تكاد تشرق شمس يوم جديد إلا ونسمع بإشاعة في مكان ما، وتعتبر الشائعات من أخطر الأسلحة المدمرة للمجتمعات والأشخاص، فكم قتلت الإشاعة من أبرياء، حطمت من عظماء، وتسببت في جرائم، وقطعت من علاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، وكم هزمت الإشاعة من جيوش على مر التاريخ! والشائعات ليس بدعا من القول أو حدثا طارئا بل عرفته المجتمعات الإنسانية، قديمًا وحديثًا؛ لذا فإنها تؤثر على الأمن والاستقرار في المجتمع، خاصة في فترات الأزمات والكوارث الطبيعية أو الإنسانية، وكلما زاد الغموض زاد حجم الشائعات وعظُم انتشارها، وتأخذ الشائعات أشكالًا مختلفة تبعًا للأوساط التي تنتشر فيها، وهي تهدِّد تماسك المجتمع وأمنه، وتحرِّك الانفعالات والعواطف لدى الجماهير، وتتنوع خطورة الشائعات مثل أهدافها وأغراضها، فلها أخطار سياسية واقتصادية وعسكرية واجتماعية ونفسية، وتبدأ أخطار الشائعات من الفرد الذي يقوم بترويج الشائعة؛ فهو إنسان مهزوز الشخصية، يسعى من خلال الترويج للشائعات إلى تعويض جوانب النقص في شخصيته، وهو أيضًا يتحلى بصفة الكذب، ومعلومٌ خطورةُ الكذب في أي مجتمع، والشائعة لها القدرة على تفتيت المجتمع والصف والرأي الواحد، وتعمل على تضارب الآراء؛ فيصبح المجتمع الواحد والفئة الواحدة أمام الشائعات فئاتٍ متعددة، وتظهر خطورة الشائعات على عقل الإنسان، من خلال الأكاذيب والترويج للأفكار الهدامة، التي تجعل الإنسان أمامها في حيرة من أمره بين التصديق والتكذيب، وخطورة الشائعات أيضًا على الدِّين، بالتشكيك في أصول الدين وأحكام الشريعة، وبث الشبهات والتأويل المذموم، وتكمن أيضًا خطورة الشائعات في خَلْقِ عدم الثقة بين أفراد المجتمع وقيادته الفكرية والعلمية، وذلك من خلال التشكيك في النيات، حتى تخلو الساحة من القيادات العلمية، والسياسية، والاجتماعية التي يحترمها المجتمع، وخطورة الشائعات أيضًا على المال؛ لأن أي مجتمع يسود فيه الخوف من خلال بث الشكوك والشائعات، فهو مجتمع ساكن لا يتحرك ولا ينمو اقتصاديًّا؛ لأن المال والخوف لا يلتقيان، فالشائعات طالما حبست العقول، فكيف لا تحبس المال؟ وبذلك تتأثر مصالح المجتمع. وقد أصابت الجسم الملتزم، وفي الآونة الأخيرة حيث تفشت بين صفوف العاملين في الحقل الدعوي، لاسيما مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لذا وجب التنبيه إلى مخاطرها.
تعريف الإشاعة:
جاء في لسان العرب: “شاع الخبر في الناس يَشِيع شَيْعًا وشَيَعانًا ومَشَاعًا وشَيْعُوعَة، فهو شائع: انتشر، وافترق، وذاع، وظهر وأشاعه ،هو، وأشاع ذكر الشيء: أطاره، وأظهره.وقولهم :هذا خبر شائع، وقد شاع بين الناس؛ معناه: قد اتصل بكل أحد، فاستوى علمُ الناس به، ولم يكن علمُه عند بعضهم دون بعض، والإشاعة في الأخبار: المنتشرة”.والزعم: القول المشكوك فيه الذي لا يُوثَق به.وفي المعجم الوجيز: “الإشاعة: الشائعة، الخبر ينتشر غير متثبَّت فيه، ولا تثبت فيه”.
وعلماء الاجتماع والإعلام يعرِّفون الإشاعة بأنها: “عبارة عن نبأ أو حدث، قادر على الانتشار والانتقال من شخص لآخر، وقادر على زعزعة الرأي العام، أو تجميده دون التثبُّت منه”.
تعريف الدعاية:
الدعاية عملية منظَّمة، هدفها التأثير في الرأي العام، ولم تظهر الدعاية إلا في أواخر القرن العشرين، بينما ظهرت الإشاعة منذ زمنٍ قديم، تكونت الإشاعة تبعًا لتوافر مجال العمل الملائم لها، وهو الجمهور، الدعاية عكس الإشاعة؛ فالدعاية تهدف إلى الخير، وأما الإشاعة فغالبًا ما تهدف إلى الشر؛ (أساليب مواجهة الشائعات – أكاديمية نايف العربية ص 21: 20).
خصائص الإشاعات:
الإشاعة هي عملية نشر المعلومات، ونتائج هذه العملية تنطلق الشائعات، وليس من السهل أن تتوقف؛ فالإشاعة تسير بسرعة انتشار النار في الهشيم، بل تسير بسرعة الصوت والضوء، عن طريق الأقمار الصناعية في الوقت الحاضر.
من السهل أن تنطلق الشائعات، وليس من السهل أن تتوقف؛ فالإشاعة تسير بسرعة انتشار النار في الهشيم، بل تسير بسرعة الصوت والضوء، عن طريق الأقمار الصناعية في الوقت الحاضر.
قد تكون الإشاعة صادقة؛ أي: تحتوي المعلومات الواردة في الإشاعة على نواة الحقيقة، ومثال ذلك: الإشاعة صادقة؛ أي: تحتوي المعلومات الواردة في الإشاعة على نواة الحقيقة.
قد تكون الإشاعة كاذبة، أو قد ترتكز على معلومات غير مؤكدة، أو عارية من الصحة.
قد تكون الإشاعة صادقة وكاذبة في نفس الوقت، مثل ما تقوم به بعض الحكومات من تسريب أسماء محتملة وغير محتملة لشغل منصب معيَّن، وذلك بهدف معرفة مدى قبول الناس لهذه الشخصيات؛ فالجانب الصادق في هذه الإشاعة هو وجود شخصيات محتملة فعلًا لشغل هذا المنصب، والجانب الكاذب هو وجود شخصيات غير محتملة لهذا المنصب؛ (أساليب مواجهة الشائعات – أكاديمية نايف العربية ص 19: 18)
أنواع الإشاعة:
الإشاعة الزاحفة( البطيئة) : وهي إشاعة تروج ببطء ، وهمسا وبطريقة سرية، وهذا التكتم يجعل المتلقي يجعله يعتقد بصدقها.
الإشاعة الطائرة: وهى إشاعة سريعة الانتشار،وسريعة الاختفاء أيضا.
الراجعة : وهي إشاعة تروج ثم تختفي ، ثم تعود وتظهر من جديد إذا تهيأت لها الظروف ، أو في الأوقات التي يريدها مطلق الإشاعة.
الإشاعة الاتهامية (الهجومية): وهى إشاعة يطلقها شخص بهدف الحط من مكانه منافس له.
الاستطلاعية: ومحاولة لاستطلاع ردة فعل الشارع ،لذلك يطلقها منشئوها للتعرف ماذا يكون رد فعل الشارع لو تم اتخاذ قرار ما
إشاعة الإسقاط: وهي الإشاعة التي يسقط من خلالها مطلقها صفاته الذميمة على شخص أخر،واغلب الإشاعات المتعلقة بالشرف هي من هذا النوع،وقد أشارت بعض النصوص إلى إلي هذا النوع من الإشاعات وصفات مطلقها كما في قوله تعالى ( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ .مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ)(القلم: 10-13) ورد فى تفسيرابن كثير(…قَالَ اِبْن عَبَّاس الْمَهِين الْكَاذِب… وَقَوْله تَعَالَى ” هَمَّاز ” قَالَ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة يَعْنِي الِاغْتِيَاب ” مَشَّاء بِنَمِيمٍ” يَعْنِي الَّذِي يَمْشِي بَيْن النَّاس وَيُحَرِّش بَيْنهمْ…”مناع” أَيْ يَمْنَع مَا عَلَيْهِ وَمَا لَدَيْهِ مِنْ الْخَيْر ” مُعْتَدٍ ” فِي تَنَاوُل مَا أَحَلَّ اللَّه لَهُ يَتَجَاوَز فِيهَا الْحَدّ الْمَشْرُوع ” أَثِيم ” أَيْ يَتَنَاوَل الْمُحَرَّمَات… أَمَّا الْعُتُلّ فَهُوَ الْفَظّ الْغَلِيظ…َ وَالْأَقْوَال فِي هَذَا كَثِيرَة وَتَرْجِع إِلَى مَا قُلْنَاهُ وَهُوَ أَنَّ الزَّنِيم هُوَ الْمَشْهُور بِالشَّرِّ الَّذِي يُعْرَف بِهِ مِنْ بَيْن النَّاس وَغَالِبًا يَكُون دَعِيًّا وَلَهُ زِنًا…).
إشاعة التبرير: وهى الإشاعة التي يهدف مطلقها إلى تبرير سلوكه غير الأخلاقي تجاه شخص أو جماعه معينة.
إشاعة التوقع: وهي الإشاعة التي تنتشر عندما تكون الجماهير مهيأة لتقبل أخبار معينة أو أحداث خاصة، مهدت لها أحداث سابقة.
شائعة الخوف: وهى الشائعة التي دافعها الخوف من وقوع حدث مأساوي معين في المستقبل.
شائعة الأمل: وهى الشائعة التي دافعها الأمل في وقوع حدث سار في المستقبل كإشاعات النصر في زمن الحرب .
شائعة الكراهية: وهى الشائعة التي دافعها كراهية شخص أو جماعه معينه.
أسباب انتشار الإشاعة:
ضعف المُستوى التعليمي والثقافي لدى أفراد المجتمع؛ حيث إنّهم يتناقلون المَعلومات والأخبار دون التنبؤ بصحّتها أو محاولة تحليلها والتفكير في مدى واقعيّتها.
غياب المعلومات الصحيحة والشفافية، وهو ما يساعد على انتشارها، وضعف العلاقة بين أفراد المجتمع ومؤسسات الدولة.
إتباع النّفس الأمّارة بالسوء؛ فمروّجو الإشاعات يُعانون من أفكارٍ غير سويّة ومشاعر سلبية تجاه المجتمع؛ حيث يسعدون عندما يشاهدون الفوضى والبلبلة بين أبناء المجتمع الواحد.
الفراغ الذي يُعاني منه الكثير من الأشخاص.
تحقيق منفعة للمشاع.
الكراهية والانتقام من المشاع عنه.
الفضول.
قضاء الوقت بذكر الشائعات.
الآثار السلبية للإشاعة:
انتشار المَفاسِد في المجتمع؛ فالإشاعات تقضي على الكثير من العلاقات بين أقرب الناس وتَجعلهم أعداءً، وقد تصل الأمور إلى القطيعة والتسبّب بالضرر، والقتل أحياناً.
إلحاق الضّرر النفسي بالأفراد؛ فقد يكون الفرد الذي تلقّى الإشاعة يعاني من ضعف الإيمان وقلة الصبر وتحمّل الأخبار السلبية، فيلجأ إلى اعتزال الناس والجلوس وحيداً، وقد تؤثّر الإشاعة في نفسيته لدرجة إضرابه عن الطعام والشّراب مما قد يؤدّي إلى المرض أو الوفاة.
ضعف المجتمع وسهولة السيطرة عليه؛ فعندما تكون العلاقات بين أفراد المجتمع ضعيفةً وهشةً فإنّ المجتمع يُصبح كاملاً ضعيفاً وتسهل السيطرة عليه من قِبل الأعداء.
الانتصار في المعارك؛ فهي تُعدّ سلاحاً فتّاكاً في الحروب والنزاعات، حيث إنّها تؤثر على نفسية الجنود في أرض المعركة وتسهّل من السيطرة عليهم.
إلحاق الأضرار المادية في المجتمعات.
موقف الإسلام:
اعتبر الإسلام الإشاعة والشائعة ظواهر سالبه، و نهى عن إطلاقهما أو تلقيهما بنصوص قطعيه،ووضع جمله من الضوابط الأخلاقية والقانونية التي تحد من تفشيهما في المجتمع: قال تعالى(إن الذين يُحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) (النور:19) يقول الإمام الفخر الرازي في تفسير هذه الآية (ومعنى الإشاعة الانتشار، يقال في هذا العقار سهم إشاع، إذا كان في الجميع ولم يكن منفصلاً، وشاع الحديث إذا ظهر في العامة•••)…وقال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)(الحجرات:6)… و قال تعالى(إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم،لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم،يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين)( النور:15-17)…وقال تعالى( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)( النور :4)
نبينا صلى الله عليه وسلم يحذرنا من الشائعات:
روى الشيخانِ عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان))؛ (البخاري حديث: 33/ مسلم حديث: 59).
روى البخاري عن سمرة بن جندبٍ رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رأيت الليلة رجُلينِ أتياني، قالا: الذي رأيتَه يُشَقُ شِدقه (جانب فمه) فكذَّاب، يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة))؛ (البخاري حديث: 6096).
روى الشيخان عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والظن؛ فإن الظن أكذبُ الحديث، ولا تحسَّسوا (التحسُّس: الاستماع لحديث القوم)، ولا تجسَّسوا (البحث عن العَوْرات)، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا))؛ (البخاري حديث: 5143 / مسلم حديث: 2563).
عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن مِن أَفْرَى الفِرَى أن يُرِيَ عينيه ما لم ترَ))؛ (البخاري حديث: 7043).البخاري)
قال عليه السلام ” إن مِن أَفْرى الفِرَى) أفرى: أي أعظم الكذبات، والفِرَى جمع فِرية، قال ابن بطالٍ: الفِرْية: الكذبة العظيمة التي يُتعجَّبُ منها؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ 12 صـ 430)
روى الشيخانِ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين فيها، يَزِلُّ بها في النار أبعدَ مما بين المشرق))؛ (البخاري حديث 6477/ مسلم حديث 2988).
روى الشيخانِ عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البِرِّ، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدُق ويتحرَّى الصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقًا، وإياكم والكذبَ؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذِب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتَب عند الله كذابًا))؛ (البخاري حديث 6094 / مسلم حديث 2607).
كيف نواجه الإشاعة الخارقة الحارقة:
يستدعي الأمر إلى دراسة نفسية مستفيضة، وتدوين سلسلة من الإجراءات تقوم بها لجان نفسية علمية إعلامية متخصصة في محاربة هذا النوع من التأثيرات، نضع هنا بعض المقترحات علّها تُسهم بمستوى معين في المساعدة على مقارعة الأخبار الملفّقة التي يمكن توصيفها بـالإشاعة، من هذه المقترحات ما يلي:
ما أن تنطلق الإشاعة من هذا النوع، ينبغي أن تتصدى لها جهات مخولة بالتصريحات لشرحها للمجتمع وفضحها بالأدلة والتوثيق الدامغ كالتصوير والشواهد وسواها.
لا يصح الصمت الرسمي على مثل هذه الأخبار والشائعات، فالإجراء الرسمي الأول ينبغي أن يكون التكذيب وعدم الصمت الذي يزيد الأمر غموضا وارتباكا.
نشر ثقافة التحليل الخبري على مستوى المجتمع، وعدم الإيغال بالتضليل أو السكوت.
مطلوب من النخب الإعلامية والثقافية أن يكون لها دورها الفاعل عبر وسائل الإعلام و (مواقع التواصل الاجتماعي) وتكذيب الأخبار التي تقد عند حافة الحقيقة.
أن تُطلَق حملات توعية ميدانية على أهمية التعامل النفسي مع الشائعات أو حتى بعض الأخبار التي تقترب كثيرا من الحقيقة.
تحصين المجتمع بالحماية المعنوية والنفسية من قبل المؤسسات المعنية (طبية أو إدارية) حكومية أو مدنية.
تشمل حملات التثقيف وتحليل الأخبار ذاتيا، والتحصين النفسي، المدارس بمراحلها كافة، والعائلات، ومنتسبي الدوائر الرسمية، وأفراد المجتمع الآخرين.
إطلاق حملات كبرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا (الفيس بوك)، لكشف الشائعات، والكف بقوة عن المساهمة في ترويجها أو تأكيدها.
ينبغي أن يكون هناك دور للمراقبة والمتابعة والتشريع لرصد مصادر وأدوار نشر مثل هذه الأخبار وفضحها.
لابد من التثبت من الأخبار، والتفكر في محتوى الإشاعة، واعتبار الناقل لإشاعة من الفاسقين،
بهذه السبل وبغيرها من الإجراءات التي تعتمدها الجهات ذات العلاقة، يمكن أن نسهم إلى حد كبير في تقليل تأثيرات هذا النوع من الإشاعات التي تبدو للرائي كأنها حقيقة مثبتة، لكن مثل هذه الحلول التي ينبغي أن نعتمدها لا يمكن أن تعطي ثمارها بين ليلة وضحاها، بل علينا العمل بمثابر وعلمية وجهود منتظمة قد تستغرق منا الكثير من الجهود والوقت أيضا، لكنها بالنتيجة سوف تجعلنا أكثر قدرة بكثير عمّا نحن عليه الآن في مواجهة كل الأساليب التي تسعى لتمزيق النسيج المجتمعي في الجانبين النفسي والأمني، وعلى الحركة الإسلامية تعهد أعضائها وتنبيههم لأخطار الإشاعات وعقوبتها في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 – 12].
عبد الرحيم مفكير