بقلم : خالد الخضري
في معظم، بل في سائر الموانئ المغربية حيث تربض قوارب الصيد بمختلف أحجامها وأشكالها، تحمل هذه القوارب أسماء أو ألقاب نسوية! فهذا الصباح وأنا في طريقي للبريجة قادما من البيضاء على الطريق الساحلية، توقفت كما أفعل دائما لاحتساء قهوة بشاطئ سيدي رحال واقتناء سمك طازج.. إلا أنه لم يكن هناك سمك هذا الصباح لأن “البحر خايب” كما قال لي أحد البحارة هناك حين سألته مردفا: ” وكاينة (الموبيطا) ” وتعني “الجو رديء” وهي مشتقة من العبارة الفرنسية: “Mauvais temps”.
فمن بين 16 قاربا، تحمل 10 منها أسماء نسوية: كوثر – ربيعة – شادية – سميرة – عواطف – الخضرا – مريم – الزهراوية – تويجرة – السالمية….
سألت بحارا كبيرا (السيد ثابت 82 سنة) فلم يرد ردا مقنعا.. قال لي فقط بطريقة تحيل على المزاح أكثر من أي شيئ آخر: “لكون المرأة أصبحت هي كلشي.. طلعت ليها” في حين رد بحار متوسط العمر، السيد سعيد: “هذا تقليد متوارث منذ عهد قديم فأجدادنا كانوا يفعلون هذا.. فمنهم/منا من يكتب بالدرجة الأولى اسم والدته، ليأتي بعدها اسم البنت ثم الزوجة فالحبيبة أو (الصحيبة Shayba) – قال هذا وضحك – فكلا وعلى من طاح حبو”.. وهذا الاسم إلزامي لتسجيل القارب لدى السلطات والجهات المعنية. لكنه قبل الانتهاء، أجاب سعيد وهو يبتسم ابتسامة المقتنع والمقنع: “ولأن اسم القارب بالدارجة ال(فلوكة) وهو مشتق من اللغة الفرنسية المؤنثة أيضا: “La Felouque” .. فالفلوكة أصلا سيدة.. امرأة.. ولا نقول: السي لفلوك!! “
بشكل أو بآخر، سعيد البحار معه حق…