الى اين يسير حزب الاستقلال؟ الجزء الثاني

في البداية كان  لا بد من الإشارة الى ان حرب الاستوزار قد انتهت داخل الحزب العتيد . و ان الوزراء المعينين باسم الحزب العتيد قد وجد لهم  نزار البركة شهادة  تبوث النسب  للحزب. و في هذا الاطار اكد لبرنامج  حديث  مع الصحافة الذي بثته القناة  الثانية يوم الأربعاء  9/12/2021  بانهم استقلاليون و قال لمحاوره ” هما استقلاليين و استقلاليات  ،هما أعضاء  في الروابط المهنية و ساهموا في النجاح ديال الحزب .و منخارطين في حزب الاستقلال “.

لن اناقش أجوبة الأمين العام التي لم تقنعني كمتتبع  . و لكن كانت  شهادته بردا و سلاما على الذين عابوا عليه طريقة المفاوضات التي انتهت بنتائج ضعيفة لفائدة الحزب و مناضليه . لكن هل نحمل الأمين العام لوحده هذه النتائج ؟ ام ان هناك تراكما ساهم فيما جناه الحزب العتيد في هذه المفاوضات .؟

فإذا كان السيد نزار بركة قد دافع عن وزرائه الثلاثة و اثبت نسبهم للحزب حتى ينتهي جدال الاستوزار ، فلربما كانت هناك حوارات داخلية مارطونية بين مكونات الحزب ، بين اهل الطموح للاستوزار و بين  النافذين داخل الحزب .  و انتهى هذا الفصل بالنتائج التي يعرفها الجميع .

لكن قبل ذلك كانت مرحلة مهمة في الحياة السياسية المغربية و التي تكون مرحلية . اتحدث عن الانتخابات . فمن ترشح ؟ و من اخذ التزكيات ضدا على المناضلين ؟

يمكن العودة الى سابع أكتوبر . فمثلا  في برشيد . حيث ان القيادي الاستقلالي الذي يشغل منسقا جهويا ( البيضاء – سطات ) هو من دبر عملية الانتخابات . و النتائج بالجهة قد تجعله ناجحا في مهامه .و بتنسيق و توافق مع القيادة التي أعطت الضوء الأخضر لترشيح مجموعة من الوجوه التي كانت الى الامس القريب تنتقد الحزب العتيد . وجوها ترشح في كل استحقاق برمز حزب معين . و على هذا فقد نجد غدا  تيارات داخل الحزب من قبيل  تيار الحركة الشعبية او تيار الحزب الوطني الديمقراطي .

لكن الذي يعاب على الحزب و مسؤوليه  هو الاهتمام بذوي القربى اكثر من اي معيار اخر  . و الامثلة كثيرة : سومية قديري برلمانية عن طريق اللائحة الجهوية . و طارق قديري برلماني عن طريق اللائحة المحلية لإقليم برشيد . و في نفس الوقت رئيس المجلس الجماعي لمدينة برشيد . و فؤاد قديري مستشار برلماني بعد تموقعه وكيلا للائحة حزب الاستقلال فئة المجالس الجهوية حيث يشغل كذلك نائبا  لرئيس مجلس جهة البيضاء – سطات .اللهم بارك  و زد في ذلك .

نفس الامر يقال عن ال الطرمونية بإقليم الجديدة . فمبارك الطرمونية برلمانيا عن إقليم الجديدة و رئيسا لمجلس جماعة متوح .و عضو المجلس الإقليمي للجديدة .و ابنه عثمان هو رئيس جماعة أولاد افرج . و كاتب مجلس جهة البيضاء – سطات .و مستشار برلماني . و رئيس لجنة الانتاجات القطاعية بمجلس المستشارين .

و بجهة فاس مكناس اصر عبد الواحد الانصاري عضو اللجنة التنفيذية منسق جهة فاس مكناس على ان يكون وكيلا للائحة حزب الاستقلال للانتخابات التشريعية بمكناس  التي اعطته مقعدا بالبرلمان .  و حرص كذلك على ان يكون وكيلا للائحة الحزب لانتخاب أعضاء مجلس جهة فاس مكناس و اصبح على ضوئها رئيسا للجهة . ومروى الانصاري هي وكيلة الحزب للانتخابات التشريعية باللائحة الجهوية التي خولت لها مقعدا بقبة البرلمان.

 هي ثلاثة نماذج للعمل الحزبي الذي ينفر( الفاء المشددة المكسورة) الكتلة الناخبة من الذهاب لصناديق الاقتراع . هي نماذج داخل حزب يجعل من بين أولوياته الديمقراطية . هو حزب يجعل من أولوياته التناوب على المسؤوليات . هو حزب يجعل من بين أولوياته القطع مع تكدس المسؤوليات في يد واحدة . حزب يجعل من بين أولوياته تكافؤ الفرص .فكيف لشخص واحد ان يكون ناجحا في مهام تنظيمية وانتدابية كثيرة الى حد التخمة ؟

فاذا كان المشرع قد اقر حالات التنافي في المهام الانتدابية  فالمبتغى هو عدم تكديس مجموعة مهام في يد واحدة ستوصل حتما إلى نتائج سلبية . فالذي يجمع بين أربعة مهام كالذي يجمع بين أربعة نساء . فلن يعدل حتى و لو حرص . لكن أليس في الحزب العتيد من ينتقد هذه الأمور و يرفضها ؟ أليست هذه الأمور ضد التوجه العام للحزب . هل أصيب الحزب بالعقم في انتاج أطر ذات كفاءة لتحمل المسؤوليات الانتدابية ؟ ام ان المتمكن داخل الحزب العتيد يأكل الكعكة لوحده و ينتظر المناضلون ما تجود به فضلات موائده ؟ لكل هذا نقول مرة ثانية الى اين يسير حزب الاستقلال ؟