بقلم أبو ايوب .
مقالنا لهذا اليوم نجمع فيه عصارة مقالين يحملان العنوانين اعلاه ، و الغرض تحليل وقع الواقع المفروض علينا شئنا ام ابينا . و هو الحاصل على الأرض في ظل فشل الديبلوماسية المغربية في تدبير الامور قاريا. اقليميا. جهويا. دوليا ، و الدليل على هذا ما حللناه سابقا في مقالات عدة تناولت سوء تدبير الوزارة المعنية و مدى تورطها بعلم منها ام بدونه في خلق ازمات المغرب مع محيطه ….هو في غنى عنها ( اسبانيا. المانيا. موريتانيا…..مثالا لا حصرا ) ، اليس كذلك ؟ بلى و لكن ليطمئن قلبي .
اليوم نعود من جديد لاستكمال ما تعرضنا له في المقالين…..، لنشير الى مكامن الضعف و الاخطار المحدقة بالمغرب الوطن ، من زاوية التقاعس الخطير او لنقل بعدم التمكن في التصدي للاطروحات المعادية نظرا للظرفية وووو…..، كما أود الاشارة ايضا الى ما طبلنا له هللنا و تغنينا به و اعتبرناه انتصارا ديبلوماسيا مبهرا باهرا( عضوية المغرب بمفوضية السلم و الامن الافريقي لمدة ثلاث سنوات ) ، و تجدر الاشارة الى ان المغرب سبق له نيل العضوية لمدة سنتين و اليوم نالها لمدة ثلاث سنوات بعدما تنازلت ليبيا عن ترشيحها بأسم شمال افريقيا المغرب العربي، ثم نربط هذا بمقالات عدة نشرت على موقع الجديدة نيوز حملت عناوين شتى من قبيل ( الابواب المشرعة. باي باي ماما فرنسا. سياسة البهرجة و سياسة لفراجة. ومضات تاريخية بأجزاءها الخمس…….
افريقيا اوروبيا :
قلت بعدم التمكن في التصدي ….بالتالي الفشل و الاقرار بأن الانتصار هو مجرد سراب بدليل ، المغرب كدولة و كنظام و كشعب قال رسميا بأن السعي المبتغى و المتوخى هو طرد الخصم من الاتحاد الافريقي باعتباره جسما دخيلا ( الخطاب الملكي الجوابي على الجزائر بمناسبة عيد وطني مغربي مثال) ، كما سوقنا و روجنا بأن انتخاب المملكة لعضوية مجلس السلم و الامن هذا ، من شأنه فتح الطريق للمغرب و حلفائه بادخال تعديلات على القانون التأسيسي للاتحاد الافريقي ، تعديلات تسمح بطرد المرتزقة الواهمون الهائمون المتوهمون قطاع الطرق الانفصاليون …..
و رغم علمنا بأن القانون التأسيسي للاتحاد القاري ينص بصراحة ( تجميد عضوية و ليس الطرد ، في حالة الاستيلاء على السلطة على اثر حدوث انقلاب عسكري ، مصر. مالي. افريقيا الوسطى…..مثال ) ، ، فاذا بنا نتفاجأ اليوم بغزوة القمة الرئاسية الاوروافريقية و حضور كامل الاوصاف هذا ، و ما تمخض عنها من لقائات مغربية جبهوية مع الاسبان مثلا ، كما تفاجأنا بالأمس كذلك بغزوة البرلمانات الاوروبية بكل من المانيا و فرنسا و اسبانيا و جزر الكناري و برلمانات أسكندينافيا ، نتفاجأ اللحظة بما خلص اليه لقاء ديميستورا مع وزيرة خارجية السويد نيابة عن اسكندينافيا ، و هو الموقف الداعم لتنظيم استفتاء و تقرير مصير …..، فعن اي انتصارات نتحدت اليوم على ضوء تصدع جبهة داخلية أو شروخ حاضنة شعبية بشهادة الجميع ( ذكرى 20 فبراير مثال و ما صاحبها من بوادر ثورة جياع أو لنعترف ببداية مؤشرات قلاقل اجتماعية تلوح في الافق و حرب الاستزاف الثانية بالصحراء و معظلة الجفاف ….؟).
في الوقت الذي كنا نسعى فيه الى اعادة التموقع و التموضع للتأثير على القرار الافريقي فيما يخص القضية الوطنية ، تموقع الخصم بالاتحاد الاوروبي و وطد تموضعه و القاسم المشترك بين التموضع و التموقع قضية وجود و ليست قضية حدود شأنها في هذا كقضية تيمور الشرقية و جنوب السودان و قضية فلسطين بحسب المفهوم الدولي ( الموقف الاسباني الالماني الروسي الصيني البريطاني الامريكي ….و خير مثال ما تم نشره على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الامريكية ( خريطة اللقاح في مجمل دول العالم و خريطة المغرب مبثورة من الصحراء ) ، فماذا يعني هذا ، زلة قلم ام خطأ أم رسالة بمعنى من المعاني ؟.
العنوان الابرز فيما يعنينا نحن ، حلم الريادة و الزعامة في منطقة حيوية جيوستراتيجية تبخر و هذه خسارة ديبلوماسية تنضاف لمجمل ما هللنا و ما طبلنا له من انتصارات سرعان ما ذهبت ادراج الرياح . عصب الاشكالية غاز بالدرجة الاولى و ملأ فراغ جيوستراتيجي تحوزته الجارة الشرقية بدون منازع ، من زاوية المحور و الحلفاء في مواجهة الحلف و الادوات و هذا ما دأبت على ترديده في مقالات تحليلية للواقع المر الذي نجتره نحن كمغاربة ، و هو اقتناع منطقي عقلاني بتجرد من العاطفة و حب الانتماء ( تكفي نظرة حواليك و على ما يجري في الوطن و اكتشف بنفسك هول الكارثة ) .
و لمن اراد الدليل بلغة العد و الحساب و الجبر و اللوغارتميات وفق المنطق و العقلانية و بدون تعصب يذكر ، أسمح لنفسي باستعراض نماذج حمالة رسائل سياسية. قانونية. اقتصادية. جيوستراتيجية مدعومة بمفهوم القوة العسكرية من حيث غزارة الانتاج و نوعيته …و تأثيرات هذا على مسرح السياسات الدولية بين عالم كان احادي القطب و عالم يتبلور متعدد الاقطاب ، قطب الرحى فيه محور و حلفاء يتمدد على حساب حلف و ادوات يتبدد ( افغانستان. اليمن. مالي. سوريا. لبنان. ايران ….مثال )، قلت اسمح ل…..و علاقة هذا بقطب الرحى في المحور و الحلفاء ، و للتوضيح اكثر حتى لا تختلط المفاهيم و التأويلات استعرض أحداث :
* تصادف انعقاد القمة السادسة ( سياسيا/ اقتصاديا) بين الاتحادين الاوروبي الافريقي ببروكسيل عاصمة الاتحاد و حلف شمال الاطلسي ، مع القمة السادسة للدول المنتجة للغاز ( روسيا. قطر. الجزائر.نيجيريا. ايران ” في ظل العقوبات. السويد…….) . و ما بين التموقع السياسي الذي غاب عنه تبون في قمة الشراكة الافرواوروبية ، فضل التموضع الطاقي الذي جسده بحضوره شخصيا في قمة قطر للدول المنتجة للغاز، و من ثم الدفع بها الى تغيير موقفها من سوريا و انهاء تمويلها لحركات الاسلام السياسوي ( الاخوان المسلمون مثال ).
* زيارته هذه للخليج سوف تشمل الكويت رغم عدم الاعلان عنها رسميا ، بالتالي الزيارة تكتسب بعدها السياسي فيما يتعلق بانعقاد القمة العربية المرتقبة بالجزائر و تأييد هذه الدول مشاركتها فيها بحضور وازن قد يفوق كل التوقعات ( السعودية مثال سيمثلها ولي العهد الامير محمد بن سلمان ) ، و هذا ما سوف يؤثر ايجابا على حضور الزعامات الخليجية من مستوى عال .
* الجمع ما بين ما هو سياسي او طاقي و ما بين بعديهما القانوني الاستراتيجي من منظور حقيقة المحور و الحلفاء….و الحلف و الأدوات تتوضح اليوم الرؤيا اكثر فأكثر ، فمن الغلبة يا ترى و في اي مسار تتجه الامور دوليا على ضوء حرب الغاز و ارتفاع أسعاره في الاسواق الدولية ( +600% قيمة الزيادة ) ؟. و ما بين السياسي و الطاقوي يستكمل التموقع و التموضع ضمن رؤيا المحور و الحلفاء رغم غياب ايران عن قمة منتجي الغاز ( للاشارة آبار الغاز القطري ملكية مشتركة مناصفة مع ايران ) .
* اتفاقية نيامي عاصمة النيجر بين وزراء الطاقة ( الجزائر. نيجيريا. النيجر) خلصت بالتوقيع على مشروع الانابيب الناقلة للغاز النيجيري نحو اوروبا ( حوالي 30 مليار متر مكعب سنويا ) ، المشروع هذا سيغذي امدادات الغاز الجزائري نحو اوروبا عبر الانابيب الثلاث( تونس. مالطا. الابيض التوسط نحو اسبانيا و البرتغال ، و هذا ما يعتبر قيمة مضافة في حالة اندلاع الحرب باوكرانيا و غلق الانبوب الروسي ، أي بما معناه ان مستقبل اوروبا الخاصرة الرخوة لحلف شمال الاطلسي مرهون بالغاز ، و الغاز هذا لن توفره بالمطلق امريكا و لا قطر لسد الحاجيات الاوروبية ( للاشارة الجزائر دولة غازية و ليست نفطية بخلاف السعودية .الكويت. الامارات مثال )، بالتال من ينتج الغاز يتحكم في اللعبة بحسب منطق الاشياء .
* سياسيا و عشية سفر تبون نحو قطر و الكويت ، و قبل مغادرته الجزائر استقبل رئيس الاتحاد الدولي للهلال الاحمر التابع للأمم المتحدة ، حيث خصه باستقبال رسمي قبل مغادرة الاخير في زيارة رسمية لمخيمات( اللاجؤون. المختطفون. المحتجزون…) للوقوف على حقيقة الوضع مع رفع تقرير ….
اليوم و بتجرد من العاطفة ……..أتسائل بعفوية عاطفية و عقلانية رغم الفارق بين العاطفة و العقل ، اتسائل عن الانتصارات و الانجازات ، اتسائل عن التموقع الغازي و التموضع السياسي و التقوقع البهرجي في جلباب جبهة داخلية متصدعة و حاضنة شعبية مشروخة بحسب الواقع المعاش الذي لا يتناطح بشأنه عنزان ، و من به ريب و شك ذكرى تخليد 20 ….مثال ، و ما عاشته مدن القنيطرة و سلا و بني ملال و الجديدة و سيدي بنور و الداخلة و العيون و بوجدور وو. ، .من منظور ( شتان ما بين سياسة البهرجة و سياسة لفراجة ( الذي كان عنوان مقال نشر على الجديدة نيوز منذ حوالي اربع سنوات و نيف )، فلربما ثورة الجياع تطرق الابواب من يدري ؟
* ارتفاع مهول للاسعار عنوان ما رددته غالبية الشعب المغربي( وضعية مزرية بكل المقاييس) ، على ضوء حرب استنزاف ثانية بالصحراء و ما يترتب عنها من تكاليف مالية و ما تستوجبه هذا من جهد ديبلوماسي و اعباء على كافة الاصعدة ….ووو…..، تثقل كاهل خزينة الدولة ، و بالرغم من الانكار الرسمي للحرب هذه يبقى الوضع في حكم الميؤوس منه ( القمة الاوروافريقية مثال) ، و هذا لن يغير شيئا من الاشكالية، لذا وجب طرح التساؤل هذا من زاوية تحليلية منطقية عقلانية بتجرد من …..من هم الوطنيون المحافظون على الثروات البشرية للوطن و اساسها الاستثمار في العنصر البشري و من هم الناهبون لثروات الوطن استحمارا لنفس هذا العنصر البشري ؟، فالشعب ضحى بما يكفي و زيادة ، فهل تضحي بقية الشعب الناهبة المتورطة المستبدلة المستبغلة لقطيع داب ثنائية الحوافر بحسب نعث و وصف الطبقة المستحودة على ثروات و ثروات ……
انعمتم مساءا كل بحسب تموقعه او تموضعه ….بس و فقط … تذكر فان الذكرى تنفع …فالتكرار يعلم الحمار ….و حمرنا او حميرنا كثر .
الجديدة اليوم