الخميس. نوفمبر 21st, 2024

ربيعة النايلية.. الجزائرية العصامية التي استوطنت زايو.

منقول عن زايوسيتي

بقلم : سعيد قدوري
سعيا منا في أن تكون بوابة “زايوسيتي.نت” جسرا للتواصل بين الجميع داخل وخارج أرض الوطن، ونزولاً عند رغبة مجموعة من زوار الموقع في تخصيص نافذة لعرض صور قديمة ونادرة في جميع المجالات؛ الرياضية، التربوية، التاريخية.. نواصل عرض ما نتوصل به من تاريخ منسي لهذه المدينة.
إنها ربيعة النايلية، ازدادت بالجزائر، وتحديدا ببوسعادة.. تنتمي لقبيلة أولاد نايل، المتواجدة بولاية الجلفة وسط الجزائر.
قبيلة أولاد نائل هي قبيلة كبيرة العدد تتشكل من عدة أفخاذ ينتشرون في كامل أرجاء وسط الجزائر ويتمركزون على الخصوص في ولاية الجلفة يتميز أولاد نائل بثرائهم الواسع وبكرمهم ونخوتهم، وهم من الشرفاء.
كانت ربيعة تعيش رفقة زوجها “بوحجر” في مدينة “المسيلة” الجزائرية، وأنجبت منه بومدين والمختار، كما أنجبت منه “راضية” التي توفيت بعد بلوغها سنتها الأولى.

سنة 1909، اشتد الصراع بين المجاهدين في الجزائر والمستعمر الفرنسي، وكان زوج ربيعة واحدا من المجاهدين المرابطين في جبال أولاد نايل، وقد تعرض للقتل على يد الفرنسيين خلال هذه السنة.
لم تقو ربيعة على اعتداءات الفرنسيين، لتقرر حمل ولديْها والهجرة غربا، حتى حطت الرحال في زايو سنة 1910، تاركة وراءها ممتلكاتها في الجزائر، لكنها استطاعت حمل ذهبها معها وإخفائه على قطاع الطرق.
استقرت ربيعة بالقرب من المنطقة المعروفة ب”اشرب واهرب”، وتعاطت للتجارة من أجل إعالة ولديْها. وقد رفضت الزواج من كل من تقدم إليها، خشية على أبنائها من الضياع.
قاومت ربيعة قساوة الحياة بعصاميتها وجديتها واجتهادها، وهي المرأة الشريفة ذات النسب الكريم، فكانت صورة حقيقية لشهامة أجدادها.
كبر ابنيْ ربيعة وتزوج كل واحد منهما، فنَعُمَتْ برؤية أحفادها، لتُكمل رسالتها في هذه الحياة الدنيا، وتغادر إلى دار البقاء سنة 1940.
واصل ابنيْ ربيعة مسارهما وتعاطى كل واحد منهما التجارة، وتَمَلَّكا الأراضي، لتكبر العائلة، وتكون هذه المرأة المجاهدة صورة لشهامة ونبل نساء تلك الفترة.

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *