بقلم ابو ايوب .
مقالي هذا اهداء لرب اخ لم تلده امي ، الاعلامي المتميز العصامي القابع خلف القضبان بالعدير مدير موقع الجديدة نيوز ذ ع.س حكار ، اهداء بمناسبة نشره لمقال تطرق للفارق بين سياسة البهرجة و سياسة لفراجة ، و كان هذا منذ حوالي اربع سنوات خلت على اقل تقدير ، اسوة بمقال آخر مضمونه المغرب في مواجهة الامم المتحدة و قضية الصحراء عنوان المواجهة ، و قد اشرت عبره الى مقال تناول الازمة المغربية الاممية صدر بصحيفة ما وراء الحدث لصاحبه د ع. ح. العوني بتاريخ آخر اسبوع من شهر يوليوز من سنة 2014 .
اليوم يتأكد بالملموس صدقية التحليل و مصداقية التنبؤات ، من خلال ما يجري على ارض الواقع سواء توافقنا او اختلفنا ( مشاركة الوهم كما نروج له في القمة الاوروافريقية التي انعقدت قبل اشهر ببروكسيل / القمة الافريقية الاستثنائية التي انعقدت مؤخرا بمالابو عاصمة غينيا الاستوائية ” ظهور رئيس الوهم بالصفوف الامامية و ممثل المغرب وزير الخارجية بالصفوف الخلفية ، معالي الوزير ادار ظهره و كانه يهم بالمغادرة ! الصورة التذكارية منشورة على موقع القمة الاستثنائية ، بالتالي هي صورة تؤرخ لصراع بين الوهم المتوهم و الواهم الحالم ، كيف ذلك ؟
Just returned from my first trip to TINDOUF and THE sahrawi refugee camps , Proud to support , UNHCR-WFD-UNICEF For……, لست انا القائل بل عصارة ما دونته السفيرة الامريكية بالجزائر في تغريدتها على حسابها بالتويتر ، و معناه بلغة الضاد ، بمجرد عودتي من اول زيارة لتندوف و مخيمات اللاجئين الصحراويين ، فخورة بدعم مجهودات منظمة الهلال الاحمر الدولي و برنامج الغذاء العالمي و منظمة اليونيسيف لغوث اللاجئين.
الامر يتعلق بتصريحات مسؤولة امريكية تابعة لكتابة الدولة في الخارجية الامريكية ، و قد تصادفت الزيارة مع انطلاق المنتدى المغاربي بالعيون لدعم مقترح الحكم الذاتي بالصحراء ، كما تزامن الحدث مع انطلاق فعاليات المهرجان الافريقي للالعاب التقليدية في نسخته الرابعة بمدينة السمارة الذي تراسه عامل الاقليم .
السفيرة شوهدت و هي تتجول بالمخيمات و قد حظيت بحفل حناء ، كما اشرفت على افتتاح مركز لتعلم الانجليزية مصحوبة بصحراويات ، هنا اتسائل بتجرد من العاطفة و بكل موضوعية ، اين ذهب اعتراف ترامب بمغربية الصحراء و لماذا لم يتم بعد افتتاح قنصلية امريكية بمدينة الداخلة رغم وعد ترامب ، لا سيما بعد قرابة سنتين من مغادرته البيت البيضاوي ؟ كما اتسائل ايضا لماذا لم يتم بعد تعيين سفير امريكي بالمغرب و الاكتفاء فقط بالقائم بالاعمال ؟ ام ان الامر يتعلق بمهمة محدودة في الزمكان و بمجرد الانتهاء من تاديتها فلا داعي لوجود سفير ؟ في اشارة واضحة للاتفاقية الابراهيمية التي لم تنتهي فصولها بعد .
بالمناسبة آخر سفير امريكي معين بالمملكة كان ديفيد فيشر ، و هو الذي عين في اول منصب ديبلوماسي له نهاية عهدة ترامب ، و بخروج ترامب من البيت الابيض انهيت مهام السفير الذي لم يعمر طويلا ، و كأني قد جيئ به فقط للاشراف البهلواني على مسرحية رديئة الاخراج تم تناولها من منطلق بهرجي بدل ان يكون المنطلق فرجوي ، و هذا ما يطرح اكثر من علامة استفهام كبرى حول الشوائب التي تعتري علاقات المغرب و امريكا !
للعلم و بحسب الاعراف الديبلوماسية المتعارف عليها دوليا ، عدم تعيين سفير او استدعاء سفير او الاكتفاء بتمثيلية دونية ، عربون ازمة او خطب او سوء تفاهم ما اعترى العلاقات الثنائية بين بلدين ، اليس كذلك ؟ بالتالي الامر ينطبق تماما على العلاقات الثنائية الامريكية المغربية و تضارب المواقف بخصوص قضايا معينة من ضمنها قضية الصحراء، و لا ادل على هذا ، تصريحات كبار المسؤولين الامريكين في مناسبات عدة ، اعلنوا عبرها دعم امريكا للمساعي الاممية ………، و لا ادنى اشارة لما سوق بانه اعتراف امريكي بمغربية الصحراء .
وزير الدفاع و في خرجتين له تباعا صرح بان مناورات الاسد الافريقي لن تشمل جغرافية الصحراء المتنازع عليها ، و كان هذا ردا رسميا امريكيا على تصريحات كبار المسؤولين المغاربة ( العثماني مثالا لا حصرا حتى لا اصعد للسلك طفيفا ) ، كذلك اعلن وزير الخارجية بلينكن و صرح بدعم بلاده لقرارات الشرعية الدولية ، في الوقت الذي كان المستحب الاعلان الامريكي الرسمي للادارة الحالية بتبني و اقرار ما اعلنه ترامب بخصوص القضية ، المنطق التحليلي يقول هكذا اليس كذلك ؟ إما انك تعترف و تعلن ذلك صراحة و بدون لبس او التباس ، و إما انك لا تعترف بقرار ترامب و هنا ( بانت الفرشة ديال الاتفاقية الابراهيمية و ما افرزته من وقائع و احداث شملت كل المجالات ( تنسيق امني/ عسكري/ سياحة/فلاحة….، الا قضية الصحراء التي لم تعترف اسرائيل لحدود الساعة بمغربيتها رسميا كحكومة او كدولة ، بل الادهى انها لم تفتتح قنصلية لها بالصحراء بالرغم من تعزيز علاقات البلدين في شتى المجالات ) .
هنا بالضبط تتضح الصورة اكثر لمن لا زال يؤمن بالسراب ، سراب الفرق بين سياسة لفراجة و سياسة البهرجة. اما ان تكون او لا تكون عنوان المقال ، و عنوان اللحظة استدل من خلال ما غرد به مسرور المراكشي على حسابه في تويتر ، و لمن لا يعرفه فهو مغربي معتنق للديانة اليهودية التي يعترف بها ديننا الحنيف كديانة سماوية بقدر اعترافه بالمسيحية… و حتى لا نتهم بمعاداة السامية اليكم ما غرد به ( أجمل ما في التطبيع مع اخواننا المغاربة ، جمال المغربيات ………و بدرجة اقل باقي الدول العربية المطبعة ، لذا ادعو مواطني اسرائيل الى عدم تضييع الفرصة و زيارة المغرب…) .
سبحانك يا كريم على ما امسينا نفتخر به و نروج له ضمن رؤى تدبيرية لسياسة مجتمعية تروم الى مزيد من الهاء القطيع ، او ما بات يعرف بصناعة الوهم و كم هي المشاريع التي لم تر النور بعد سنين ( مستشفى اكادير ان كنتم تذكرون/ البرامج الاصلاحية للتعليم واو وا واو/ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” سنة 2000 كنا في المرتبة 123 عالميا بحسب تقرير الامم المتحدة ، اليوم و نحن في سنة 2022 و دائما بحسب تقرير الامم المتحدة لم نبرح نفس الترتيب..سنين و سنين مرت…، فهل تقدمنا ام تقهقرنا بسنوات ضوئية و اين يكم النجاح ؟ مثال) .
و حتى لا نزيغ او نبتعد قليلا عن صلب الموضوع ، موضوع تغريدة اخينا المغربي مسرور المراكشي ، لا بأس ان اتسائل بعفوية و موضوعية و بدون لغة خشب او…….، ثم انطلاقا من انتمائي لوطن استظل بظلاله و التحف بسماءه و اشرب ماءه و افترش ثراه و اتنفس هواءه ، الا تعد التغريدة المسرورية المراكشية هذه اشهارا و دعوة صريحة للسياحة الجنسية ، و هذا ما عبر عنه بأجمل ما في التطبيع مع ……. ؟ بالتالي السؤال يفرض نفسه حول حظوظ امكانية حدوث هذا في باقي البلدان المغاربية ( موريتانيا مثال …..!) ، لا اظن و لا اعتقد جزما بذلك ! فما هو رأيك اختي القارئة و اخي المتتبع فرأيكما جد مهم حتى نستطيع فهم الفارق بين سياسة لفراجة و سياسة البهرجة في الفضاء المغاربي بما يشمل دول الساحل و الصحراء…..