بقلم ابو ايوب
فحوى مقال نشر بالجديدة نيوز منذ اكثر من خمس سنوات خلت ، اهداءا لصاحب الموقع القابع خلف القضبان ، حيث تطرقت حينها الى كثرة تنقلات الوسيم البشوش الضاحك ولد تاونات ، فيلسوف و اسد الديبلوماسية المغربية في رحلاته المكوكية لمختلف اصقاع العالم دفاعا عن مصالح الوطن ، و قد قلت بالضبط انه لن يبرح طائرة الا ليستقل اخرى في اتجاه معين .
كثرة التنقلات و ما يتولد عنها من تصريحات تثير تساؤلات بعنوان بارز يعزز معنى العنوان ، اليوم يخلق الله من الشبه اربعين ثلاث منهم ظهروا ، و بدون العودة لأولهم ا، كتفي بمن بقي و اقصد بالحرف فلودومير زيلينسكي و خوصي مانويل الباريس في انتظار ان ينكشف الباقون من الاربعين ، و الفضل كل الفضل راجع للحرب الاوكرانية بالوكالة .
القاسم المشترك بين الثلاثة ، وسامتهما و بشاشتهما و حداثتهما في العمل الديبلوماسي ، و تشابههم الجسدي رغم وجود الفارق ، احد الثلاثة لا يرتدي نظارات لكن الابتسامة و البشاشة تبقى القاسم المشترك بينهما ، فضلا عن قلة خبرتهما في مجال العلاقات الدولية و سرعة انفعالهما و انعدام الخبرة او الحنكة الديبلوماسية ( كلهم شباب غير متمرسين دفع بهم دفعا لتصدر المشهد و ما تولد عنه من تغطية اعلامية مواكبة للتصريحات و المواقف المتخذة ) . قلت بالتنقلات المكوكية و ما تولد عنها من تصريحات و ما اثارت من تساؤلات ، و انا اعني بها اليوم ، ما قام به فلودومير و ما يقوم به الباريس .
الاول تسبب في نكسة و كارثة دولية بكل المقاييس اقتصاديا.عسكريا.انسانيا……و ما تولد عنها من ازمة غذاء و طاقة شملت بلدان المعمور لم يسلم من تداعياتها أحد ، باستثناء روسيا و الصين و من يواليهما من دول المحور و الحلفاء ( ايران. الجزائر مثال) ، حيث دفع دفعا لتصدر المشهد من حيث لا يدري اعتقادا منه بان الدور الذي جسده في اول افلامه و آخرها قابل للتجسيد على ارض الواقع ، فٱنظروا الى ما آلت اليه اوضاع اوكرانيا و من تسببت فيه من ازمات طالت دول كثيرة و على رأسها زعيمة النظام العالمي الجديد امريكا ( بايدن يصرح بان تحالف الصين كقوة اقتصادية مع روسيا كاول قوة نووية و…….يؤسسان لميلاد عالم جديد و بان المنظومة الغربية أصبحت في خبر كان و ما هي الا مسألة وقت .
فيما المتسلل للعمل الديبلوماسي و المتطفل على السياسة و العلاقات الدولية ، السفير السابق بفرنسا و مدى ارتباطه بالبلد المضيف سواء من حيث الجنسية او من زاوية الارتباط العائلي ( زوجته القاضية فرنسية و ابنته مستشارة بمكتب ماكرون ) ، كثرة تنقلاته لبروكسيل عاصمة الاتحاد الاوروبي و سعيه الى حشد الدعم الاوروبي في الازمة الاسبانية الجزائرية ، لم يؤتي بشيئ يذكر عدا تصريحات فضفاضة لمواطنه بوريل مفوض السياسات الخارجية ، و اخرى ملتوية لمفوضية الاتحاد في الشؤون التجارية ، بل تصريحاته الاخيرة تدل على عدم حنكته السياسية و تمرسه العمل الديبلوماسي ، اي بمعنى ، بدل ان يساهم في اطفاء الحريق اوقده.
تصريحات عوجاء و مواقف معبر عنها خرقاء جرت عليه وابلا من النقد و الشجب و التنديد تناولتها مختلف المواقع و الصحف الاسبانية (الموندو.الباييس.الكونفيدونسيال. الانديبانتي.لافانوغراديا.لارازون….) ، الى جانب الاحزاب السياسية و البرلمان و مجلس الشيوخ و منظمات المجتمع المدني…..حيث اجمعت على ان حكومة بيدرو سانشيز اساءت الى سمعة اسبانيا دوليا و اوروبيا ، بل تسببت في ازمة اقتصادية. سياسية.طاقية لم تشهدها اسبانيا منذ عشرات السنين ، وسط دعوات باستقالة سانشيز و وزير الخارجية ، بل ازداد الضغط اكثر على الحكومة بعد تسريب اخبار عن تورط رئيس الحكومة في التآمر على مصلحة البلد و الخيانة العظمى ( فحوى تقرير صادر عن بعض المصادر الاسرائيلية ) .
كثرة التنقلات و وفرة التصريحات التي تثير اكثر التساؤلات لا تعني بالضرورة مكاسب و نجاحات ، و الا لكانت خرجات زيلينسكي انقدت اوكرانيا و هزمت روسيا ، و تصريحات الباريس اخرجت اسبانيا من ازمتها الحالية ، بالتالي من دفع بهم لتصدر المشهد اول الشهود على الباصمين الموقعين على صك الاعتراف بأنهم مجرد كراكيز و ادوات وظيفية و فرقعات عاشورائية و قرابين على مذبح الهيكل ، و التخلي عنهم ان لم اقل التضحية بهم أضحت مسالة وقت لا اكثر ، و به وجب الاعلام .
فقط و بس تذكروا هذا فان الذكرى تنفع المؤمنين …..و لم لا حتى المدمنين…..على الاخبار و ما تتناقله القنوات و وسائل ( الانفصال الاجتماعي ) من تويترات و انستغرامات و تيكتوكات…..، زيلينسكي و الباريس طويت صفحتهما الى غير رجعة ، و الغرب عموما يترنح و الاصبع الشرقي على الزناد ، زناد عنوان تمدد محور و حلفاء على حساب تبدد حلف و ادوات كما دابت على ترديده ، فبشرى للراغبين في تغيير المواقع و الناقمين على الواقع .