حققت الدورة العاشرة للمهرجان الدولي ” ملحونيات ” التي احتضنتها أزمور خلال أيام 14 15 و16 يوليوز 2022 ،والمنظم من طرف الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة تحت اشراف عمالة الاقليم وبتعاون مع أكاديمية المملكة المغربية وبدعم من المكتب الشريف للفوسفاط والمجلس الاقليمي والجماعة الترابية ازمور المتابعة الجماهيرية التي كانت معقودة عليها ، والتي وصلت سقف 20 ألف متفرج ، تفاعلوا مع ألمع نجوم الملحون من المغرب وموريتانيان وفرنسا .
وإذا كانت أكاديمية المملكة المغربية ركبت تحديا وطنيا لصون تراث الملحون والحفاظ عليه من التحريف والضياع ، فمما لاشك فيه أن حجم الإقبال على ملحونيات أزمور ، ولد قناعة راسخة ألا خوف على الملحون ، الذي بدا شامخا في مدينة مولاي بوشعيب الرداد ، شموخ نهر أم الربيع ، بل أكثر من ذلك تم التأكد من أن أزمور ستظل قلعة حصينة على الدوام لفن الملحون المغربي .
كانت الدورة العاشرة لملحونيات أزمور ، جسرا قويا لخلق ترابط متواصل لهذا الفن الذي حجز لنفسه بمرور السنين ، مساحة كبيرة بربوع المغرب العربي الكبير ، ولعل الحضور المتوهج لفرقة “مركز ترانيم للفنون الشعبية ” من موريتانيا يعكس ذلك على الواقع .
وكانت احتفاليات التلاقي وحضرة الملحون وبهجت لسرار ، وهي ليالي الملحون الثلاث بأزمور بلمسة جوق من أمهر العازفين ببلادنا برئاسة العميد محمد الوالي ، زادها روعة وبهاء ، في تناغم كبير مع أصوات صدحت بمدح خير المرسلين والفياشية والتغني بأزمور وغيرها من القصائد الشهيرة
ولم يكن المهرجان مجحفا بل حقق المناصفة المطلوبة من خلال حضور وازن لنساء الملحون ، وضمنهن شيماء الرداف وهاجر أزهوري وسارة أزهوري وعدد من الموريتانيات .
ولأن المهرجان الدولي ملحونيات أزمور، والذي تشرف على تنظميه الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة تأسس لنشر متعة الملحون وإعادة إحيائها في النفوس ، وهو مقصد تحقق من دون شك ، بالنظر لتنامي الحضور الجماهيري من دورة لأخرى ، فهو كذلك محطة لتكريم عدد من النجوم والفعاليات الذين يسهمون من مواقع مختلفة في تمنيع فن الملحون ضد كل الأفات التي تتربص به .
وكانت الدورة فعلا مناسبة لتكريم كل من خالد إدريس من فرنسا والمكي سباطة من أزمور وعبدالله اليعقوبي مقدم الطائفة العيساوية بفاس ومحسن نورش عن مجموعة الأصالة للمديح والسماع بالرباط ومحمد العطاوي العسيكري شيخ الملحون بمراكش و الفنانة شيماء الرداف من أزمور محمد علي بلال مدير مركز ترانيم للفنون الشعبية بنواكشوط .
كما تم تكريم أكاديمية المملكة المغربية بالرباط ضيفة شرف الدورة العاشرة والتي ساهمت في أشغال الندوة العلمية التي نظمت على هامش المهرجان بمشاركة وازنة من اساتذة وباحتين جامعين : ذ احمد زنيبر ،ذمنير البصكري ،ذعبدالوهاب الفيلالي ،ذ عبدالصادق سالم ،ذ عبدالاله لبريكي ،ذ عبدالاله جنان ،ذ احمد مشكح والأستاذ نورالدين أفاية مدير المعهد الأكاديمي للفنون والمجمع الشريف للفوسفاط الداعم المؤسس لملحونيات ٱزمور وكرمت أكاديمية المملكة بدرعها عبدالإله جنان مدير المهرجان .
واختتم المهرجان الدولي ملحونيات على إيقاع نجاح غير مسبوق ، ساهم فيه فنانو وفنانات النسخة العاشرة بتميز كبير ،على ركح منصة عملاقة من الجيل الجديد للمنصات ببلادنا ، بحضور تقني رائع زاوج بين الصوت والصورة وإسقاطات فنية لصور من مدينة أزمور على شاشات عملاقة ، سهلت متابعة السهرات من زوايا مختلفة وبمتابعة امنية ساهمت فيه كل الجهات لتكون السهرات ممتعة ومجسدة الفرجة بكل تجلياتها .
بصعوبة كبيرة وعلى مضض ودعت أزمور مهرجانها في نسخته العاشرة ، ضاربة معه موعدا متجددا في النسخة الحادية عشرة في السنة المقبلة
والشكر موصول للداعم المؤسس والراعي الرسمي مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ، الشريك في ملحونيات على دعمه اللامشروط للإسهام في صون ثرات الملحون والحفاظ عليه