بقلم ابو ايوب
مقال الامس وثق لما تطرقت اليه و اعلنت من خلاله بأن امريكا بيتها اهون من بيت العنكبوت ، و قد تسائلت كذلك عن مصير الحلفاء او الادوات او الكيانات الوظيفية بأصح تعبير ، كما خلصت بأن الجميع في كفة واحدة و على ظهر نفس السفينة ، و هذا ما لمحت اليه بمقولة تمسك غريق بغريق فغرقا و غرقانا كثر، اليس كذلك ؟ بلى …و لكن ليطمئن قلبي .
* في سابقة من نوعها تشبه الى حد بعيد حدث من الخيال العلمي يصعب هضمه و تقبله ، بل اجزم ان مثله لا يقع الا في جمهوريات الموز او الانظمة الديكتاتورية و الدول العالمثالثية ، كيف ذلك؟( جهاز الإف.بي.آي يغير على مسكن ترامب بفلوريدا و يفرض طوقا امنيا عليه ، و بامر قضائي قام بمصادرة كل الوثائق و المستندات ….، تهجم حسبه ترامب توريط لوزارة العدل الأمريكية من لدن الديموقراطيين للنيل او القضاء على مستقبله السياسي ، للعلم الانتخابات على الابواب و الاولية منها تنطلق العام القادم ، فيما الانتخابات الرئاسية القادمة ستجرى سنة 2024 .
* الرئيس السابق ترامب لا زال يحظى بثقل في اوساط الحزب الجمهوري ، و هو بالمناسبة الحزب المسيطر على مجلس السيناتورات ” السينات او مجلس الشيوخ حيث له الاغلبية” ، في حين تعود الكلمة الفصل بمجلس النواب( الكابيتول) للحزب الديموقراطي ، اي بمعنى ان المجتمع الامريكي منقسم بين الجمهوريين و الديموقراطيين ، و في ظل عدم وجود ضامن لكفة الميزان السياسي ( حزب اخر او مستقلين ….و مدى تاثيرهم في اللعبة السياسية ) ، أكاد اجزم بان امريكا في طريقها و بخطوات حثيثة الى حرب اهلية ثانية ( الهجوم على الكابيتول اواخر عهدة ترامب مثال) .
* صحيح ان اغلبية الجمهوريين تتضامن مع ترامب ، لكنها في المقابل تعاتبه على عدم الانصات لوجهات نظر مخضرمي الحزب من امثال السيناتور جيمس اينهوف ( رئيس لجنة الشؤون الخارجية سابقا بمجلس الشيوخ/ رئيس لجنة الدفاع حاليا بنفس المجلس/ جون بولتون مستشار الامن القومي الامريكي السابق …) ، و هم بالمناسبة يعادون الطرح المغربي بخصوص الصحراء و يدعمون المسلسل الاممي و اجراء مفاوضات مباشرة بين المغرب و الجبهة تحت رعاية المبعوث الشخصي للامين العام الاممي السيد ديميستورا .
* الحزب الديموقراطي حزب الرئيس بايدن اليوم يعيش اسوء كابوس في تاريخ امريكا ، تدني شعبيته و الفضائح التي كشفت عنها الوقائع ، سواء ما تعلق منها بالملف النووي مع ايران ، او الازمة الاوكرانية و تخلي امريكا عن زيلينسكي ، او الازمة مع الصين بخصوص تايوان و زيارة نانسي بيلوسي و ما تولد عنها من مضاعفات و تداعيات ، أحداث و متغيرات ساهمت بقسط وفير في اضعاف شعبية الحزب ، فضلا عن الحالة الصحية للرئيس بايدن و التي تثير اكثر من علامات الاستفهام ” فيديوهات التقطت له و هو يصافح طيفا من خيال ” .
* اليوم أكاد اجزم بأن الانتخابات القادمة سنة 2024 ستكون بالضرورة من نصيب الجمهوريين ، كما اجزم بأن لا مكان فيها لترامب الذي يمني النفس بعدة ثانية ، لا سيما بعدما لطخت صورته من خلال مداهمة عناصر الاف.بي.اي لمسكنه و مصادرة … ، و كأني به بابلو ايسكوبار ، لكن في المقابل هناك ثأر جمهوري وجب احقاقه و ورقة ضغط سياسية قد تستعمل في الحملات الانتخابية القادمة …المستهذف تذكروا هذا جيدا معشر المتتب” عات” و ” عين” سيكون هانتر بايدن نجل الرئيس جو بايدن ، كيف ذلك ؟
* نجل الرئيس هانتر بايدن و HUNTER بالانجليزية تعني الصياد ، اصبح اليوم طريدة او طريد عدة اجهزة مخابرات على رأسها ( روسيا. الصين….) ، للدور المشبوه الذي لعبه من خلال استثمارات كبيرة في مختبرات الاسلحة الجرثومية و الفيروسية التي انكشفت على اثر العمليات العسكرية الروسية باوكرانيا ، و ما تولد عنها من كشف لمثيلاثها سواء ببعض دول الاتحاد السوفياتي السابقة او بنيجيريا مؤخرا ، بالتالي أصبح رأس HUNTER مطلوبا للجمهوريين لاذلال الحزب الديموقراطي برئاسة بايدن الاب اخذا بثأر ترامب كجمهوري و ليس كرئيس سابق ، و الهدف المنشود الفوز بالانتخابات القادمة توطئة و مقدمة لعهدتين متتاليتين .
للاشارة ، هذا هو السيناريو المخطط له امريكيا ، لكن المتغيرات في عالم اليوم قد تعصف بأحلام اليانكي او العم سام ، اي بما معناه ان روسيا و الصين و من خلفهما مجموعة البريكس المنفتحة على ايران. الجزائر.جنوب افريقيا. مصر ….، و على ضوء الهزال الاوروبي و عجز حلف شمال الاطلسي عن خوض اية حرب مستقبلية ” شهادة سكوت ريتر كبير مفتشي الامم المتحدة عن اسلحة الدمار الشامل بالعراق “، فضلا عن العجز الاسرائيلي بمنطقة الشرق الاوسط في تأمين الامن و الاستقرار لذاته .
بالتالي تصبح هذه كلها عوامل اجتمعت لترسم لنا صورة ، صورة توثق لأفول نجم امريكا و البداية بالدولار عملة السوق و ليس نهاية بانهاء التفوق العسكري و الثقل السياسي ، بالتالي اجزم بأن بيت اليانكي اصبح اليوم اهون من بيت العنكبوت ، و من به ريب او شك الايام بيننا (نهاية الامبراطوريات حتمية تاريخية ….و لكل شيء اذا ما تم نقصان ….كما قال الشاعر) . انعمتم مساءا ضاربا لكن و لكم موعدا اخر ما دام هناك رمق من حياة .