بقلم ابو ايوب
لا دولة عربية او افريقية او أسيوية و دول باقي المعمور سلمت من اذى الجيش الفرنسي ابان الحقبة الاستعمارية ، و فرنسا هذه بقيت على حالها و عهدها وفية لاستعبادها للشعوب المستضعفة حتى اليوم ، و هي نفسها المصنفة الثالثة عالميا من حيث احتياطي الذهب رغم عدم توفرها على مناجم المعدن الأصفر ، نهبها لخيرات 14 بلدا افريقيا يدر على خزائنها اكثر من 440 مليار دولار سنويا ( دولة مالي الثالثة افريقيا من حيث احتياطي الذهب مثال).
جمبري بيجار قصة من صلب الواقع الاستعماري الفرنسي بشمال غرب افريقيا ، تفاصيلها تعود الى سنة 1957 يوم عينت فرنسا المارشال بيجار قائدا للجيش الفرنسي بالجزائر ، و بيجار هذا اشتهر بقساوته و وحشيته و ساديته و نشوته الحيوانية في تعذيب كل حامل سلاح و محارب يقع في قبضته ، معركة الجزائر العاصمة سنة 57 شاهدة على فضائعه المروعة التي تبقى وصمة عار في جبين فرنسا ، اسوة بفضائعها في المغرب و تونس و موريتانيا و السينغال و باقي دول غرب افريقيا ، و هي بالمناسبة جرائم حرب لا تسقط بالتقادم و لا بالتكفير عن الذنب .
من بين افضع جرائمه ضد الانسانية ، اصداره لاوامر بخطف المقاومين من داخل السجون و ترحيلهم الى اماكن مجهولة ، حيث يقوم بتعذيبهم بطرق سادية لم تسلم منها حتى اسرهم نساءا و رجالا ، و للتخلص منهم كان يأمر بوضع ارجل السجناء و هم مكبلون في وعاءات مملوءة بالاسمنت و ينتظر حتى تتصلب الاسمنت ، ثم يقوم بنقلهم على مثن المروحيات و يلقون في البحر ، الى ان بلغ عدد السجناء و السجينات اكثر من 8000 غريق ، هذه المأساة الانسانية دفعت بالمؤرخين الى اطلاق اسم ( جمبري بيجار) على فضائع المارشال الفرنسي .
و من غرائب الصدف مغربيا ، تمثل الجنرال أوفقير قائد المحاولتين الانقلابيتين على العاهل الراحل الحسن الثاني رحمه الله ، قلت تمثل اوفقير و هو وزيرا للداخلية و وزيرا للدفاع بداية الستينيات و عشقه لاسلوب بيجار ، دفع به الى خطف اعضاء جيش التحرير المغربي الذين رفضوا القاء السلاح بالجنوب المغربي وقتذاك ( طرفاية و سيدي ايفني ) ، و فضلوا مواصلة الكفاح المسلح ضد اسبانيا ، و كانوا معتقلين بسجون الدار البيضاء بتهمة عصيان الاوامر .
و قد استغل احداث الدار البيضاء ستينيات القرن الماضي بعد اقالة حكومة المرحوم عبد الله ابراهيم و اعلان حالة الاستثناء ، بحيث امر بربط ارجل اعضاء جيش التحرير المعتقلين بسجن اغبيلة بمستطيلات الأرصفة ، قبل نقلهم بواسطة المروحيات و القائهم في مياه الاطلسي ( لا قبر للترحم على….و لا من شاف و لا من دري ) ، و هو نفس الاسلوب الذي نهجته القوات الامريكية عندما قامت باغتيال زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن اثناء العملية العسكرية بباكستان ، لتلقي من بعد بجثمانه في مياه المحيط الهندي كما جاءت على لسان الناطق الرسمي باسم الادارة الامريكية .