بقلم : أسماء غريب.
يوم الجمعة 14 أكتوبر سيبقى منقوشا في ذاكرتي وفي ذاكرة ابنتي ندى التي عاشت لحظة تواصل إنساني مع ملك البلاد لا تتكرر كثيرا..
كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف مساء وأنا عائدة على متن سيارتي من سجن العرجات رفقة ابنتي ندى و ابني رضى بعد الزيارة الأسبوعية لتوفيق، وفي مدخل مدينة سلا وبالضبط قرب القصر الملكي وإذا بسيارة رباعية الدفع تقف بالموازاة مع سيارتي وينفتح زجاجها ليظهر جلالة الملك محمد السادس وهو يلوح بيديه الكريمتين إلى ابنتي ندى التي بمجرد ما وقع نظرها عليه حتى صرخت بأعلى صوتها: الملك الملك …وهي تبادله التحية بيديها الصغيرتين..
كانت لحظة قصيرة في زمانها ولكنها كانت عميقة في رمزيتها وفي دلالاتها.
ربما لا يدري الملك من تكون تلك الفتاة، ولا يدري
من تكون المرأة التي كانت تقود تلك السيارة..
لكن ربما يكون قد لمس مشاعر الحزن وأحس بمظاهر الألم على محيا تلك الفتاة الصغيرة وهي تطل من زجاج السيارة، فدفعته مشاعر الأبوة وأحاسيس الحنان إلى القيام بتلك اللفتة الإنسانية الرائعة، وليرسم ابتسامة الفرح على وجه فتاة مكلومة..
بالفعل لقد كانت لحظة فرح حقيقي لطفلة بريئ، انتقلت فيها ندى من حالة الحزن إلى حالة الفرح والسرور الممزوج بالأمل والتطلع لغذ أفضل..
لقد عبرت ندى في لحظة صدق وبراءة عن حبها لملك البلاد وهي تبادله التحية بيديها وتصرخ بأعلى صوتها: “الملك.. الملك..”
لقد عاشت ندى محرومة من حنان الأبوة لمدة خمس سنوات وعانت كثيرا خلال هذه السنوات ما يعلم الله من ألم وحزن وأسى..لكنها اليوم تمني نفسها بفرج قريب
والأمل كل الأمل أن تكون لحظة التحية المتبادلة مع جلالة الملك يوم الجمعة بارقة أمل للإفراج على توفيق بوعشربن وجمع شمل عائلة شردها مكر الزمان و دسائس السياسة …