ابو نضال
من ابرز القرارات المتخذة في اجتماع المجلس الإداري لتعاضدية السككيين المنعقد بالرباط يوم 25 نونبر 2022 هو تأسيس الصندوق المستقل لنهاية الخدمة و الوفاة و الذي ينتظر المصادقة عليه من طرف الجمع العام للتعاضدية الذي سينعقد يوم الخميس 29/12/2022 .
و انا ادقق في قراءة المحضر اثار انتباهي تسمية الصندوق و تساءلت عن الغاية من التصاق نهاية الخدمة بالوفاة . إنه فأل سيء . ربط الإحالة على المعاش بالوفاة .علما ان السككي يحب الحياة و بعد المعاش خصوصا بعد ان يكون قد قطع مع الارتباط بأوقات العمل التي يحترمها حد القداسة . و بمسؤوليات العمل . فهل كان من الضروري بهكذا تسمية؟ كان بإمكان المسؤولين داخل إدارة السكك الحديدية تسميته باي شيء . و القانونين الأساسي و الداخلي يحددان كيفية التمويل و التدبير . دون الزيادة في مهام مسؤولي التعاضدية الذين ضاقوا درعا بكثرة المهام الملقاة على عاتقهم في غياب الموارد البشرية المكونة في تدبير مهام التعاضديات .
و بالعودة الى الماضي القريب فقد كان صندوق فلس الارملة تسيره إدارة السكك الحديدية بنفس الاقتطاع و بنفس الاستفادة . الى غاية أواسط العقد الأول من الالفية الثالثة حيث تم حل الصندوق في ظروف غامضة. و لم يصدر أي بلاغ عن الإدارة يخبر المنخرطين ويعدد أسباب حل الصندوق. لكن في نفس الوقت ظلت الاقتطاعات قائمة ، و ظلت الاستفادة قائمة الى يومنا هذا . ترى ما هو المستجد الذي دعا الى احداث صندوق ينضاف الى مهامه مكافئة نهاية الخدمة . علما ان هذه المكافئة تم احداثها عقب الاستجابة لمطالب النقابات خلال جولات الحوار الاجتماعي لسنة 2012 .
اذن مكافئة نهاية الخدمة مكتسب يجب الزيادة في قيمته – التي تساوي في السكك الحديدية ما يعادل اجرة شهرين على ان لا تقل عن مليون من السنتيمات – على غرار المؤسسات المماثلة . و ان تبقى كمكتسب يدخل في مكونات الأجور كما هو الشأن بالنسبة لمنحة الاوسمة . و الادارة في تهييئها للميزانية السنوية تأخذ كل الاعتبارات من قيمة منحة الاوسمة و مكافئة نهاية الخدمة . و امر تحويل هذه الأخيرة الى صندوق مستقل يثير التساؤلات . فهل هي بداية توديع هذا المكتسب ؟ ام ان هذا المكتسب لن يمكن تطويره في المستقبل ؟ ام ان الإدارة تعيش ازمة مالية و تحاول التخلي عن هذا المكتسب ؟ و كيفما كانت الإجابة على التساؤلات كيف يمكن اقناع المنخرطين الذين يؤدون نفس الاشتراك الشهري (20درهم شهريا) لكن الاستفادة حسب الرتبة ، اذ سيستفيد المشارك في الصندوق من منحة تساوي خام اجرة شهرين. سيستفيد أصحاب الأجور المتدنية من مكافئة صغيرة و أصحاب الأجور المرتفعة بمكافئة كبيرة علما ان الاثنين يساهمان بنفس الاشتراك .دون الحديث عن عدم استفادة المتقاعدين من مكافئة نهاية الخدمة رغم أدائهم للواجب الشهري . فاين العدالة اذن ؟
الصندوق الجديد سيكون بطبيعة الحال تحت التدبير المباشر لإدارة التعاضدية بل لمجلسها الاداري . اذن سيكون هناك تضارب في الاستفادة و تضارب في التمويل . انطلاقا من كون مجلس الإدارة هو الذي سطر قانونه الذي ينتظر المصادقة عليه من طرف الجمع العام الذي سينعقد يوم الخميس 29/12/2022 . و حتما ستتم المصادقة و بالأغلبية المطلقة ان لم نقل الاجماع . لكون المصادقة أصبحت ثقافة صارت عليها الجموع العامة السابقة التي صادقت على الحسابات المالية لسنوات 16/17/18/19 دون الاطلاع عليها .
هي نفس الإدارة ( إدارة تعاضدية السككيين MPSC ) التي اعتمدت المعادلة المشؤومة التي اقرت اشتراكين مختلفين بالتعاضدية: (25درهما للمزاولين و اضعاف مضاعفة للمتقاعدين) .علما ان نفس الاستفادة يتمتع بها الجميع . و ربما هذه هي العدالة التي يبشرنا بها الصندوق المستقل لنهاية الخدمة و الوفاة. و على متقاعدي الجمع العام رفض اقتراح المجلس الإداري.