بقلم ابو ايوب
بعد فترة جفاء ليست بالقصيرة شابت علاقات الاوروبا بالمغرب ، المسؤول السامي الاوروبي عن السياسات الخارجية و الامنية بالاتحاد الاوروبي ، السيد جوزيف بوريل يقوم بزيارة للمغرب حيث التقى مع كل من رئيس الحكومة السيد اخنوش و وزير الخارجية السيد بوريطة ، توجت الزيارة بندوة صحفية مشتركة بين السيدين بوريل و بوريطة .
ندوة حمالة رسائل عديدة قضائية و سياسية و اقتصادية حيث اختلط الواضح و المرموز في سابقة من نوعها في تاريخ العلاقات الثنائية بين المغرب و اوروبا ، ندوة ظهر فيها السيد وزير الخارجية في وضع غير مريح و هو ينصت لتصريحات الضيف الاوروبي ، و موقف الاتحاد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ، على رأسها فضيحة مغرب غيث التي تفجرت من قلب البرلمان الاوروبي ، و التي اصدر بموجبها المدعي العام الفيديرالي ببروكسيل مذكرة توقيف دولية ، في حق مسؤول سامي مغربي و احضاره للتحقيق بتهمة تقديم رشاوى لبعض البرلمانيين الاوروبيين…
* الواضح :
فيما يتعلق بفضيحة البرلمان الاوروبي ، أكد جوزيف بوريل ممثل السياسات الخارجية و الامنية الأوروبية ، بأن لا تسامح و لا افلات من العقاب ، مؤكدا في نفس الوقت عن الموقف الصارم الذي تتمسك به مؤسسات بروكسيل في محاسبة فاسديها و من ورائهم ، ثم اردف نحن ننتظر نتائج التحقيقات الجارية كما ننتظر تعاون الجميع في هذا التحقيق .
اما بخصوص قضية الصحراء ، فقد صرح السيد بوريل على مسامع وزير الخارجية ، بأنه من هنا ( المغرب) أكرر بأن الاتحاد الاوروبي يدعم عملية الأمم المتحدة و مبادرة المبعوث الخاص للأمين عام الأمم المتحدة ، التي تهدف الى تحقيق حل سياسي واقعي عملي مستدام و مقبول من الطرفين بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي ، و هي اشارة واضحة لجبهة البوليساريو التي تتمسك بتنظيم استفتاء تقرير المصير ، مطلب وجد له صدى لدى القضاء الاوروبي و المؤسسات الاوروبية .
صراحة بوريل من عقر الدار…تذكرني بصراحة مماثلة جاءت على لسان رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز في يوم رمضاني ، ندوة صحفية من داخل القصر الملكي العامر بالرباط ، أكد فيها على اسبانية سبتة و مليلية بكل وضوح و ان ملفهما غير قابل للنقاش ….
* المرموز
بخصوص علاقات الشراكات الاقتصادية مع المغرب ، فضل السيد بوريل نهج اسلوب الجزرة والتهديد المبطن ، اي بمعنى ضغوط بقفازات من حرير ، تصريحاته بالأرقام كان الغرض من ورائها ارغام المغرب على التجاوب و التعاون في الملفات المعروضة ، حديثه عن الاستثمارات الاوروبية بالمغرب التي تمثل +50% من حجم الاستثمارات الاجنبية ، و افصاحه عن المبادلات التجارية مع المغرب +40% من حجم مبادلاته مع باقي دول العالم ، بتقديري هي رسالة اراد من وراءها بوريل التأكيد على تبعية المغرب لاوروبا و ليس العكس كما يروج له في بعض وسائل الاعلام المغربية ، كما انها تعبر كذلك عن ضعف و عجز المغرب عن مواجهة التحديات بدون مساعدة الاوروبيين و دعمهم ، مشيرا في نفس الوقت الى حجم المساعدات المالية الاوروبية للمغرب التي بلغت 1,4 مليار اورو …
زيارة بوريل للمغرب تصادفت ايضا ، مع رفض الاتحاد الاوروبي تمويل مشروع خط الغاز نيجيريا المغرب في اتجاه اوروبا ، و بحسب وسائل الاعلام الاوروبية ، فان الاتحاد الاوروبي يعتبر المشروع غير عملياتي و دون فائدة ، فضلا عن طول مدة الانجاز و ضخامة الاستثمار ، و ان اوروبا بصدد البحث عن بدائل آنية للغاز الروسي ، و قد وجدت ضالتها في الجزائر التي تؤمن 40% من احتياجاتها الغازية ، كما جاءت على لسان وزير الخارجية الاسباني خوصي مانويل الباريس الذي قال ، رغم قطع الجزائر علاقاتها مع اسبانيا و ما تولد عنها من ازمة سياسية اثرت سلبا على الاقتصاد ، نجمت عنها خسائر كبيرة تكبدتها الشركات الاسبانية ، الا ان الجزائر تبقى حليفا موثوقا كمورد للطاقة نحو اسبانيا .