تخلد هذه السنة فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية اليوم العالمي للبيئة5 يونيو وهي مناسبة لجرد وتقييم الوضعية البيئية بالمدينة وفرصة التحسيس ولفت انتباه المواطنين والمنتخبين والسلطات المحلية والمجتمع المدني والهيات السياسية والمؤسسات الاقتصادية والصناعية الى الخطر الداهم الذي يشكله الاضرار بالبيئة ومن ثم بصحة المواطنين.
ان اهتمام فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية بالبيئة ليس صدفة بل املته مجموعة من المعطيات والمؤشرات بالمدينة ومحيطها يراها المواطن بالعين المجردة ويلمسها بحواسه ،ان ما يصب من مياه غير عادية في البحر و ما تنفثه المركبات الصناعية من ادخنة وغازات لا يعلم المواطن انعكاساتها السلبية على صحته وجودة حياته كما ان النفايات والاوساخ المنتشرة ببعض النقط بالمدينة والروائح الكريهة التي تملا جوها مرات عديدة وآلاتية على الخصوص من الجرف الأصفر والحي الصناعي والمطرح البلدي وتداول الحديث بين المواطنين عن ضهور امراض جديدة بالمنطقة والحديث عن وارتفاع امراض الحساسية خصوصا عند الاطفال ليبين بجلاء ان التوازن البيئي اخذ في الاختلال و يتضاعف مع مرور الزمن وهو ما يتطلب سياسة واضحة للحد من اثار التلوث المستمر الذي يمكن ان نسرد بعض مظاهره التي يلاحظها الجميع بالعين المجردة وتتجلى في:
• التلوث الناتج عن المواد الكيماوية المختلفة والروائح التي تنفثها مداخن الوحدات الصناعية بالجرف الأصفر والحي الصناعي وهو ما قد يهدد صحة ساكنة الجديدة.
• الإجهاز على الغطاء النباتي من خلال اجتثاث في العشر السنوات الفارطة لعشرات الاشجار بالمدينة عمر بعضها تجاوز سبعين سنة بطريقة عشوائية، واقتلاع مساحات كبيرة من غابة الحوزية وتغيير معالمها التاريخية وهي الرئة الوحيدة التي تتنفس منها مدينتا.
• عدم احترام تصاميم التهيئة فيما يخص المساحات المخصصة للفضاءات الخضراء او استغلالها في اغراض اخرى غير الغرض المقرر في التصاميم، فمن اصل550 هكتارا (بما فيها الشريط الاخضر ومنتزه المطرح القديم .الخ) مبرمجة لم ينجز فعلا الا 21 هكتارا اي ما يعادل تقريبا 4 في المائة .
• اهمال حدائق مدينة الجديدة وفضاءاتها لسنين طويلة، اذ كثيرا ما اصبحت هذه الحدائق مرتعا للنفايات والأزبال وملجا لكل انواع الانحراف. مع تبذير للمال العمومي في حدائق تهمل ولا تشملها الصيانة(حي المطار كمثال)
• الاهمال الكلي للمطرح القديم الذي بقي لسنين طويلة مشهدا شاذا وسط المدينة يسيئ لسمعتها ولمعايير التمدن حيث نلاحظ تباطؤا كبيرا في تحويله الى منتزه ومتنفس للمدينة وهو المشروع الذي قدم لملك البلاد سنة 2012
• تواجد عدة فضاءات فارغة وسط المدينة تكسوها الاشجار والاشواك والحشائش وترمى فيها الازبال لتكون مرتعا لكل انواع الزواحف والحشرات تنقل مختلف الامراض وتهدد صحة المواطنين .
• غياب أي برامج قارة وفعالة لتنظيف المدينة حيث كثيرا ما تراكمت النفايات في اركان المدينة والفضاءات العامة والاسواق الشعبية اضافة لوجود القاذورات بمحيط الاحياء والاقامات وتكاثر بقايا الاكياس والاوراق والعلب الفارغة والنباتات الطفيلية على جنبات بعض الشوارع والازقة والفضاءات العامة نتيجة لغياب سياسة فعالة لتنظيف المدينة والحفاض على جما ليتها بشكل مستمر
• شبهة عدم احترام بعض مؤسسات الحي الصناعي لدفتر التحملات المتعلق بالتخلص من نفاياتها ..
• استغلال عشوائي للفضاء العام وتشويه لمشهد المدينة كوضع لوحات اشهارية بدون ترخيص وكيفما اتفق- وجود انشطة صناعية وحرفية وتجارية ببعض الاحياء السكنية مذرة للأوساخ والضجيج ….الخ كأماكن غسل السيارات- محلات الميكانيك واصلاح السيارات- بيع مواد البناء – عربات بيع الخضر والفواكه والاسماك ….الخ
كل هذه القضايا والمشاكل وغيرها تساهم في رسم صورة قبيحة لمدينة الجديدة تعوض معالم مدينة كانت الى حدود الثمانينات مدينة جميلة هادئة وهو امر يجب ان يقف الجميع لمواجهته قبل فوات الاوان.
هذه الصورة المرسومة لا يمكن ان تجعلنا نهمل المجهودات التي تبذل من اجل الرقي بالمدينة من طرف كل من يساهم بهذا القدر او ذاك للحفاض على جمالية ونظافة مدينتنا ونحيي بالمناسبة عمال النظافة الذين نوجه لهم كل الشكر على مجهوداتهم الحميدة التي لا يمكن لوحدها ان تحد من التدهور البيئي في غياب البعد الشمولي والمستقبلي أثناء التعاطي مع قضايا البيئة ، وفي ضعف الحكامة ،الذي نلاحظه في اداء السلطات المختصة بالشأن البيئي .
اننا في فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية نعتبر ان مسؤولية الحفاض على البيئة يتقاسمها الجميع من منتخبين وسلطات محلية وفاعلين اقتصاديين ومؤسسات القطاع العام والخاص وعموم المواطنين والمواطنات ونعتقد ايضا ان الاجراءات التقنية والتشريعات القانونية غير كافية اذا لم يصاحب ذلك مجهود كبير للتحسيس وتغيير العقليات (ان سلامة ونظافة البيئة من سلامة ونظافة العقول) وهي مسؤولية تتحملها الاسر ومؤسسات التنشئة المختلفة والتربية والتعليم ورجال الاعلام وجمعيات المجتمع المدني.
تأسيسا على ما سبق فان فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية اذ تطالب بجعل قضايا البيئة من أولويات اهتمامات المتدخلين بمدينة الجديدة فإنها تركز انيا على المطالبة بما يلي:
1- انجاز المنتزه المزمع اقامته على أرضية المطرح القديم وتنفيذ مشروع الشريط الأخضر المقرر في مخطط التهيئة وصيانة وإعادة هيكلة الحدائق والمساحات الخضراء والشروع في تشجير المدينة وتحمل تمويل ذلك من طرف المؤسسات الصناعية الملوثة على غرار ما يقع في مدن أخرى جبرا للضرر الذي تخلفه هذه الأنشطة الصناعية
2- سن سياسة فعالة وبرامج قارة لتنظيف المدينة وجمع نفاياتها مع تجهيز الشوارع والفضاءات العامة بحاويات النفايات ومراحيض عمومية
3- اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد للروائح التي تنتشر مرات عديدة بالمدينة
4- وضع استراتيجية للحفاض على الماء وعدم تبذيره والكف عن الاستغلال العشوائي والخاص للفرشة المائية بالمدينة (ابار غير مرخصة – مسابح وحدائق خاصة…) والتفكير في انجاز محطة لإعادة استغلال المياه العادمة
5- تجويد المشهد العام بالمدينة (لوحات اشهارية موضوعة بشكل عشوائي – استغلال غير منظم للملك العمومي -…..)
مكتب فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية
5 يونيو 2023