مسرور المراكشي
من طرائف نظام السيسي ، صلاة عيد الأضحى بلا ( فاتحة) ، فكما جرت العادة ففي صبيحة يوم العيد ، يحضر رئيس الدولة مراسيم الصلاة ، طبعا برفقة كبار رجالات الدولة ، من علماء وزراء و سفراء.. ، لكن هذه السنة كانت الصلاة فيها مميزة ، فبعد أن مرت الركعة الأولى بسلام ، قام فقيه السيسي لتأدية الركعة الثانية ، هنا وقعت الكارثة في غفلة من الجميع ، فبعد البسملة بدأ فقيهنا بتلاوة سورة النصر ، شهادة لله كان صوته رخيم و يحترم قواعد التجويد ، وبعد ختم السورة هوى راكعا مطمئنا في سكون المؤمنين ، ثم قام منتصبا في سكينة و وقار ثم هوى على جبهته ساجدا ، وبعد التشهد سلم وخرج من صلاته سالما ، لكن المصيبة هي ركعة بدون فاتحة في حضرة الرئيس ، و خمسة من مشايخ الأزهر على رأسهم أحمد الطيب و وزير الأوقاف.. ، فهل كانت غفلة من الجميع أم تغافل..؟ ألا يعلم علماء الأزهر و مشايخه أن صلاة بدون فاتحة باطلة ، وأن نسيان الفاتحة لا يجبر بسجود السهو ، فلو كانت صلاة سرية فالله إذن يتولى السرائر ، لكنها صلاة جهرية مع مكبر صوت ممتاز ، إنها فضيحة كما يقول المصرين ( بجلاجل ) ، لم يستطع أي واحد من علماء الأزهر تنبيه فقيه (النظام ) ، إذن ما فائدة هذه المؤسسة العريقة ، إن لم يستطع علماؤها تنبيه فقيه أخطأ في صلاته ، هل ينتظر الناس منها تنبيه الأمة الغافلة..!! ، المهم و بعد انتهاء مراسم الصلاة و خطبة العيد ، تقدم الجميع وعلى رأسهم مشايخ الأزهر الشريف ، و قاموا بتهنئة الرئيس السيسي بالعيد السعيد ، و هو طبعا في غاية الفرح والسرور وعلى شفتيه ابتسامة بلهاء ، ذلك بعد أن مرت تجربة إلغاء الفاتحة دون احتجاج المشايخ ، فقد نتجاوز عن صمت بعض مشايخ الأزهر في أمر الدنيا ، لكن كيف يصمتون عن أمر الدين ، إن الصلاة هي عماد هذا الدين وأحد أعظم أركانه ، لكن القادم في رأي أخطر فربما يكون تجاهل ” الفاتحة” ، فاتحة عهد جديد يساوي بين الأديان الثلاث ، وهناك سابقة في دولة خليجية صغيرة ، أقيمت فيها صلاة موحدة بين نصارى ومسلمين و يهود ، حيث قاموا في صعيد واحد وصلوا بشكل طريف ومثير للضحك..، ومن يدري فقد يكون في من حضر صلاة العيد مع السيسي ، نصارى ويهود ولا يجوز شتم (الضيوف) ، لأن (الفاتحة) تفضح الإثنين معا ، فهناك (..المغضوب عليهم..) يهود ، و(..الضالين..) نصارى ، أظن والله أعلم أن فقيه النظام تنبه لذلك ولم يرد إغضاب ضيوف الرئيس ، ربما يكون تجاوز سورة (الفاتحة ) في الركعة الثانية ، من مطالب الدين (الإبراهيمي) الجديد قبل تجاوز باقي السور المثيرة للجدل..!! ، لكن ماذا نقول عن صمت أغلب مشايخ الأزهر عن بطلان حكم الإنقلاب ، و بطلان انتخابات الرئاسة و بطلان انتخاب باقي مؤسسات الدولة ، كل ذلك باطل في باطل ، فعندما سكت أغلب علماء الأزهر و مشايخه عن بطلان حكم السيسي ، ففي مثل هذه الظروف الإستثنائية قد يبدو الأمر عادي ، إن صمت المشايخ عن ركعة بدون فاتحة بل حتى ركعتين ، فالصلاة إذن باطلة والحكم كذلك باطل والصمت على ذلك منكر ، إن حكام الإستبداد يعملون على مسخ و هدم كل القيم ، ومن يدري فقد نسمع عن منع تلاوة سورة التوبة و الأنفال ، بدعوة تحريضها على العنف و الكراهية ، فعندما يتم تقديم هوى السياسة على الدين ، يمكن أن ترى الكوارث تضرب الدنيا والدين معا ..لقد كانت أحسن مرحلة عاشها
قطاع غزة المحاصر ، هي فترة حكم الإخوان المسلمين ، عندما تعرضت غزة للعدوان كان الرئيس محمد مرسي مدافعا قويا عنها ، وفر ما أمكن من دعم دواء طعام وكل وسائل الصمود للمقاومة ، كانت الأنفاق تشتغل بكامل طاقتها و بكل يسر ، وكان الرئيس رحمه الله دائم التواصل مع قيادات المقاومة ، إلى أن تم دحر عدوان الصهاينة و انتصار المقاومة ، وهذا هو سر تصفيته بعد الإنقلاب ، أعتقد شخصيا أن الخاسر الأكبر من إفشال ثورات الربيع الديمقراطي ، هي القضية الفلسطينية لأن نجاح الثورة سيغير موازين القوة ، وهذا يصب في مصلحة القضية ، لقد كانت إسرائيل تخشى سقوط حكام عرب ، كانت تعدهم حلفاء مخلصين لها في المنطقة ، لهذا كان الحل هو (الثورة) المضادة بدعم عربي مع الأسف ، لكن يبقى الأمل في الله كبير ، ومن يدري فقد يعود الربيع الديمقراطي بشكل أقوى ، لأن الشعوب لازالت تعاني من نفس المشاكل إلى اليوم ، ينقصها فقط قيادة من رجال مخلصين للوطن والدين ، خلاصة الإستبداد لا يأتي بخير يجب تصحيح الأوضاع ، و الرجوع إلى الشعب ليقول كلمته الفصل في من يحكم مصر ، وعلى العسكر أن يلتزم ثكناته و يبتعد عن السياسة ، فكل البلدان التي حكمها و يحكمها العسكر لم تتقدم لا في اقتصاد أو السياسة ، الحكم المدني مطلب كل الشعوب الحرة..