الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

كم دفع الكابرانات للفتحاوي الرجوب؟!

اسماعيل الحلوتي 

لأن كابرانات الجزائر فشلوا في تعطيل مسار المغرب التنموي الناجح بفضل حكمة قائده الملهم الملك محمد السادس، وفشلوا كذلك في الحد من مسلسل انتصاراته الدبلوماسية المتوالية ونجاحاته الرياضية، ولاسيما في مجال كرة القدم إناثا وذكورا، كما يشهد بذلك بلوغ منتخب “أسود الأطلس” دور نصف نهائي كأس العالم (قطر 22) وتأهل منتخب “لبؤات الأطلس” لبطولة كأس العالم أستراليا-نيوزيلاندا 2023، ثم تأهل منتخب “أشبال الأطلس” لأولمبياد باريس 2024 وإحراز لقب كأس إفريقيا للأمم تحت 23 سنة، يوم السبت 8 يوليوز 2023 بالعاصمة الرباط.
ولأنه لم ينفعهم في شيء اتهامهم المغرب وإسرائيل بالتآمر ضد بلادهم الجزائر، ووقوفهما خلف الحرائق التي ضربت الغابات التي اجتاحت شمال الجزائر، ولا قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة الشريفة في 24 غشت 2021، بدعوى توالي الاستفزازات والأعمال العدائية، وما إلى ذلك من خزعبلات وإقدامهم في 22 شتنبر 2021 على إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية المغربية بنفس التهم الواهية، واتخاذهم قرارا آخر يقضي بعدم تجديد عقد توريد الغاز لإسبانيا عبر أنبوب الغاز أوروبا- المغرب العربي، المار عبر الأراضي المغربية الذي انتهى يوم الأحد 31 أكتوبر 2021.
ولأن خيار المواجهة العسكرية مع المغرب بدا غير ممكن لأسباب متعددة، ارتأى النظام العسكري الجزائري الفاسد والحاقد، الذي يبحث لنفسه عن الشرعية الشعبية الداخلية، أن الحل الأنسب هو الاستمرار في إلهاء الشعب الجزائري ومحاولة صرف أنظاره عن مشاكله الداخلية، من خلال افتعال الأزمات الخارجية والتمادي في تحرشه بالمغرب والتشويش عليه، معتبرا إياه العدو التقليدي الذي يسعى إلى زعزعة أمن واستقرار الجزائر…
فإن العصابة الحاكمة في قصر المرادية بالجزائر اختارت خوض معركة إعلامية قذرة ضد المغرب، ولم تكتف بأبواقها الإعلامية الصدئة وشراء ذمم بعض ضعاف النفوس في إفريقيا كما في أوروبا، بل اتجهت صوب توظيف بعض الخونة وقناصي الفرص لمهاجمة المملكة المغربية الشريفة. إذ بعد استغلال افتتاح بطولة أمم إفريقيا في كرة القدم للاعبين المحليين “الشأن” بالجزائر في 13 يناير 2023 عبر استدعاء حفيد نيلسون مانديلا “شيف زوليفوليل” ومنحه فرصة إلقاء الكلمة للتحريض ضد الوحدة الترابية للمغرب، الذي قال في كلمة تقطر حقدا ضد المغرب تحت تصفيقات آلاف الجنود المسخرين: “دعونا لا ننسى آخر مستعمرة في إفريقيا، الصحراء الغربية، دعونا نحارب لنحرر الصحراء الغربية من الظلم”. فأي علاقة بين افتتاح تظاهرة رياضية والنزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية؟!
وفي نسخة جديدة من استغلال الملتقيات الرياضية لتمرير خطابهم المشحون بالكراهية للمغرب والهجوم على سيادته الترابية، وكما حدث في فضيحة شراء تصريحات معادية من قبل حفيد الزعيم الجنوب إفريقي الراحل مانديلا، أرادت العصابة أن تدق إسفين بين العلاقات المغربية والفلسطينية، باستدعاء القيادي الفلسطيني وأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح ووزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، جبريل الرجوب، الذي أبى في لقاء له مع القناة الجزائرية الثالثة، على هامش حضوره ضيفا في الألعاب الرياضية العربية، إلا أن يدافع عن الأطروحة الجزائرية، مشددا على ضرورة “إجراء استفتاء للحسم فيما إذا كانت الصحراء مغربية أو جزائرية”، مؤكدا أن “الموقف الجزائري بالاحتكام إلى الاستفتاء هو الخيار الصحيح” وزاد قائلا “الاتكاء واللجوء إلى الإسرائيليين والأمريكان لتصير الصحراء مغربية أو جزائرية، أمر غير صحيح ولن يكون”، ناسيا أنه بذلك قام بفضح الموقف الجزائري من قضية الصحراء المغربية، والكشف عن زيف ادعاءات الكابرانات حول الدفاع عن حق الصحراويين في تقرير المصير، وأن الأمر كله لا يعدو أن يكون ذريعة لضرب السيادة المغربية ومحاولة ابتزاز المنتظم الدولي. ثم ألا يعلم الرجل أن تنظيم استفتاء بالأقاليم الجنوبية المغربية أصبح متجاوزا منذ عام 1994، عندما أقرت هيئة الأمم المتحدة استحالة تنظيمه، مؤكدة الحل السياسي ومصداقية المقترح المغربي حول الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية؟
وهي التصريحات التي أساءت إلى القضية الفلسطينية قبل أن تثير جدلا واسعا وردود أفعال غاضبة ليس فقط من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يرفضون بقوة أن تأتي طعنة الغدر في الظهر من أحد القادة البارزين في منظمة “فتح” الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، الذي ما انفك يكافح بضراوة ويقدم التضحيات الجسام من أجل عدالة قضيته، وإنما كذلك من عدة شخصيات سياسية وازنة في المغرب كما في فلسطين السليبة، حيث سارع السفير الفلسطيني بالمغرب جمال الشوبكي إلى الرد على تصريحات الرجوب المعادية للوحدة الترابية للمملكة، بالقول: “ربما فهم تصريح الرجوب بشكل خاطئ” وأضاف أن “فلسطين من حيث المبدأ لا تتدخل في أي خلاف عربي- عربي” وأن موقف بلاده في هذا الصدد لم يتغير، وتؤيد قرارات الأمم المتحدة والجامعة العربية…
إننا نأسف حقا أن يعمي بريق الدولار أبصار وبصائر بعض الشخصيات السياسية والفنية والرياضية، وتنساق خلف مهاترات كابرانات العسكر الجزائري، وهي تعلم جيدا مدى عدوانيتهم تجاه جارهم المغرب، الذي لا يعمل سوى على الدفاع عن وحدته الرابية، والأكثر من ذلك أن العاهل المغربي محمد السادس، أكد في أكثر من مناسبة أن ما تقوم به بلاده من جهود ومساع لصالح الشعب الفلسطيني هو التزام صادق، تترجمه إجراءات ميدانية ملموسة بشهادة القيادة والشعب الفلسطينيين، فضلا عن أنه طالما وضع القضية الفلسطينية على نفس مستوى قضية الصحراء المغربية.

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *