بقلم ابو ايوب
يوم الجمعة هو آخر يوم من زيارة الدولة التي قادت الرئيس الجزائري الى جمهورية الصين الشعبية تلبية لدعوة من رئيسها منذ الاثنين الماضي ، زيارة تخللتها عقد عدة اتفاقيات شراكة ذات بعد جيوستراتيجي شملت كافة المجالات ، مشاريع بأكثر من 40 مليار دولار لم يسلم منها مجال التعاون النووي ، فضلا عن القطاعات الطاقية و المعدنية و الطاقات المتجددة و السكك الحديدية و الطريق السيار شرق غرب …لتتوج في الأخير باستثمار الصين مبلغ 7 مليار دولار في قطاع الفوسفاط شرق البلاد على الحدود مع تونس …
في طريق عودته من الصين من المرتقب ان يقوم بزيارة عمل لتركيا تدوم يومين السبت و الأحد القادمين ، يلتقي خلالها مع الرئيس التركي اردوغان ، بالتالي قد تعد الجولة الجزائرية سابقة من نوعها في تاريخ جولات رؤساء الدول و عدد و نوعية الاتفاقيات و المعاهدات التي ابرمت ، زيارة دولة للصين تولد عنها 19 اتفاقية ، سبقتها زيارة عمل لقطر دامت يومين 15/16 من الشهر الجاري ، ابرمت خلالها عدة معاهدات شملت قطاع الطاقة و الفلاحة و الصناعات الغذائية …. في نفس الوقت التي التأمت فيه قمة الدول المصدرة للغاز ، لتختتم الجولة بزيارة عمل لتركيا و لمدة يومين متتاليين 22/23 يوليوز الجاري .
للاشارة و لربما مجرد صدفة أم امر مخطط له باحكام ، التاريخ هذا يصادف موعد الانتخابات الاسبانية لاختيار رئيس و حكومة جديدة و برلمان ، بالتالي يتوضح اكثر الاجماع الحاصل في مواقف كل هؤلاء من قضية الصحراء ، و هي في مجملها مواقف معادية لا سيما ، الاعلان الرسمي الصيني الداعم و المؤيد لحق الصحراويين في تقرير مصيرهم …..موقف تلقفته مجموعة البريكس التي طالبت في بيان رسمي لها الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياتهما لانهاء هذا الصراع و تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره و الاستقلال .
موقف البريكس هذا سبقه بأيام معدودة اجتماع وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز بباكو عاصمة اذريبيجان ، قمة عرفت مشاركة 120 دولة من بينها المغرب ممثلا بالسفير الممثل الدائم للمملكة بالأمم المتحدة السيد عمر هلال ، قمة عرفت تلاسنات بين ممثل المغرب و وزير الخارجية الجزائري احمد عطاف ، لتختتم باصدار بيان رسمي يؤكد و يدعم مطالب البوليساريو في تقرير مصيرهم و الاستقلال تحت اشراف المنظمة الدولية و جميع القرارات ذات الصلة خاصة القرار 1514.
السؤال المفروض ضمن سياق كل هذه المتغيرات و المستجدات الدولية ، ما ثقل رسالة النثن- ياهو في شقها المتعلق بسيادة المغرب على الصحراء الغربية بحسب نص رسالته للعاهل المغربي …. ؟ قياسا بثقل الصين و روسيا و الهند و جنوب افريقيا و البرازيل ( البريكس) و ثقل 120 من دول عدم الانحياز و الاتحادين الاوروبي و الافريقي ، بحيث لم يتبقى من منظمات دولية سوى الجامعة العربية التي لم تبدي بعد موقفها من القضية الصحراوية .
صحيح ان بعض الدولية العربية جاهرت بدعمها للوحدة الترابية للمغرب بل البعض منها افتتح قنصليات له بالعيون و الداخلة ، مواقف تبدو بشكل من الاشكال ملتبسة و ملتوية لجبر الخواطر و اسماع المغرب ما يطرب اسماعه ، أكيد هم يدعمون الوحدة الترابية للمغرب لكن دون الاعلان عن مغربية الصحراء ، ما يعطي الانطباع بانهم يدعمون الحدود المغربية المعترف بها أمميا ، اما افتتحاهم للقنصليات فلا يعتبر باي حال من الاحوال موقفا سياسيا للدولة المعنية ، اذ وفق قانون العلاقات الدولية فان مواقف الدول تعلنها الرئاسة او وزارة الخارجية ذات الاختصاص الحصري و ليس القنصليات التي يبقى دورها اداريا محضا ، و من تمة يصار الى عرضها على البرلمان للتصويت و المصادقة عليها ، تليها موافقة هرم السلطة لثوثق من بعد بالجريدة الرسمية للبلد المعني .