المصطفى دلدو
في إطار العمل الجمعوي لتنمية العالم القروي، وفي إطار التحديات، التي يجب ركب صهوتها للإبتعاد عن ذائقة الهشاشة، وفي إطار ما يزخر به المغرب من تنوع الجغرافي، بحكم أغلب أراضيه تصنف ضمن المناطق القروية، التي طال بعضها، إن لم نقل جلها، الإهمال، ونخرتها الهشاشة بشكل عام(!) الشيء الذي كان وراء هجرة معظم سكانها نحو المدن.
ومن أجل الخروج من هذا الوضع يجب الالتفاتة إلى العالم القروي والاهتمام به، والعمل على إدراج برامج تنموية شاملة تستهدف الأبعاد الاجتماعية والثقافية والرياضية.. وذلك لتعزيز دور ومكانة العنصر البشري بهذه المناطق النائية..
ولعل من هذا الباب رأى رواد الجمعيات ورواد التعاونيات بالجماعة الترابية أولاد اسبيطة، أن التآلف داخل فيدرالية قد يمنح إشارة المرور نحو الأهداف المتوخاة، ببسطه الطريق في اتجاه المواكبة لكل التطورات ومستجدات العصر، وبالتالي يعطي نفسا جديدا للعمل الجمعوي والتعاوني بالعالم القروي..
وباعتبار هذا التآلف قوة تضامنية فقد سطع نوره بدار الضيافة المويلحة، بالجماعة الترابية أولاد اسبيطة، تحت اسم ” فيدرالية الجمعيات والتعاونيات أولاد اسبيطة ” يوم السبت 21-10-2023..
فأهلا وسهلا بهذا المولود الجديد بإقليم سيدي بنور..
وقد يدخل العمل الجمعوي ضمن المؤسسات الاجتماعية والثقافية، ويشكل دعامة للمجتمع بخلق الأجواء الملائمة لتأطير الشباب، والسهر على إدماجه في عملية النمو الاجتماعي، وفتح المجال للإبداع وإبراز قدراته على الخلق والابتكار، وتحويله إلى أداة قوية تتحمل المسؤولية في بناء مجتمع مسؤول يساهم في التنمية والتغيير والتطور والرقي، واجعل منه مواطنا صالحا متشبعا بقيم المواطنة..
ولكون الانسان اجتماعي بطبعه، فلابد من توفير حاجياته، وهذا ما عبر عنه العلامة ابن خلدون في قولته (إن الاجتماع الإنساني ضروري) والتطور التاريخي للإنسانية، جعل الأسرة غير قادرة على القيام بجميع وظائفها، التي كانت توفرها العائلة، الشيء الذي أدى إلى ظهور عدة مؤسسات اجتماعية لتكمل عمل الأسرة. هذه المؤسسات، التي تدخل الجمعيات والتعاونيات والفيدراليات لتشكل أحد الشروط الأساسية لبروز وتدعيم مجتمع مدني مسؤول، يشارك ويساهم في قاطرة النمو.
وإلى جانب حضور عدد من الجمعيات والتعاونيات المعنية بتأسيس الفيدرالية، حضر رئيس الجماعة الترابية أولاد اسبيطة، ومسؤولي مختبر تحاليل التربة والماء بالجديدة، وممثل السلطة المحلية وعدة فعاليات مدنية..
وبعد شرح وتبسيط دور التآلف الفيدرالي، تم فتح باب النقاش، ثم المصادقة على القانون الأساسي، فإفراز النخبة التالية :
* عبد الواحد فضيل رئيسا. * رضا شدلان نائبه الأول. * رشيد عوفير نائبه الثاني. * الحسن بن دحمان كاتبا عاما. * رشيدة حشادي نائبته الأولى. * ميلود بن معزوز نائبه الثاني. * عزيز بن كميح أمينا. * أحمد نعمان نائبه الأول. * الحسين جدي نائبه الثاني.
* المستشارون: * الشعيبية ميسا. * أحمد السحنوني. * رشيد النخيلي. * هشام حسان.
وعلى هامش هذا التلاحم، صرح أحد المتتبعين للشأن المحلي للمنبر الإعلامي الجديدة اليوم قائلا: ” لا جدال في أن يعتبر العمل الجمعوي أحد الدعامات الأساسية للمجتمع المدني، وأهم محرك له، كما أن تأسيس أي فيدرالية يقتضي لزوما وجود اتفاق مسبق متمثلا في توافق الجمعيات والتعاونيات من أجل تأسيس هذا النظام الفيدرالي”. ثم ركز على أن الفيدرالية تعتبر أهم جهاز تنظيمي مقنن، من خلاله يستطيع الإنسان المعاصر أن يخدم مختلف قضايا محيطه المدني، سواء الاجتماعية منها أو الثقافية أو الرياضية أو حتى التعليمية والمهنية والاقتصادية، لذلك فإن العمل الجمعوي/الفيدرالي يعد الضامن لاستقرار المجتمع وبقائه.
ومباشرة بعد اختتام هذا العرس التضامني، اغتنمت هذه المناسبة، ذات الدلالات والأبعاد التضامنية، ليعبر الحضور لجلالتكم عن الاستعداد الدائم، للقيام بالواجب الوطني، والدفاع عن وحدة وطننا وسيادته وأمنه واستقراره، مستنيرين بتوجيهات جلالتكم السامية.
حفظكم الله يا مولاي، وأعز أمركم، وخلد في الصالحات ذكركم، وحقق على يديكم الكريمتين ما يتطلع إليه شعبكم الوفي من عز ورفعة وازدهار، سائلين المولى عز وجل التأييد والنصر لجلالتكم، وأنتم ترفلون في ثوب الصحة والعافية، وأن يقر عينكم بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، و يشد أزركم بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.. إنه نعم المولى و نعم المجيب.