الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

موت النقابات بعد موت الأحزاب التقدمية؟

بقلم: عبدالحق الريكي

“رجعوا (رجالَ التعليم) للجدِّ ثاني يا عم حمزة”

غناء الشيخ إمام

الحديثُ هنا يتمحور حولَ فكرةِ موتِ النقاباتِ في المغرب تزامنًا مع إضراباتِ رجال التعليم وظهورِ ما يُسمى “بالتنسيقيات”. السؤالُ الحقيقيّ: هل تُغذي النقاباتُ الأحزابَ أم العكس؟ كلنا نعلمُ أنَّ النقاباتَ العماليةَ ظهرت قبلَ الأحزابِ. السؤالُ الآخر: هل هو نهايةُ الأحزابِ والنقاباتِ مع ظهورِ المواقعِ الاجتماعيةِ والذكاءِ الاصطناعيّ؟ السؤالُ الأخير: هل يتغيرُ كلُّ المجتمعِ كما هو مع ثورةِ رابعة نعيشُ بعضا منها؟ وأسئلةٌ أُخرى…

لا تتحرَّكوا من أماكنِكم، فالموضوعُ جدي يهمُّكم كما يهمُّ كلَّ المجتمع. إنِّي أتحدثُ عن موضوعِ التعليمِ وإضرابِ التعليمِ و”نهايةِ النقابات”، والطبقةِ المتوسطةِ المكوَّنةِ أساسًا من رجالِ التعليم، وكيفَ هذهِ الفئةُ بنت مغربَ الاستقلالِ مع “الاتحادِ الاشتراكيِ للقواتِ الشعبيةِ” وكذلك “الكونفدراليةِ الديمقراطيةِ للشغلِ”. ألَم يكن “محمد نوبير الأموي” من رجالِ التعليمِ وكذلك كلُّ قادةِ الاتحادِ بدءًا من “عبدالرحيم بوعبيد” قبلَ أن يصبحَ محاميًا… كانَ أغلبُ المناضلينَ من رجالِ التعليمِ… والأغلبيةَ سواءٌ في حزبِ الاتحادِ ونقابةِ الكونفدراليةِ من رجالِ التعليمِ… قبلَ أن “يلتهمهم” النظام… أما جلُّ الحركاتِ الأخرى كانتِ مشكلةً في أغلبيتها من رجالِ التعليمِ سواءٌ الإسلاميةُ أو اليساريةُ…

المعاركُ اليوم، في المغربِ وفي قطاعِ التعليمِ بالضبطِ، تُشكِّلُ مغربَ الغدِ ووعيَ الغدِ، لا يجبُ الاستهانةَ بها. أصحابُ “الفوق” يعرفونَ ذلكَ حقَّ المعرفة. فهمُ لم يقرروا بعدَ ماذا يفعلون. إنَّهم ينظرونَ ويتتبعونَ المسيراتِ والتظاهراتِ والتنسيقياتِ والنقاباتِ والتفاوضِ كما فعلوا مع حركاتٍ أُخرى. الجزرُ والعصا الغليظةُ، ولكنَّهم ينتظرونَ الفرصةَ للانقضاضِ من رجالِ التعليمِ لأنَّهم يشكلونَ خطرًا عليهم، كما يشكله مختلفُ ما تبقَّى من الطبقاتِ المتوسطةِ.

يعرفونَ أنَّ هاجسَ المغاربةِ هو التعليمُ وقوةُ رجالِ التعليمِ في وعيِهم وكثرتِهم. هم سمُوهم كما “أردتم” يعرفونَ أنَّ عليهم هزمِ إضراباتِ رجالِ التعليمِ بكلِّ الوسائلِ. يخافونَ من “تقاربِ النضالاتِ” ما بينَ رجالِ التعليمِ والتلاميذِ وآبائِهم. لا تنسوا صمودَ رجالِ التعليمِ “المتعاقدين” وكذلك إضراباتِ أُخرى كثيرةٍ وعديدةٍ أذكرُ واحدةً منها ألا هي إضراباتِ رجالِ ونساءِ الغدِ من أطباء…

كذلكَ ما تبقَّى من النقاباتِ والأحزابِ التقدميةِ، خائفةٌ من هذهِ المظاهرات. لذا فموضوعيًّا “تتحد” مع “الفوق” لضربِها وتشتيتِها. وكما قالَ الشاعرُ الكبيرُ “نجم” ومن غناءِ “الشيخ إمام” (مع تحريفِ بعضِ الكلمات): “رجعوا (رجالَ التعليم) للجدِّ ثاني يا عم حمزة”… لا تنسوا كيفَ ولماذا اندلعت انتفاضةُ 23 مارس 1965 وغيرَها كثيرٌ جداً…

النقاشُ الدائرُ اليومَ حولَ التنسيقياتِ والنقاباتِ وإضرابِ التعليمِ مهمٌّ للغاية، سيحدّدُ مستقبلَ المغربِ للسنواتِ المقبلة…

بقلم: عبدالحق الريكي

الرباط، السبت 06 دجنبر 2024

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *