طالبت فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية بالجديدة المجلس البلدي والسلطات الاقليمية بوضع حد للوضعية المزرية والتدهور الخطير الوضع البيئي بمدينة الجديدة والتعاطي الجدي مع مطالب الساكنة وحقها في العيش بمدينة نظيفة وامنة.
كما دعت ، في بيان صادر عنها ، جميع المهتمين بشأن المدينة ونخبها وبرلمانييها الى تحمل مسؤولياتهم والترافع محليا إقليميا ووطنيا لايجاد حل لهذا المشكل الذي عمر طويلا
واستغربت فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية بالجديدة في اجتماعها العادي المنعقد أول أم الأربعاء 7 فبراير الجاري لاستمرار التدهور البيئي وتدعو للتنسيق للرد على وضعية النظافة بالمدينة
حيث تدارس المكتب المسير للفيدرالية التدهور المريع لوضعية النظافة بمدينة الجديدة، فرغم كل الوعود التي قدمها المسؤولون ورغم احتجاجات الساكنة ومنظمات المجتمع المدني، تستمر ومنذ سنوات معاناة الجديديين والجديديات مع النفايات حيث تعرف المدينة مرة اخرى وضعا بيئيا خطيرا اذ اصبحت كل الاحياء والشوارع والازقة غارقة في الازبال و تتراكم النفايات حول الحاويات في كل ارجاء واحياء المدينة . هذه الحاويات امتلأت عن اخرها و تشكلت بجانبها اكوام من القاذورات، منظر يبعث على الاشمئزاز والتقزز ويهدد صحة سكان المدينة ويعطي صورة سوداء عنها ، فمدينتنا ذاع صيتها على المستوى الوطني كمدينة الاوساخ … لقد اصبحت جنبات الاحياء عبارة عن مطارح صغيرة تبقى بها النفايات لمدد طويلة مرمية في الفضاء العام خصوصا وانها تحتوي على كميات كبيرة من بقايا الاطعمة والاسماك ومخلفات “السناكات” التي تتخمر وتتفسخ وتنبعث منها روائح كريهة وتشكل مرتعا للكلاب والقطط الضالة والعديد من أنواع الحشرات التي تنتقل عند كل هبة ريح إلى واجهات المنازل مترصدة الأبواب والنوافذ لتقتحم البيوت وتنشر القاذورات والميكروبات العالقة بها على أغذية الساكنة وممتلكاتها وتتفاقم الوضعية بالفضاءات والحارات التي تقام بها الاسواق العشوائية التي تخلف وراءها كل مساء اكواما من النفايات من مختلف الانواع .
ان تدهور وضعية النظافة بالمينة ليس حادثا عابرا بل اصبح مشكلا بنيويا بسبب التدبير اللامسوؤل لهذا القطاع من طرف المسؤولين، فجماعة الجديدة ابرمت في هذا الصدد الاتفاقية رقم 2/2016 مؤرخة بتاريخ 27 اكتوبر 2016 لتنظيف المدينة مع احدى الشركات وهي الاتفاقية التي لم تكن تستجيب لحاجيات المدينة الفعلية مما أربك هذه الخدمة طيلة هذه المدة وكانت مثار جدل دائم بين الشركة ومجلس المدينة. ومن جهة أخرى لم يبلور المجلس اتفاقية جديدة في الوقت المناسب لتحل محل الاتفاقية التي انتهت شهر اكتوبر 2023 ناهيك عن شبهة غياب مرافقة ومراقبة فعلية لأداء الشركة وفرض تطبيقها لبنود الاتفاقية. ويبدو الان ان العلاقة قد ساءت كثيرا بين الجماعة وهذه الشركة مما ادى الى ارتباك كبير في هذه الخدمة منذ بداية هذا الاسبوع.
ويزداد الوضع تفاقما بسبب سوء ادارة وتدبير المطرح المراقب الموجود على تراب جماعة مولاي عبد الله والذي يستقبل نفايات عدة جماعات ترابية بحصة اكبر لمدينة الجديدة .لقد افتتح هذا المطرح في اطار صفقة بتاريخ 16 نوفمبر 2006، مدتها 15 سنة حيث انتهت شهر غشت 2021 ،لكنها لم تجدد لحد الان لأسباب غير مفهومة ، وتم الاكتفاء بالتمديد الدوري لها مما أدى بالشركة المفوض لها الى المغادرة وانهاء خدمتها ، وترك المطرح يعيش حالة من الارباك وهو ما اثر بشكل كبير على استقبال كميات النفايات الواردة اليه والى تكديسها بدون معالجة كما تفتضيه المعايير المتعارف عليها ،كما اصبحت التوقفات المتكررة عن استقبال النفايات مشكلا كبيرا يزيد من تفاقم الوضع .
ان فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية قد نبهت مرارا وخلال كل السنين الاخيرة لضرورة وضع حد لهذا المشكل الذي طال امده وراسلت جميع الجهات المختصة بدءا بالمجالس المنتخبة والسلطات الاقليمية والجهوية ووزارة الداخلية دون ان تجد اذانا صاغية.
ان المكتب اذ يذكر بهذه المراسلات ويعبر عن شجبه للتكرار المستمر لهاذه الظاهرة واستفحالها مؤخرا فانه يعلن للراي العام المحلي ما يلي
يطالب المجلس البلدي والسلطات الاقليمية بوضع حد لهذه الوضعية والتعاطي الجدي مع مطالب الساكنة وحقها في العيش بمدينة نظيفة وامنة.
يدعو جميع المهتمين بشأن المدينة ونخبها وبرلمانييها الى تحمل مسؤولياتهم والترافع محليا إقليميا ووطنيا لايجاد حل لهذا المشكل الذي عمر طويلا
يحتفظ بحقه في اتخاذ كل الخطوات التي يضمنها القانون لمواجهة هذا الاستهتار بجودة الحياة بمدينتنا وصحة سكانها
يدعو كل الفعاليات الجمعوية والهيات المهتمة بالشأن العام بالمدينة الى التنسيق وتوحيد الجهود وبلورة صيغ مناسبة للرد على هذا الاستهتار بنظافة المدينة وبيئتها وصحة ساكنتها.
الجديدة في 7 يناير 2024