تنظم دار الشعر بمراكش فعاليات الدورة الثامنة لبرنامج تجارب شعرية: احتفاء بتجربة الشاعر محمد واكرار، يوم السبت 24 فبراير الجاري، بفضاء المقهى الثقافي أورير (أكادير)، على الساعة السادسة والنصف مساء. ويشارك في الدورة الثامنة ل “تجارب شعرية” ثلة من الشعراء والنقاد: الشاعرة أمينة إيقيس والباحث رشيد أوترحوت والشاعر والفاعل الجمعوي الحسن الكامح، بينما تحي حفل تجارب الفنانة زورا تانيرت الى جانب العرض الفني الحي للحروفي والفنان لحسن الفرسيوي. وتكرم دار الشعر بمراكش، ضمن فقرة “استعادة” ترسيخا لثقافة الاعتراف برواد الحركة الثقافية والجمعوية لأورير، الفاعل الجمعوي الراحل الأستاذ عبدالله بليليض، مؤسس الملتقى الوطني للشعر الأمازيغي (د17/2023) وجمعية أورير للثقافة والرياضة.
فقرة تجارب شعرية تحتفي بتجارب إبداعية مغربية، من شجرة الشعر المغربي الوارفة، ضمن احتفاء خاص يشهد تقديم مداخلات نقدية وشهادات وقراءات شعرية وعرض فني تشكيلي حي. هذه البرمجة الشعرية والنقدية، والتي سبق لها أن استقصت تجارب الشعراء والنقاد المغاربة: (محمد بنطلحة، أحمد بلحاج آيت وارهام، مليكة العاصمي، محمد الشيخي، مبارك الراجي، سليمة أمرز، وجمال أماش، ونبيل منصر)، تعود اليوم الى تأمل مسار الشاعر محد واكرار، أحد رموز الحداثة الشعرية المغربية والذي أسهم بشكل خلاق في تحديث القصيدة المغربية المكتوبة بالأمازيغية، ضمن سعي دار الشعر بمراكش الدائم الى الاحتفاء بالتعدد اللغوي والثقافي المغربي.
ويأتي الشاعر محمد واكرار من معين رواد ورموز الحركة الشعرية المغربية، المكتوبة بالأمازيغية، كأزايكو وأوطالب وبلعيد وبولكيد وآخرون، بل استطاع الشاعر محمد واكرار أن ينفتح على صياغات جديدة ورؤى وإبداع شعري، لقصيدة تنصت لراهنها وتنفتح على آفاق إبداعية رحبة. وللشاعر محمد واكرار العديد من الإصدارات، والتي يتقاطع فيها الشعري بالمسرحي وبسياقات الترجمة. إذ سبق للشاعر واكرار أن ترجم نصوصا مسرحية الى الأمازيغية، منها “في انتظار غودو” لصامويل بيكيت/1989، و “أيام العز” ليوسف فاضل/2001، الى جانب إصداراته الشعرية: تينيتين (الوحم) tinitin/ 2004، والذي نشره المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، و”تينو” Tinu (لي) /2010، و “أفنوز نس كر إيمان د تانكا” (الخلية بين الروح والمادة) Afnuz ns gt iman d tanga /2013، وسبق لبيت الشعر في المغرب أن أصدر، سنة 2016، ديوان “إسمضاي” (مذاقات).
واكرار، أحد أيقونات الشعر المغربي، هو عضو للعديد من الهيئات الثقافية الوطنية، وحظي بالعديد من التكريمات والتتويجات الى جانب قصائده المغناة من طرف كبار الفنانين (المرحوم عموري مبارك والفنان إدريس المالومي). يقول في أحد نصوصه: “له الطريق ولي الحجر/ هو الجلد اليابس وأنا الأفعى/ له عروس المطر/ ولي دموع الريح”، (…)، “أردت أن أقبله/ فأعماني/ ومد يده كي يصفعني/ فصارت المرآة شظايا/ فأدماني”، لا تتوقف قصائد الشاعر محمد واكرار، على إعادة تشكيل العالم وعلى الكتابة الاستعارية لبناء منجز شعري مختلف، حتى تصبح الكتابة الشعرية، نفسها، موضوعا للتأمل والتفكير. هذا الوعي النصي الجديد، جعل من تجربة الشاعر محمد واكر تسعى لأفق تحديث القصيدة المغربية المكتوبة باللغة الأمازيغية وتجاوز النمط التقليدي. الى جانب انفتاحها، هي أيضا، على الأغنية الأمازيغية من خلال رموزها الكبار.
تجربة الفنان الراحل، عموري مبارك والتي سعت منذ 1978، سنة صدور أول ألبوماته، وبعد مسار اشتغال على نصوص (محمد مستاوي وعلي صدقي أزايكو وشوهاد..)، انفتح في تجربته “أمل سيفاو”/2015 على تجربة الشاعر محمد واكرار، في تمردها وجرأتها في البناء الشعري واختياراتها اللغوية ورؤيتها التي تتقاطع مع الفنان الراحل.. ويبدو ذلك جليا في أغنية “لست موجودا ولا أملك شيئا”، وتؤكد زوجة الفنان الراحل، الفنانة زورا تانيرت، أن “الفنان عموري مبارك تعامل مع الشاعر محمد واكرار بعد ذلك حيث لحن له عدة قصائد أخرى لم ترى النور بعد، كقصيدة «تيسيت»(المرآة) التي كانت دائما محط اهتمام النقاد والباحثين، كما لحن قصيدة «ءوريي د ياغ» (أنا مشغول).. ويبدو جليا أن الفنان عموري مبارك، بعد اكتشافه لقصائد محمد واگرار، قد قسمها إلى قسمين: قصائد لحنها وغناها في ألبومه الأخير، ومجموعها ثلاثة قصائد. وأخرى لحنها للفنانة زورا تانيرت”.