إقبال ضعيف جدا ، يكاد يكون منعدما ، على الإصطياف في مصايف مدينة الجديدة والإقليم خلال النصف الأول من شهر يوليوز مقارنة بالسنة الماضية وهو ما خلف حالة من الإستياء بين المهنيين والعائلات التي تمتهن أنشطة موسمية مرتبطة بموسم الإصطياف .
ويعزى عدم الإقبال على مصايف مدينة الجديد والإقليم لثلاث عوامل أساسية عاملات منها عامان ويخيمان بظلالهما على مختلف المدن والأقاليم السياحية بالمغرب ، و يمكن استعراضها حسب الأولوية كما يلي :
ضعف القدرة الشرائية واستنزاف أجرة شهر يونيو التي صرفت في 14 يونيو للتغلب على مصاريف عيد الأضحى جعل المواطن ذوي الدخل المحدود والأجراء والموظفين ينهجون سياسة تقشفية وفرضت عليه تغيير عاداتهم الإستهلاكية بالإستغناء على جزء من الأساسيات .
في ظل هذا الوضع يعجز المواطن على وضع خطط السفر والإصطباف التي تتطلب مصاريف إضافية وقد تتضاعف هذه السنة أمام ارتفاع الأسعار التي تنعكس سلبا على أسعار الخدمات السياحية من إيواء ومطعمة وزياراة ومواقف السيارات .. .
الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية للطبقة المتوسطة أساسا في ظل التحولات التي شهدها النسيج الإقتصادي بالمغرب والذي تأثر وبشكل كبير بتحرير أثمنة المحروقات ورفع الدعم على المواد الإستهلاكية مما تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل مهول ، ولجوء أغلب المأجورين للقروض الإستهلاكية لتغطية مصاريف أساسية كالدخول المدرسي ومصاريف الأعياد ، جعلها غير قادرة على وضع خطة للتوفير والتخطيط للإصطياف .
يأتي بعد عامل ضعف القدرة الشرائية ، عامل تمديد الموسم الدراسي بسبب الإحتقان الذي عاشتها المؤسسات التعليمية رفضا للنظام الأساسي الجديد ، تمديد فرض على التلاميذ إجراء الإمتحانات الإشهادية في شهر يوليوز بدل شهر يونيو .
تأخير مواعيد الإمتحانات الإشهادية يعني وبشكل تلقائي تأخير مواعيد إعلان النتائج وإقبال التلاميذ الناجحين ، خاصة تلميذات و تلاميذ السنة التانية باكالوريا ، على تقديم ترشيحاتهم لولوج مختلف المدارس والمعاهد والجامعات ذات الإستقطاب المحدود .
في السنوات العادية كان التلميذ ينهي كل الترتيبات والترشحات قبل متم شهر يونيو إلا أنه وبسبب تمديد السنة الدراسية فرض عليه التضحية بشهر يوليوز وجزء من شهر غشت ويعود الفصول الدراسة الجامعية بداية شهر شتنبر دون أخذ قسط من الراحة .
العامل الثالث ، وإن كان لا يقل أهمية عن العاملين السابقين ، سيظهر مفعولها في شهر غشت ويتعلق بالبنات التحثية والمرافقة الحيوية لمدينة الجديدة التي تتعرض للإهمال سنة بعد سنة خاصة بعد ظهور مصايف منافسة لمدينة الجديدة على كافة المستويات وتحاصرها من جهة الشمال والجنوب .
في العقدين الأخيرين ، بدأت مدينة الجديدة ، تدريجيا ، تفقد جادبيتها كوجهة مفضلة للسياحة الداخلية والدولية بسبب انحدار الخدمات المتصلة بقطاع السياحة وعدم الإستثمار في الفضاءات العمومية كالشاطئ الرملي والحدائق والساحات العمومية في مقابل ذلك سيادة فوضى التربية وتحويل المدينة إلى ما يضاهي
الوضع المزري لشاطئ الجديدة وغياب العناية بمظهره العام وهشاشة الكورنيش على كافة المستويات ، مساحات خضراء مهملة ، حديقة محمد الخامس نموذجا ، إنارة عمومية ضعيفة ، احتلال الملك العام بعشوائية وضعف خدمات النظافة .. يتسبب في نفور المصطافين من مدينة الجديدة والتوجه إلى مصايف توفر وسائل الراحة .
بالإضافة إلى ما سبق ، غياب شبه ثام لأي برنامج للتنشيط الثقافي والترفيهي بالمدينة ، باستثناء مبادرة المكتب الشريف للفوسفاط ، لا تقدم الجماعة الترابية بتنسيق مع باقي المؤسسات وضع خطة لتنشيط موسم الإصطياف .