الخميس. نوفمبر 21st, 2024

الموسم السنوي لمولاي عبد الله أمغار ملتقى الفنون ونبراس الموروث الحضاري لدكالة

يعد الموسم السنوي للوالي الصالح مولاي عبد الله أمغار الذي ينعقد في شهر غشت من كل سنة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، حدثا بارزا ومتميزا ليس في إقليم الجديدة ومنطقة دكالة فحسب ، بل في مختلف أنحاء المغرب بعدما باث صيته يملأ أرجاء المعمور ويستقبل الرواد من مختلف الفئات والإهتمامات والأعمار .

موسم الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار،  هو موعد ديني وثقافي راسخ في منطقة دكالة يسعى ، سنويا ، إلى السمو والكمال من خلال فقرات دينية روحانية ميزتها التعدد والتنوع تيتدئ بتلاوة السلك ترحما على روح الوالي الصالح، وتتواصل بحلقات الذكر والوعظ والإرشاد وليالي المديح مضفية أجواء روحانية خاصة على الفضاء ومرتاديه .

كما يعد موسم الوالي الصالح مولاي عبد الله أمغار ملتقى وطنيا لعشاق فنون التبوريدة التقليدية الذين يتسابقون سنويا على المشاركة في عروضه قادمين من مختلف الأقاليم والجهات مرفوقين بعائلاتهم وخيولهم المدججة إذ تجاوز عدد الصربات المشاركة في نسخة السنة الماضية مئة صربة وكل صربة تتكون من 15 فارسا .

فن التبوريدة التقليدة وحده يستقطب يوميا الآلاف من الزوار الذين يتابعون عروض الفروسية ، هذه السنة سيكون لذيهم الإختيار بين حلبتين للتبوريدة ، الحلبة الرئيسة القديمة المتواجدة على مستوى باب البحر والحلبة الجديدة التي أحدثت السنة الماضية على مستوى المدخل الشمالي للموسم من جهة سيدي بوزيد والتي تم تجهيزها وتزويدها بمدرجات مفككة تتجاوز حمولتها 5 ألف متفرج .

بالموازاة مع فنون التبوريدة يتابع زوار موسم مولاي عبد الله أمغار كل يوم عروض ولوحات فنية من فن الصيد بالصقور الذي ينشطه الشرفاء القواسم والذين يحافظون على القواسم المشتركة قبائل عريقة بالمشرق العربي التي يشهد لها بالضلوع في ممارسة هذا النوع من الصيد ومنهم من لا يفوتون الفرصة لحضور فعاليات الموسم السنوي قادمين من الإمارات العربية والبحرين وغيرهما من البلدان العربية .

ليالي موسم الوالي الصالح مولاي عبد الله أمغار تختلف عن نهارها ، بعدما ينفرج غيم دخان الباررود وتنسحب الخيول من المحرك ، تحتلف فرق شعبية تقدم فرجة تقليدية ضاربة بجدورها في الثقافة المغربية العريقة ، فن الحلقة الذي يستقطب رواد جدد إلى جانب آخرين مخضرمين يقدمون عروضا مختلفة من قبيل عبيدات الرمى والهيت والهزل والحكايات الشعبية .

موسم مولاي عبد الله أمغار أعاد الحياة للعديد من أشكال وألوان الحلقة بتوجيه الدعوة لعدد من الرواد من مختلف الأقاليم لتأثيت المشهد الليلي بالمحرك وإتحاف الزوار وعشاق فنون الحلقة بأجود وأحسن العروض الفنية الشعبية ، هذا إلى جانب العديد من الأنشطة الفنية والرياضية والتجارية الأخرى التي يشهدها محرك الموسم كل ليلة .

ويعود الموسم السنوي مولاي عبدالله أمغار  ويتوقع أن تكون نسخة 2022 فضلا عن أنها نهاية مرحلة استثنائية أرخت بظلالها على كل الأنشطة والمواعد الثقافية بالمملكة، لحظة هامة في عودة الحياة الطبيعية لأكبر موسم على الصعيد الوطني ضارب في عمق التاريخ، بتراثه اللامادي المتنوع الذي يشكل جزءا مشعا من الذاكرة الوطنية المشتركة.

ويشكل موسم هذه السنة حدثا من الأهمية بمكان، كونه المرتكز الأساسي المعول عليه لخلق الانتعاشة الضرورية، في السياحة الداخلية بإقليم الجديدة الذي يتربع على عرش «سياحة المواسم»، إذ مما لاشك فيه أن غيابه لسنتين، أثر على الولع التاريخي الذي يربطه بكل قبائل دكالة وبزواره من داخل المغرب وخارجه.

موسم مولاي عبد الله يقدم للزوار أطباقا ليلية من الفرجةالفنية للترويح عن النفس والخروج من الروتين والرتابة بمتابعة سهرات فنية يحييها  ألمع نجوم الأغنية الشعبية ويتوقع أن تستقطب نسخة هذه السنة  عددامن الزواريفوق النسخ السابقة ، حيث من المحتمل أن يتجاوز عدد الزوار 4 مليون زائر ,

موسم الوالي الصالح مولاي عبد الله هو قبل هذا وذاك ، عطلة سكان المجال القروي ومنفس الفلاح ونشاط اقتصادي موسمي متميز  يمكن ساكنة المنطة من تحقيق دخل مالي محترم كمردود لمختلف الأنشطة الخدماتية والتجارية التي يقبلون عليها خلال أيام الموسم  .

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *