نظمت فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية وفرع الجديدة لفيدرالية اباء وامهات واولياء التلامذة بالمغرب بدعم من جماعة الحوزية يوم السبت 30 نونبر 2024 صبحية بيئية بغابة الحوزية ، هذه الصبحية التي تابعتها العديد من المنابر الإعلامية والاذاعية همت جمع الاكياس والقنينات البلاستيكية التي يبدو أن بعض مرتادي هذه الغابة من عشاق الاستجمام وممارسة الرياضة الغابوية يرمون بالمخلفات البلاستيكية بداخلها بالإضافة الى بعض الركام من النفايات التي يحملها البعض على “التريبورتورات” ويتخلصون منها وسطها ويتهم بعض من من التقيناهم في الطريق المقاهي والمحلات المتواجدة بالمنطقة ومحيطها الذين قالوا ان اصحاب هذه المحلات مسؤولون هم و بعض رواد الغابة عن ما الت اليه اوضاعها اذ تحولت جنبات منها إلى مزابل صغيرة بين الأشجار تدمر البيئة وتسيئ لفضاء المنطقة.
شارك في هذه النشاط متطوعون ومتطوعات من جمعيات المدينة ومهتمون بالبيئة بالإضافة الى العديد من الفاعلين بمدينة الجديدة بحضور وازن للعنصر النسائي . حيث قسمت مجموعة المتطوعين والمتطوعات الى فريقين انطلقا من قرب مركز الدرك بالغابة ليلتقيا في الجانب الاخر منها بعد ان قطعا كل فريق حوالي أربع كلومترات ليصل محملا بأكياس النفايات التي ستنقلها مصلحة النظافة بجماعة الحوزية الى المطرح في أكياس كانت هذه الجماعة قد وفرتها لهذا النشاط البيئي.
تجدر الإشارة ان غابة الحوزية تشكل رئة مدينة الجديدة واحد مكوناتها الاساسية للحفاظ على التوازن البيئي. هذه الغابة غرسها الاستعمار الفرنسي سنة 1942 لتثبيت الكثبان الرملية البحرية، والمساهمة في الاقتصاد من خلال تزويد السوق المحلي بالخشب أصبحت الان بعد التطور الصناعي التي عرفته المنطقة عنصرا مهما لتنقية الأجواء من التلوث كما غدت وجهة لممارسة الرياضة بداخلها خاصة رياضة المشي والتجوال في فضاءاتها ، فهي من اهم الغابات بالإقليم تشغل مساحة 1073 هكتار على تراب جماعة الحوزية اذ تمتد لحوالي 8كيلومترات بين مدينتي الجديدة وازمور مع إطلالة مباشرة على الشريط الساحلي للجماعة الترابية الحوزية ، وتتميز تشكيلتها النباتية بالتنوع والاختلاف، حيث نجد من اهم انواعها: شجر الاوكالبتوس والاكاتيا.ونباتات وشجيرات شوكية كانت فيما مضى مكانا لتنوع بيولوجي يضم مجموعة من الحيوانات كالأرنب البري والقنفد …وأصناف الطيور النادرة وغيرها من الحيوانات الغابوية التي اندثر بعضها وتقلص عدد البعض الاخر بشكل كبير نتيجة التلوث وتدمير محيط عيشه بسبب النشاط الإنساني السلبي خصوصا بعد ان أصبحت الطرق المعبدة تخترقها ويستعمل مساراتها الترابية السيارات والدراجات الرباعية التي تستغلها بعض المواقع السياحية. كل ذلك لوث الغابة بالضجيج المزعج لتلك الحيوانات التي اختفت من فضاء الغابة ناهيك عن مهاجمتها من طرف الاسمنت من كل جانب اذ اقتطع من مساحتها سابقا جزء كبير لخلق ملعب الكولف مع ما يتطلبه من مرافق وفضاءات ، والتهم المنتجع السياحي مزغان هو الآخر فيما بعد مساحة شاسعة منها ، بالإضافة الى المركب السياحي لنساء ورجال التعليم ، .ولتنضاف إلى هاته المنشآت مراكز ومنشآت أخرى عامة وخصوصية بدورها اقتطعت والتهمت مساحات كبيرة من ذات الغابة، حيث استوجب الأمر اجتثاث مئات الأشجار من أجل إحداث الكتل الإسمنتية ومختلف المرافق التابعة لها وعوض إيقاف هذا التمدد الاسمنتي تستمر الة قلع الأشجار لاحداث تغييرات هيكلية للمجال كما هو حال مشروع مركب سكني كبير الجاري فيه العمل منذ مدة على يمين الطريق الوطنية بين الجديدة وازمور .
الجميع يؤكد انه ليس ضد المشاريع التي تساهم في تنمية المنطقة بشرط ان تكون في خدمة الاغلبية من ساكنتها من جهة ومن جهة اخرى عدم الاضرار بالتوازن الايكولوجي وتدمير المجال الغابوي وتهديد ساحل البحر وتلويث الفرشة المائية وتقليص لمساحة الأراضي الفلاحية المجاورة للغابة وتهجير سكانها . فلا يمكن القبول تحت اية ذريعة كانت ومهما كان حجم المشروع واهميته السياحية والعمرانية ان تباد غابة وجودها تطلب سنين طويلة واصبحت تشكل رئة الجديدة ومحيطها . لحد الان لا علم لساكنة الجديدة بوجود اية دراسة لجدوى المشاريع المنجزة او قيد الانجاز واثارها على البيئة والصحة العامة للمواطنين ولا نعرف بالضبط اهدافها والمستفيدين منها ومدى انعكاساتها على التنمية الحقيقية للمنطقة وهل برمج اصحاب تلك المشاريع تعويض الاشجار المنزوعة وغرس غابة أخرى في منطقة مجاورة بنفس المساحة ؟ ..اما على مستوى اخر فيفاجأ رواد الغابة كل مرة بعملية اجتثاث لأشجارها كما وقع في احد ايام شهر فبراير 2022 عندما وجد هواة المشي الصباحي عددا من العمال مع آلات يعملون على قدم وساق في قطع الأشجار من جدورها وتسويتها بالأرض قيل ويال الغرابة ان الموقع المعني الذي يوجد وسط الغابة محفض في ملك احدهم ويبدو ان العملية كانت جسا لنبض المجتمع المدني وساكنة المدينة في انتظار الاجهاز على هذه الغابة التي تتآكل رويدا رويدا واللافت للانتباه أكثر، أن ما تبقى من اشجارها يتساقط عند هبوب الرياح والعواصف و يتعرض لظواهر غريبة كالتلويث البشع لفضاءات الغابة والموت الغامض والجماعي لأشجارها، بحيث تتراءى لكل من يمر بمحاذاتها أشجار عديدة جدا وقد تجردت من أوراقها ويبست جذوعها وأغصانها وكانها تعرضت لحريق مروع .
ان هذه الصبحية البيئية التي اقامتها فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية وفرع الجديدة لفيدرالية اباء وامهات واولياء التلامذة بالمغرب لم تنظف الغابة رغم جمع عدد كبير من الاكياس البلاستيكية من الحجم الكبير مليئة بالقنينات والمواد البلاستيكية ، هذه الغابة اصبحت تحتاج الى عملية من حجم كبير لاخراج مابها من نفايات واشجار ساقطة ونباتات ميتة .ان الهدف الاساسي من عملية اليوم بالاضافة الى النظافة وجمع القنينيات هو دق ناقوس الخطر وتحسيس الساكنة والمسؤولين والمجتمع المدني لما تتعرض هذه الغابة من قتل يبدو متعمدا . وهو ما يتطلب من المسؤولين عن الاقليم والشأن البيئي والجهات المختصة من المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بالجديدة باعتبارها القطاع الوصي على الملك الغابوي والمندوبية الإقليمية للأملاك الدولة باعتبارها الجهة المالكة للعقار الذي تقع فيه الغابة وكذا مسؤولي الشان المحلي والاقليمي ضرورة التدخل لإنقاذ هذا التراث الطبيعي وذلك باتخاذ ما يلزم للحفاض على هذه الغابة خصوصا ما يلي :
1- اعداد دراسة علمية شاملة لوضعية الغابة على جميع المستويات واسباب الموت البطيء التي تعرفه اشجارها واتخاذ الاجراءات المناسبة للحفاض عليها وصيانتها. وكذا تعويض ما اتلف وسقط من اشجار وغرس الامكنة الفارغة بالغابة
2- ايقاف عملية اجتثاث الاشجار وعمليات السطو على الملك الغابوي بأساليب فيها شبهة التحايل على القانون وفتح تحقيق شامل لوضعيتها العقارية
3- وضع نضام حراسة جادة للغابة ووضع حد لبعض الممارسات السلبية ومنع استعمال ممراتها كطرق للسيارات والدراجات وتحويل الممرات الترابية للغابة موقفا للسيارات
4- القيام بحملة نظافة وجمع للأشجار المتساقطة داخل الغابة وهي كثيرة وتنظيفها الدوري من النفايات والقيام بعمليات تحسيس وفرض غرامات على المخالفين
5- ردع اصحاب المحلات والمقاهي بالمنطقة للحيلولة دون تحويل الغابة الى مطارح سرية لمخلفاتهم
6- تحسيس المجتمع المدني لساكنة ازمور والجديدة بضرورة القيام بحملات مشابهة كل ما اقتضى الامر دلك
7- فتح الطريق الساحلية المصنفة لتقليل استعمال الطرق المعبدة التي تشق الغابة
اللجنة المنظمة