أختتمت ليلة السبت 14 دجنبر الجاري بالجديدة، فعاليات الدورة 21 للملتقى الدولي للموسيقى الأندلسية المغربية “أندلسيات”، بإحياء عرض موسيقي بمنتجع مازغان، تحت عنوان “صيحة العيطة”، جمع كل من فرقة الفنان خالد البوعزاوي، بمشاركة الفنانة سكينة فحصي، وجوق الموسيقى الأندلسية المغربية برئاسة الأستاذ محمد ابريول، حيث كان الختام بوصلة موسيقية مشتركة بين جوق محمد ابرويل وفرقة الفنان خالد البوعزاوي.
واستهلت فعاليات هذه الدورة المنظمة من قبل جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب، من 12 إلى 14 دجنبر الجاري، تحت شعار “الأنطولوجيا في خدمة المحافظة على التراث الأندلسي المغربي الآلة”، بتقديم فقرتين موسيقيتين، بمدينة الدارالبيضاء، همت الفقرة الأولى سيمفونية موسيقية تحت عنوان “في وئام تام” للموسيقي نبيل بنعبد الجليل، والفقرة الثانية “تهذيب الأذواق بنزهة في العشاق” قدمها جوق روافد طنجة برئاسة عمر لمتيوي الباحث في موسيقى الآلة. وتم إحياء حفل ثاني بمسرح محمد الخامس بالرباط، تحت عنوان “لازال الشمع شعيل” برئاسة الأستاذ آمين دبي، مع جوق الموسيقى الأندلسية، تخللته إنشادات ورقصات الفلامينكو والملحون.
وشهد ختام هذه الدورة حضورا متميزا، حيث تفاعل الجمهور بشكل مثير مع فقرات “صيحة العيطة” لخالد البوعزاوي، التي شاركته فيها الفنانة سكينة فحصي، والتي أبدعت في خلق صوت ثنائي بلون شعبي متمكن من أدوات الحرفة التقليدية العصرية. وعن هذه التظاهرة الفنية أكد منير الصفريوي، عضو جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب، في تصريحات صحفية، أن هذه الدورة تشكل محطة مهمة في مسار الملتقى، حيث هناك سعي حثيث من أجل الحفاظ على التراث الموسيقي المغربي، وإبراز التكامل الغني بين الموسيقى الأندلسية وفن العيطة، مشيرا إلى أن الهدف من خلال طرح شعار “الأنطولوجيا”، هو جعل هذا التراث الغني والمتفرد في متناول الجمهور باختلاف العمق التاريخ والفني.
وشملت فقرات الدورة المنظمة بتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع مجلس جهة الدارالبيضاء سطات، تنظيم ندوة علمية حول موضوع الدورة الذي يسلط الضوء على الأنطولوجيا ودورها في خدمة المحافظة على التراث الأندلسي المغربي الآلة، حيث شكل هذا الموعد مناسبة للتأكيد على تعلق المغرب بتراثه الحضاري والثقافي اللامادي، والذي تعد الموسيقى الأندلسية “الآلة” أحد مكوناته الأساسية.