الجمعة. ديسمبر 20th, 2024

كيف سيصبح العالم غدا ذاك الذي سوف يسكنه أحفادنا ؟

عزالدين الماعزي

نظمت الجمعية الاقليمية للشؤون الثقافية بالتعاون مع مديرية الثقافة والمكتبة الوسائطية التاشفيني وصالون مارغان للثقافة والفن بالجديدة، الدرس الافتتاحي للموسم الثقافي2023/2024 تحت عنوان:” العالم غدا ذاك الذي سوف يسكنه أحفادنا”، ألقاه الباحث في الجماليات الأستاذ موليم العروسي يوم الجمعة 6دجنبر2024 بالمكتبة الوسائطية الجديدة التي غصت كالعادة بحضور مكثف.
بعد تقديم المسير الأستاذ ادريس لمرابط للمحاضر بكونه أحد أعمدة فلسفة الجمال بالمغرب؛ حاصل على الدكتوراه في علم الجمال والاستيطيقا والسياسة من جامعة السوربون ودكتوراه دولة في الفلسفة والأدب الفرنسي وأستاذ الفلسفة وعلم الجمال بجامعة الدار البيضاء ورئيس قسم الفن التشكيلي بالكلية وغيرها من المهام والأنشطة والاصدارات الابداعية والفكرية..
تناول الكلمة الأستاذ موليم العروسي قائلا: إنه لا ينسى مكان إقامته أيضا بالجديدة وأنها سنوات الالتزام بالسياسة وثورة الشباب بحثا عن التغيير الممكن.. وأن العالم القديم أساسه التغيير بسرعة ولا يمكنه الانتظار مشيرا إلى مقولة هيجل “الفلسفة تأتيني في المساء”، كذلك العلوم الانسانية تنتظر الظواهر لتحليلها لكن العالم اليوم لا يسمح بذلك فكل شيء سريع وباليقظة والانتباه سيظل الأمر كذلك، كأنك تعيش 20 عاما من جديد. التفكير في أشياء جديدة ومتابعة الأحداث (أن تكون اليوم، أن تكون غدا) ..
وحدد الاستاذ الباحث موليم العروسي تحولين : الأول جغرافي(مكاني)، فيه حروب والتحول الثاني كتجاوز لمفهوم الانسان.
في الأول، تبدو الحرب وكأنها مقدمة لما يأتي مثال الضجيج حولها سوى ما نرى في الطريق التي يسير فيها التحول. تستغلها أمريكا كقوة ضاربة لخنق قوة الصين، مع الإشارة إلى أن هناك لعبة في أمريكا واحدة للحروب وأخرى للتحول الاقتصادي..
فهي القوة الاقتصادية الأولى في العالم ولا مكان للصين فيها بخلق مشكل التايوان. وفي اطار التنافس على الممرات البحرية بتنويع الحزام التجاري عن طريق الحزام والطريق… وبما أن الدولار في طريق الانهيار فأمريكا تمنع تصدير الرقائق إلى الصين والسبب يتعلق بالأمن القومي..
وطرح سؤالا : إذا انهار الدولار، ماذا سيقع؟ هل ستنهار امريكا ؟ وأضاف المحاضر لذلك نراهما يتسابقان لفتح سوق جديد في افريقيا كي تكون السوق القادمة على المستوى الاقتصادي، فالصين لا تتعامل بالأسلحة وليس لها جنود خارج بلدها…
وكخلاصة تتحول السيطرة من الغرب إلى الشرق بل تتحول الأدوار بتغيير الجغرافيا وسياسة البلدان ويبدأ تغيير التفكير حيث يتم التغيير عن طريق التجارة وتغيير الطريق.
أما التحول الثاني، فهو التغيير الجذري (الانسان) بما هو حيوان ناطق أو عاقل الذي يستعمل المنطق ويفكر، فتعريف الانسان صعب ومتشابك من الأنس، والانسان كائن اصطناعي يأنس بالأخرين وبغيره.. وحين يتعلق الأمر بالتعاريف الأخرى فهو انسان يتغير حسب الثقافة…
وأشار إلى حوار سابق مع صديق له: أن الألة أظهرت قصور فكر الانسان. فالصين قوة اقتصادية علمية قادمة. عن دخول الذكاء الاصطناعي قال : عندما دخل غوغل علينا أصبح العالم شكلا أخر، أصبح هناك علماء غوغل واختفى علماء الظاهر.. فالذكاء هو الذي يميز الانسان؛ يقوم بالتجارب ويحللها ويضعها في مفاهيم ويحافظ على ذاكرته. الصينيون نجحوا في العمل، يتعاملون بالماضي بطريقتهم. فالقوة الرهيبة هي التي تتجاوز قصور الانسان بالذكاء..
ليطرح عدة أسئلة ومشاكل : هل سيأتي اليوم الذي سيكون فيه الذكاء يحب ويكره..؟
هل معنى ذلك سنكون مسلوبي الإرادة أمامه؟
إن أصبح الذكاء يقوم بالتجارب ويحلل فسينتهي الانسان أو يضع نهايته على يد الذكاء الاصطناعي وتصبح المدرسة والمثقف والسلطة المركزية في طريق التجاهل، لأن الذكاء الاصطناعي صُنع بطرق غربية يحلل ويقدم مفاهيم وثقافة غربية..
ومدى تأثير هذه الاشارات والتطور التكنولوجي وتأثيرهما على الموسيقى والكتابة والاقتصاد التشاركي وقيم التملك الفردي ستنتهي.. كيف سيصبح العالم غدا ذاك الذي يسكنه أحفادنا ؟

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *