اهتز مسرح عفيفي بالجديدة على إيقاعات الثقافة الأمازيغية في إطار أمسية فنية استثنائية نظمتها المديرية الإقليمية للثقافة بالجديدة وسيدي بنور، بشراكة مع الجمعية المغربية للصحفيين الفنانين.
وقد منح هذا الحدث، الذي احتفى بالسنة الأمازيغية 2975، الجمهور فرصة فريدة للغوص في التراث الغني والأصيل لهذه الهوية العريقة.
منذ الساعة السابعة مساءً، تدفق الجمهور المتحمس إلى القاعة، مستعدًا لخوض تجربة ثقافية متميزة.
افتُتحت الأمسية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها عزف النشيد الوطني المغربي، مما أضفى على الحفل أجواء من الاحترام والرهبة. وفي كلمته الافتتاحية، رحب المدير الإقليمي للثقافة بالجديدة بالحضور، مشددًا على أهمية هذا الحدث في الحفاظ على التراث الأمازيغي والترويج له.
تحولت الأمسية لاحقًا إلى رحلة فنية حقيقية، أحيتها عروض مبهرة قدمها فنانون بارزون مثل شعيب دوّيب،والفنان الأمازيغي الرائع نور الدين نعيم، ومهدي الوقواقي، كما أبدعت فرق موسيقية مثل “خميس باند” و”إسلان سلوان” في إمتاع الجمهور بمقطوعات موسيقية عذبة وإيقاعات آسرة تجسد غنى وتنوع الثقافة الأمازيغية.
موازاة مع ذلك، تم تكريم الرسامين المشاركين في المعرض المقام أخيرا برواق الحي البرتغالي من خلال منحهم شهادات تقديرية، هذا الحدث الذي كان بمثابة إعلان رسمي عن انطلاق الموسم الفني والثقافي 2024/2025، الذي يؤكد التزام المديرية الثقافية بدعم المواهب المحلية وتشجيعها.
وقد اختتمت الأمسية، التي أدارتها الفنانة شيماء الرداف بكل أناقة، بعرض فني مؤثر ترك الحضور في حالة من الانبهار والسعادة.
تجاوزت هذه الاحتفالية حدود الفرح لتؤكد على أهمية الحفاظ على قيم التعايش والتنوع الثقافي، التي تشكل جوهر الهوية المغربية.
وبهذا، أسدل الستار على تلك الليلة التي احتضنها مسرح عفيفي بكل حميمية، محمّلاً بذكريات ومشاعر فريدة، في شهادة حية على ارتباط الأمازيغ العميق بهويتهم وأرضهم وتاريخهم.