بقلم ابو ايوب :
اهداء لرب اخ لم تلده امي الاعلامي العصامي الصادح الفاضح النسر الجارح في فضح الفسدة المفسدين و المتميز بجرأته المعهودة كما عهدته و القابع خلف القضبان ، بالتالي هو اهداء لصوت الضمير الجماعي لساكنة ارض اليقطين….دكالة .
باي باي ماما عنوان مقالين نشرا تباعا على موقع الجديدة نيوز لصاحبه القابع خلف القضبان ، و كان هذا منذ ثلاث او اربع سنوات خلت ، تعرضت فيهما او تطرقت فالامر سيان ، الى تآكل النفوذ الفرنسي بالقارة السمراء سياسيا/ عسكريا/ ثقافيا ، و بداية الانهيار كانت بالكوت ديفوار و التدخل الفرنسي الذي ادى في النهاية الى اعتقال الرئيس غباغبو/ جمهورية افريقيا الوسطى مثالا لا حصرا) ، حيث امست الفرانكوفونية ثقافيا و فرنسا سياسيا /عسكريا /اقتصاديا ، لنقل في خبر كان لصالح تمدد النفوذ الروسي الصيني الايراني ، و الياباني الامريكي على حساب المصالح الفرنسية في مستعمراتها السابقة بالقارة السمراء الواعدة .
و تجدر الاشارة الى ان حوالي اربعة عشر دولة افريقية كانت تحت الاحتلال الفرنسي ، و ان فرنسا جنت من هذه المستعمرات حوالي 440 مليار دولار سنويا منذ ان غادرت افريقيا تحت عنوان منح الاستقلال لهذه الدول ، اي بما معناه ان ماما فرنسا استولت بعد الاستقلال على خيرات و مقدرات هذه الدول ، و هذا ما اعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و رئيس الحكومة الايطالية ( تصريحات موثقة بالصوت و الصورة ).
اليوم ماما فرنسا تعيش أسوء كابوس في تاريخها المعاصر منذ قيام الثورة الفرنسية ، لغتها مصنفة عالميا في الرتبعة التاسعة و اقتصادها ترهل و زادته ازمة اوميكرون في ظل حكم ماكرون ترهلا ، فيما القوة العسكرية في تقهقر مستمر بخاصة في مالي و النيجر و بوركينا فاسو و جمهورية افريقيا الوسطى و التشاد ، في الوقت الذي تتحسس الزعامات السياسية الحاكمة في كل من السينغال و ساحل العاج….. رؤوسها خوفا و استدراك لأمر لا يسر .
ما يعزز الطرح و صدق التنبؤات ما اعلنت عنه الشعوب في شوارع عواصم كل مالي و النيجر و بوريكانو فاصو تضامنا مع قادة الانقلابات العسكرية في هذه الدول، و كنتاج بادرت فرنسا الى بداية الانسحاب العسكري الكلي من منطقة الساحل و الصحراء مسرح نفوذها ، فاسحة المجال لكل من روسيا و الصين و من يدور في فلكهما و الجزائر مثال ، و هذا ما يؤكده مدى التعاون الاستراتيجي العسكري ….بين الودلتين الآسيويتين و هذه الاخيرة ، بل تجدر الاشارة ايضا الى مدى التقارب الامريكي مع الجزائر في مجالات عدة ، و ليس آخرها زيارات قادة الجيوش الامريكية للجزائر و دعوتها لحضور اجتماعات حلف الناتو كمراقب كما دابت العادة ، فضلا عن صفقة 8 طائرات نقل عسكرية من آخر طراز نوع هرقل س 130 للنقل العسكري .
هنا اتسائل بعفوية عن مغزى هذا الود الامريكي اتجاه الجارة الشرقية؟ و لماذا كل هذه المساعي الفرنسية الحثيثة لخطب الود كما تفعل امريكا ، زيارات لودريان وزير الخارجية الفرنسي/ الاعتذار الفرنسي الملتبس على تصريحات ماكرون مثال من امثلة عدة ؟ و آخرها المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيسين الجزائري و الفرنسي بخصوص القمة الاوروبية الفرنسية المزمع عقدها ببروكسيل عاصمة بلجيكا ! .
للعلم ، فرنسا اليوم هي من تترأس الاتحاد الاوروبي ، و في حالة المزيد من تازم العلاقات الفرنسية الجزائرية ، فمن شبه المؤكد ان لا افق نجاح للقمة المرتقبة ، و هذا ما سيفسح المجال لتراجع نفوذ متزعمة الاتحاد الاوروبي لصالح كل من امريكا و الصين و روسيا دوليا ، و الجزائر ومحورها مع كل من نيجيريا و جنوب افريقيا و مصر و اثيوبيا و باقي الدول الوازنة افريقيا ، و هذا بالضبط ما يقلق ماكرون في عز انتشار اوميكرون و الحملة الانتخابية على مشارفها.
اليوم اصبح بامكاني الجزم و القول بان فرنسا اصبحت منذ الآن جزءا من التاريخ و ما هي الا مسالة وقت قياسا بعمر الانظمة و الدول ، و هي في هذا تلتحق بالامبراطورية التي كانت و اشدد على (كانت ) لا تغيب عنها الشمس و هذا ما دأبت على ترديده على موقع الجديدة نيوز لصاحبه القابع خلف القضبان فك الله اسره . و اليوم كذلك عرافتي اخبرتي كما المعتاد و في مناسبات عدة سابقة ب : أن لكل شيئ اذا ما تم نقصان …..فلا يغر بطيب العيش انسان ، و هي ايضا من اخطرتني بتمدد محور و حلفاء على حساب تبدد حلف و ادوات و احداث الامارات و السعودية ، و ما تخللها من ازمة سوريا و العراق و اليمن و لبنان و قطاع غزة ، و ما تبعها من احداث اوكرانيا و سقوط الشبح الاسطورة الاف 35 شرق المتوسك و بحر الصين الجنوبي و قضية تايوان و ملف ايران ……
أنعمتم مساءا كل بحسب تموقعه الجغرافي ، فمنكم من هو قابع خلف القضبان ، و منكم من هو اسير قضبان وطن ، بخاصة بعدما اصبح الوطن سجنا يتسع للجميع ، و الى مقال آخر ما دام هناك رمق من حياة .