بقلم ابو ايوب
لطالما رددنا جميعا ملكا حكومة و شعبا بان ملف الصحراء طوي و بان القضية حسمت كما جاء على لسان اكثر من مسؤول مغربي( وزير الخارجية السيد بوريطة/ الممثل الدائم بالامم المتحدة السيد عمر هلال مثال) ، لكن اليوم يبدو الامر غير ذلك بحسب المحللين و المراقبين الدوليين، كيف ذلك ؟
بعد جولة ديمستورا المبعوث الشخصي للامين العام الاممي الاخيرة شهر يناير الماضي للمنطقة ، جولة استهلها بالمغرب المعني مباشرة بالقضية دامت يومين التقى خلالها بالمسؤولين المغاربة ، لينتقل بعدها مباشرة الى مخيمات اللاجئين بتندوف جنوب غرب الجزائر التقى خلالها بابراهيم غالي زعيم الجبهة و بعض قياداتها حيث مكث هناك يوميين ، بعدها توجه الى كل دولتي الجوار موريتانيا و الجزائر بصفتهما عضوين مراقبين معنيين بملف الصحراء ( حسب التصريح الأممي).
بحسب المتتبعين الدوليين تأتي زيارته للمنطقة من اجل احياء المسلسل الأممي الذي تعثر منذ ازمة الكركرات و اعلان الجبهة عن انهيار اتفاق وقف اطلاق النار الذي اشرفت عليه الأمم المتحدة سنة 91 ، اتفاق صدر بشانه قرار لمجلس الأمن الدولي تحت رقم 690 . كما اكدوا على ان جولته هذه جاءت وفق التوصية المشتركة للأمم المتحدة و الاتحاد الافريقي ذات الصلة بملف الصحراء ، و من المرتقب ان يقدم تقريرا مفصلا للأمين العام غوتيريش قبل عرضه على اعضاء مجلس الامن الدولي .
الاخبار الواردة من خارج الحدود تشير الى انعقاد جلسة لمجلس الامن الدولي بداية من 20 ابريل الجاري ، جلسة ستخصص لتقرير يقدمه رئيس مهمة بعثة الأمم المتحدة بالصحراء ( المينورسو/ روسي الجنسية) ، و من بعد لتقرير المبعوث الشخصي ديميستورا الذي سيتم عرضه الأمين العام و على اعضاء مجلس الامن الدولي ، كما تجدر الاشارة الى ان بريطانيا هي من تتولى الرئاسة الشهرية لجلسات المجلس .
من المؤكد ان ديميستورا ينتهج اسلوبا مغايرا لمن سبقوه ، و هو يسعى جاهدا الى جمع طرفي النزاع و بث الروح في العملية التفاوضية من جديد ، مدعوما في مسعاه هذا بالمواقف المعبر عنها من مختلف القوى و المنظمات الدولية ( الخمس الاعضاء الدائمي العضوية/ الاتحاد الاوروبي/ الاتحاد الافريقي ) ، مسعى يريد تحقيقه انطلاقا من المقاربة التشاركية بين الامم المتحدة و الاتحاد الافريقي ، و رغم علمه بالصعاب التي تعترضه في سبيل تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع و هدم الفجوة التي تحول دون تقدم مسار التسوية ، الا انه يعاند بقوة من اجل انجاح مهمته وفق ما تقتضيه الظرفية الحالية على الصعيد الدولي و القرارات الاممية ذات الصلة بالقضية .
اما في حالة فشله ، فمن المؤكد الأكيد أنه سيكون اخر مبعوث اممي للصحراء ، بالتالي قد يتولد عن هذا سحب لبعثة المينورسو و انهاء التواجد الاممي بالصحراء ، و ما يتمخض عنه من تطورات خطيرة على كافة الأصعدة قد تتطور لحرب تقليدية اقليمية المنطقة في غنى عنها ، وضع بتقديري جد مستبعد ، هذا فضلا عن حرص القوى الدولية الفاعلة و المنظمات القارية على الأمن و السلم و الاستقرار بشمال غرب افريقيا ، ما يعزز الطرح ، الحرب الروسية الاوكرانية و ما نتج عنها من هجرة جماعية و ازمة لاجئين غرب اوروبا ( من بولونيا نحو المانيا…..حوالي ربع الساكنة) ، و في حالة نشوب حرب تقليدية اقليمية بشمال غرب افريقيا ، تفتح جبهة اخرى ثانية في الخصر الرخو لأوروبا و ما يتولد عنها من تبعات ( اللاجئون الفارون من اثون الحرب) ، ثغرتين لا قبل لاوروبا و المنظومة الغربية في شموليتها بها .
سيناريو اقرب للحقيقة المرتقبة ، و لتجنب الكارثة يتوجب على الامم المتحدة و مجلس الامن الدولي ممارسة ضغوط ، بالتالي السؤال يفرض نفسه ، على من ستمارس هذه الضغوط ؟ و سواء مورست على هذا الطرف او ذاك ….فالامر سيان ، و هذا ما يثبث ان القضية لم تحسم بعد و ان الملف لم يطوى كما نعتقد او نتصور .
لذا قلت بأن القوى الدولية ….لن تسمح بفشل ديميستورا في مهمته المستحيلة ، بالتالي ستصعد من ضغوطها تدريجيا توطأة لقرار مجلس الامن الدولي المرتقب صدوره نهاية اكتوبر القادم ، و فق تطورات الوضع الميداني للحرب الروسية الاوكرانية ، و هي الحرب التي اخذت ابعادا اخرى أحيت صراع الشرق و الغرب ، مجموعة معاهدة شنغهاي ( روسيا.الصين.الهند.باكستان.ايران….) تتمدد على حساب مصالح المنظومة الغربية بزعامة امريكا ، حرب ثلاثية الابعاد ( حرب طاقية/ حرب خضراء” ازمة الغذاء”/ حرب اقتصادية اسقاطية للدولار رمز الهيمنة لانهاء السيطرة المالية) .