بقلم أبو أيوب
ثلاث اسلحة فقط تكفي لتدمير أمة تدميرا شاملا يفوق بكثير ما خلفته كارثة هيروشيما و ناكازاكي باليابان ، اذ لا حاجة للسلاح النووي و لا الكيماوي و البيولوجي .
1- الاسرة من خلال استهذاف دور ربة البيت و تبخيس ما تقوم به من تربية و رعاية للأطفال ، مع حصر دورها في تدبير الشؤون المنزلية ، بالتالي الدفع بها الى الاعتقاد بأن هذا هو دورها الطبيعي ( رعاية و طبخ) و ما عداه من تربية و تعليم…. متروك امره للزوج .
2- التعليم عبر الحط من قدر رجل التعليم و النقص من قيمته في المجتمع ، حتى لو اقتضى الامر الجعل منه موضوع سخرية و ازدراء ، الامر الذي يؤثر سلبا على نفسيته و نفسية المتمدرس معا ، بالتالي يقتصر دوره في الجانب الوظيفي اكثر من الجانب التربوي التعليمي ، اي بمعنى الاستثمار في العنصر البشري تنشأة لأجيال المستقبل ، خلاف ما نعيشه اليوم من استحمار للعنصر البشري عماد ديمومة الامة ( فرض برامج تعليمية استبغالية بطبوطية واستبلادية مسمنية و استغبائية حرشية و قس على هذا المنوال .
3- القدوة و قدوة اي أمة علمائها و نبغاءها و فلاسفتها و من هم على الشاكلة من باحثين …..، هؤلاء يتم استهذافهم من خلال محاصرتهم اعلاميا و تجنب نشر اخبارهم ، و مقاطعة ندواتهم و التحريض عليهم مع التقليل من اهميتهم و حرمانهم من لعب اي دور في تدبير شؤون الامة او اقتراح بدائل و لو كان هذا بالحجة و الدليل ، امثال هؤلاء يصدرون مرغمون للخارج حتى لا اقول بهجرة الادمغة الاضطرارية ، بحثا عن فضاءات رحباء لم توفرها لهم دولتهم ، لصقل مواهبهم و المساهمة فيما يعود بالنفع على البشرية .
اسلحة الدمار هته تجسدها لوحة مرمرية خطت بلون ذهبي على مدخل جامعة جوهانسبورغ بدولة جنوب افريقيا ما بعد سقوط نظام الميز العنصري و تسلم نيلسون مانديلا السلطة في البلاد ، وقتذاك قرر الاستثمار بدل الاستحمار في العنصر البشري ، و هذا بالضبط ما طبقته دول افريقية كرواندا مثلا و آسيوية كسنغافورة …..، حيث مرتبة المعلم و الاستاذ و راتبهما اعلى درجة من الوزير او اي مسؤول حكومي آخر ، الرئيس الروسي بوتين مثلا كم من مرة فاجأ معلميه القدامى الاحياء بزيارتهم و تفقد احوالهم .
أمثلة اجتمعت فيها كل معالم القدوة و الاسرة و التعليم عبر الاستثمار في العنصر البشري تنشأة للاجيال القادمة ، و في هذا تحفيز على رفع المشعل و الاحساس بالمسؤولية الملقاة على الاجيال الصاعدة كحتمية تاريخية ضرورية لديمومة حياة امة ، و فرض وجودها و استقلالية قرارها السيادي و السياسي على حد سواء ، و ويل و ثبور و عظائم امور لأمة إقرأ التي لم تعد تقرأ بعدما اخلفت موعدها مع التاريخ .