كولومبيا ضامنة الحديقة الخلفية لأمريكا سقطت ….عنوان ارتخاء القبضة الغربية و بداية الانعزالية الامريكية ، عالم جديد طور التشكل و لا مكان فيه للبهلوانات ” زيلينسكي/ جونسون مثالا لا حصرا و ما اكثرهم في وطننا العربي ” .
بقلم ابو ايوب
كولومبيا بابلو ايسكوبار تاجر المخذرات الذي ساهم بقسط وفير في حماية السلم الاجتماعي ببلده ، كولوبيا اول منتج و مورد للكوكايين الى العالم ، بالضبط عبر وسطاء منهم الكثير من الاجهزة المخابراتية على رأسها عناصر من السي. اي. اي الذيت تورطوا او ورطوا ….كما الشأن بتجارة الاوبيوم بافغانستان قبل الغزو الغربي ، هذا بالضبط ما يحيلنا قطعا الى النهج الغربي في اركاع او تنويم الشعوب كما عمل بها البريطانيون في الصين عندما اتخذوا سبيلا عبر تجارة الافيون( الاتجار في المخذرات اسلوب و منهج غربي بامتياز لاخضاع الشعوب و الأمم ) .
فوز اليسار بكولومبيا يعتبر طعنة خنجر في ظهر امريكا ، وقعها يتجسد من كون البلد حديقتها الخلفية و منصة انطلاق سياساتها المزعزة لاستقرار دول امريكا اللاثينية ( الانقلاب العسكري ببوليفيا/ الصراع مع نيكولاس مادورو و محاولة محاصرة فينزويلا/ ناهيك عن عودة بوليفيا الى مكانتها المشاكسة للسياسات الامريكية بالمنطقة) .
فوز هذا اليسار يعتبر دعما و سندا للسياسات التي تنتهجها كل من دولتي بنما و المكسيك ( تعترفان بجمهورية الخصم) ، اضافة الى احكام الطوق و استقطاب دول امريكا الجنوبية بعدما تم ضمان امريكا اللاثينية ، اي بمعنى تجريد امريكا من اي نفوذ لها جنوب الامريكيتين و وسطهما، بالتالي كل ما ينطبق على الاصيل ينطبق على الوكيل في ظل الاعمال العسكرية باوكرانيا ، و تداعياتها على اوروبا و المنظومة الغربية في شموليتها ، و ما يتولد عنها من ازمة طاقة و غذاء لفح لهيبها دول المنظومة نفسها ، من زاوية تمدد محور و حلفاء ( روسيا.الصين.ايران.الجزائر.جنوب افريقيا….) ، على حساب مصالح حلف و ادوات يتبدد و يتقهقر يوما بعد يومالهوندورا اليوم ما يهمنا نحن كمغاربة ، نفاق غربي يلوك لفتح قنصلية جديدة امريكية بالدار البيضاء ، كتغطية على الخبث و الغذر الغربي للمغرب فيما يتعلق بالصحراء ، اي بمعنى ان اللحظة و من زاوية التحالف توجب فتح قنصلية امريكية بالداخلة كما وعد بها ترامب في تغريدته الشهيرة ، تغريدة تنافخنا فيها شرفا و هللنا لها كثيرا و كم طبلنا و زغردنا ، و لحدود الساعة لم يتحقق اي شيئ على ارض الواقع ، بل الادهى و الأمر حتى السفير الامريكي بالمغرب لم يتم تعيينه بعد ، خلاف دول مجاورة بها سفراء و سفيرات امريكيون ؟؟!!!.
و خبر اليوم يقول بفوز زعيم اليسار بكولومبا غوستافو بيدرو برئاسة الدولة ، اي بمعنى من المعاني تمدد المد اليساري في الحديقة الخلفية لامريكا ، و هذا ما يحيلنا قطعا الى القاسم المشترك بين الرئيس المنتخب و علاقاته مع نيكولاس مادورو رئيس فينيزويلا التي لها حدود مشتركة مع كولومبيا ، و ما يتقاسمانه من نهج ثوري و رؤى سياسية تقدمية الى جانب كل من كوبا مع كل من الهوندوراس. البيرو. بوليفيا. نيكاراغوا …..
كولومبيا هذه يا سادة ان كنتم تذكرون شهر اكتوبر من السنة الفارطة ، اشادت بالطرح المغربي و اعلنت موقفها المساند و الداعم للمغرب في قضية الصحراء ، وزير الخارجية المغربي الذي تغنى و زف خبر تجميدها الاعتراف بالجمهورية الوهمية من خلال زيارة وزيرة الخارجية الكولومبية للرباط ( ارخ و وثق الحدث ان كنتم تذكرون ) . اليوم كولومبيا تعلن رسميا بعد لقاء جمع وزير خارجية جمهورية الوهم او الجمهورية الصحراوية او ….لنقل ما شئنا ، مع الرئيس المنتخب اعلن رئيس اعادة العلاقات الثنائية بينها و جمهورية الصحراء الى سابق عهدها ، للاشارة كولومبيا جمدت اعترافها بالجمهورية المعلنة من طرف واحد سنة 2001 ! .
وقتذاك تغنينا و انشرحت قلوبنا نحن المغاربة بالفتح المبين ، و كم نثرنا الورود على صدر اسد الديبلوماسية المغربية ، حيث اقمنا الدنيا و لم نقعدها ثم نعينا اسطورة وهمية واهمة هائمة بمخيمات الذل و العار ، ما بين انفصالي و مرتزق و متمرد و محتجز و لاجئ بحسب التوصيفين المغربي و الأممي …اليس كذلك ؟ .
المشكل لا يكمن في اعتراف كولومبيا او البيرو او نيكاراغوا او ……ب …، بالمناسبة هي دول في مجملها فقيرة رغم غناها و ما حبيت به من ثروات معدنية و طاقية و فرص استثمار واعدة ( فينيزويلا اول احتياطي عالمي للنفط مثال) ، بل يكمن بانها في مجملها دول ناطقة بالاسبانية ، و هذا ما يشكل في حد ذاته ثقلا تاريخيا حضاريا لغويا قد يعصف برابع قوة اقتصادية اوروبية ( اسبانيا التي تعيش اليوم اسوء كوابيسها اجتماعيا. سياسيا.اقتصاديا.طاقيا لم تشهد له مثيل منذ الحرب الاهلية ) ، بالتالي وهنها و ونيها أو ضعفها ان صح التعبير يعد مقدمة لانهيار المنظومة الاوروبية ، و توطئة للانعزالية الامريكية و ما تولد عنها من خيانة و غذر بالادوات ( اوروبيون و عرب …مثال) .
اسبانيا اليوم الخاصرة الرخوة للمنظومة الغربية و جناحها الغربي الجنوبي و ما لها من ارتباط تاريخي و ارث ثقافي جامع بين الامريكيتين ” اللاثينية. الجنوبية” ، و على ضوء تمدد اليسار المسنود من دول المحور ( روسيا .الصين مثالا لا حصرا) ، تقول كلمتها بالاجماع عنوانها الابرز ، باي باي ماما امريكا فماذا بشأن الادوات ؟ ما ينطبق على النفوذ الفرنسي بافريقيا يسري مثيله على النفوذ الاسباني بالامريكيتين ، و الرابح دول المحور و الحلفاء على حساب كيانات الحلف و الأدوات الوظيفية ، لذا لا داعي لتسويق لوهم الانتصارات الزائفة و الفتوحات الوهمية .
و اسبانيا اليوم تعيش على وقع ازمة سياسية عسكرية اقتصادية طاقية ، ازمة افقدتها ثقلها كجناح غربي جنوبي لحلف شمال الاطلسي ، فهل بمقدورها توفير ما عجزت هي توقيره لنفسها لحليفها الجنوبي و اعني به المغرب ، من طاقة و غاز و الشتاء على الابواب ؟ اشك في هذا بمقدار شكي في نجاح المغرب على تجاوز ما يحصل على ارض الواقع و ايجاد الحلول لما يتخبط فيه من ازمات سياسية.اقتصادية.طاقية……و الجفاف طرق الابواب من ابوابها الواسعة ….فهل من متذكر للايام القاتمة الحالكة السوداء التي أنبأت بها و حذرت منها ؟ ام لا زال القوم ان لم اقل بقطيع دواب ثنائية الحوافر في دار غفلون .؟